20 ديسمبر، 2024 2:08 م

علوش أين المفر؟!

علوش أين المفر؟!

جاء وقت الحقيقة، وبدأ الإمتحان يا أمينة بغداد، ويبدو أن المناخ ينتمي الى حزب معارض، لهذا عجل بالأمطار، وأي أمطار، إنه نهر يتدفق، فأغرق الشوارع والازقة، بسويعات قليلة فقط، فأين المفر!
تصريحات رنانة خرجتِ بها قبل عدة أيام، وهي أن أمانتكم على إستعداد تام، لتلافي غرق العاصمة،في حال سقوط الأمطار، ولكن ما حدث، أنه قد أنقلب السحر على الساحر.
إن الثوب الذي تلبسينه قصير، إنه ثوب التصريحات الكاذبة المخادعة، وتصوركِ المريض، أن الشعب سيصدق ما تقولينه بكل سذاجة، متناسية المثل القائل: (كثر الدك يفك اللحيم)، جعلك تعيشين اللحظة (الأمينة)، وأن عظمة الكرسي الذي تجلسين عليه، قد أعمى بصيرتكِ قبل بصرك، فإستفيقي من غفوتكِ، وإعلمي أن آلاف الأسر، سترحل تاركةً بيوتها، تملئها المياه الآسنة، وحاجياتهم المنكوبة، ستصبح في خبر كان.
لابد أن يكون المبدع إبن عصره، ويتعامل مع منصبه بالأفعال لا بالحروف، أمر رائع، فالوردة المرسومة بألوان جميلة، ليست كالوردة الطبيعية، التي تضفي على الحياة عطراً، وجمالاً، وفرحاً، لهموم الناس البسطاء المشغولين، بمشاكلهم الحياتية والغارقين فيها، ولم نشهد في بغداد إلا صانعي أمجاد زائفة، فالحرب لا تصنع الشعراء، بل الأبطال الأمناء.
 
العراق شعب لا يستكين، فأبواب الموت مفتوحة على مصراعيها، داعش وفتاواه البشعة، وحكم السيف، وساسة فاسقون وسراق، وأمراض غريبة، وأكتملت بغرق العاصمة، بمياه الامطار والمياه الآسنة، فمن سيدفع الثمن؟ والجواب هو المواطن البسيط، المغلوب على أمره .
تكوين غرفة عمليات داخل الأمانة، ومتابعتكِ لأربع عشرة من مديريات البلدية، المتواجدة في جانبي الكرخ والرصافة، وإستنفارها، وكذلك زيارتكم الميمونة الى المحطات الرئيسية، في الحبيبية، والرستمية، والقدس، والرشيد، والدور،ة و T1و TC4 لم ولن تشفع لكِ، بسبب اعتمادكِ على مسؤولين، ومهندسين لا ينقلون حقيقية الواقع المزري، لهذه المحطات والمضخات المستهلكة، والبالغ عددها (280) محطة، والحاسود بعينه عود!
حدث الطارئ، وجاءت الكارثة، كي يستكمل سيناريو الالم والحزن للمواطن، الذي اصبح عالة على الحكومة المسكينة، التي جندت واجتهدت في إسعاده، لكنه متطلب، وكسول، ويرمي بثقله عليها، حتى بعد أن هيأت كل سبل الراحة له، من أمان وبنى تحتية، وخدمات بشقيها: الكهرباء والماء.
ختاماً: على الحكومة تغيير الشعب، والبحث عن مواطنين من كوكب آخر، لا يشتكون أو يتطلبون، والأفضل أن يكونوا متدربين، لكي يعيشوا في بلد مثل العراق!

أحدث المقالات

أحدث المقالات