بيت شعري من قصيدة للشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي القاها في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي وهو واضح المعنى من حيث بساطة عباراته وسهولة فهمها فهو يدل على ابتعاد العلم العراقي عن اصله الوطني وابتعاد الدستور في حينها عن كونه عراقي صرف كذلك ابتعاد مجلس الاعيان (النواب )عن دوره في اصدار التشريعات بل كان مجرد اداة تقول نعم او كلا لمايريده واضع القانون ,وهذا لعمري قمة الانقياد الاعمى لمن سلب ارادة الشعب العراقي حينها وتسبب ذلك بان يكون العراق تابعا اعمى لارادات دولية ليس لها علاقة بامال وارادة الشعب العراقي المسكين .
هذا كان سابقا واثناء وجود الحكومة الملكية والتي نصبت من قبل الاحتلال البريطاني عام 1921 يعني ممكن ان نجد العذر للمنظومة الحكومية باكملها باعتبار ان المحتل يريدهم هكذا واذا لم ينفذوا فمصيرهم اما الموت او الطرد وبذلك سارت الامور على منوالها ,ولكن اليوم وفي ظل الحديث عن الحرية والديمقراطية وكون العراق اصبح من الدول ذات التجربة الحديثة في تداول الحكم والسلطات وبان كل كابينته الحكومية والتشريعية والقضائية هي عراقية صرفة وغير خاضعة للتدخل الاجنبي بشؤونها الداخلية امام كل هذا مالذي يحصل وكيف هو وضع مؤسسات البلد ودورها في انقاذ العراق من الضياع والظلم ومالذي اتخذته من اجراءات على مختلف الاصعدة لتثبت انها ابنة البلد وبان ولاءها للبلد فقط .
الذي حصل ويحصل ولاتبتئس عزيزي القاريء وعذرا لازعاجك بطرحنا هذا الذي حصل هو ارتماء هذه المؤسسات في احضان الغير وتنفيذها اراداته وتمييع حقوق العراق قدر الامكان ثم الذهاب باتجاه جعل العراق دولة ضعيفة ممكن نهشها بسهولة وبعثرة شعبه البائس المسكين بحجج شتى لاتمت للحقيقة بصلة مرة بحجة الدين واخرى بحجة العراق واخرى ثالثة بحجة المذهب والغالبية ومرات عديدة بحجة عدم فهم الشعب لدوره وعدم التفافه على قيادته السياسية الحكيمة وهذا مايؤثر على الطبقة الساسية ويجعلها غير قادرة على اصدار قرارات تخدم العراق وتطوره اذن على الشعب الصبر الطويل ومساندة الدولة حتى لو لم تؤدي الدولة واجباتها تجاه البلد واهله ,اذن لنسال سؤالا بسيطا اين يكمن الخلل في كل هذه المعادلة المعقدة ؟ وماهو سبيل الحل ؟ يقول قائل ان الدولة لاحول ولاقوة لها من حتث تنوع اطياف الشعب وكل يريد ان يسير الامور على هواه فاقدا الثقة بغيره من المكونات ,ويقول اخر ان الحل توافقي واخر يدعي استحالة حل مشاكل العراق بسبب مازرع داخل العراق من فرقة وفتن خلال الفترات السابقة وان الناس لاتتفق على احد ابدا .
نحن هنا نقول ان المشكلة اصلها بالنفس التي لاتريد ان ترى الحقيقة وتريد ان تبقى اسيرة الاملاءات وسياسة فرض الراي من قبل الغير وبالاخص من الخارج وهذه الطريقة فيما لو استمرت ستقيد العراق وتجعله مستعمرا ولكن بصورة مزوقة مرتشة اي انه تابع ولكن بارادة ابناءه ونقول ايضا ان امتهان الروح الوطنية العراقية والذي تعمل عليه اغلب الكتل والاحزاب السياسية هذا الامتهان سيعمل على احباط الذات العراقية وتدميرها وبالتالي سيحولها الى خاضعة وذليلة وهو مالانرضاه لشعبنا وعراقنا ابدا ,اذن مالحل وكيف يمكن التغيير وسط هذه الاجواء الماساوية ؟ الحل هو المشاركة الواسعة بالانتخابات القادمة واختيار اناس (من خارج الذين فشلوا في عملهم خلال الفترة السابقة ) كفوئين مهنيين معنيين بالعمل الوطني وعدم سماع الشعارات البراقة الرنانة الكاذبة والتحقق من كل شخص ممكن انتخابه ثم اذا مافشل الاختيار لاسامح الله اللجوء الى سياسة الاعتصاما المستمرة وايقاف عمل الدولة في المرحلة القادمة حتى تامين العمل وفق مصلحة وخير العراق ,وهذا ليس صعبا على شعب خبر الظلم والمعاناة والقتل والدمار فان يضحي بشيء مما لديه افضل من ان يضحي بكل شيء لديه .
ان الثوابت الوطنية يجب ان تكون هي الاساس في عمل كل سياسي ومشرع وقاضي حتى يستطيع تحقيق المساواة بين المواطنين ليديم الثقة بين الشعب والدولة اما عكس ذلك فستعم الفوضى ويصبح العراق من جديد مادة دسمة للنهب والاستغلال والاستعباد لاسامح الله .