الناس في عموم المجتمعات يرتدون قناع التحضر والإنسانية ويوزعون إتهامات العنصرية على الآخرين وينسون أنفسهم ، فحسب كشوفات علم النفس كافة البشر عنصريون بأشكال ودرجات مختلفة .. إذ أكد المرجع في علم النفس السياسي الذي صدر عن جمعية علم النفس السياسي الدولية في جزءين .. أكد في الفصل الخاص بالعنصرية على ثلاث أنواع من العنصرية :
:1- عنصرية معرفية / تنميط البشر وتصنيفهم حسب العرق والدين واللون وغيرها .
.2- وجدانية / مشاعر سلبية ، كراهية سخرية أحقاد .
3- سلوكية / عدوانية بأشكال مختلفة .
إنتهى الإقتباس من الدراسة .. اما تعليقي عليها هو كالتالي :
فصلت الدراسة ان العنصرية تتفاوت بين المعلنة والخفية ، وطبعا المقصود هنا التفاوت حسب درجة الخوف من القوانين والمجتمع ، وكذلك التمتع بدرجة التحضر التي تدفع الشخص الى قمع عنصريته من الظهور رغم وجودها في داخله ، والأمر المؤكد مثلما يخبرنا به تاريخ الإنسان وسلوكه اليومي .. ان البشر كلهم عنصريون ، ولايوجد من هو خالي من هذه المشاعر ، والنظرة العامة للإنسان هو انه لم يكن في يوم ما كائنا خيرا مسالما ، بل ان تاريخ البشر مليء بالصراعات والحروب وسفك الدماء ، وقد فشل العقل والأديان والثقافة على مدى التاريخ في محاربة الشر ونشر قيم العدالة والمحبة والخير .
والفرق بين العنصري وغيره هو ان من هو ليس عنصريا شخص تمكن من السيطرة على مشاعره العنصرية الموجود في داخل نفسه مما يعني انه يمارس العنصرية (( المعرفية في تنميط الناس )) ولايظهرها الى العلن ، وطبعا هو ليس بالضرورة في داخله يحترم كل البشر وينظر اليهم بعدالة ومساواة ، فالسيطرة على مشاعر العنصرية لاتعني قدرة الذات على الإيمان بالعدالة والمساواة لأن هذا الأمر إعجازي فوق الطبيعة البشرية .
ان النظرة الواقعية لطبيعة البشر يجب ألا تطالبهم بأكثر من بشريتهم … فالعيوب الأصيلة للإنسان لا يمكن تجاوزها ، لكن المشكلة ان الأفكار المثالية … تتجاهل ان الوجود بحد ذاته هو عبارة فوضى ليس له غاية عاقلة ، ومن دون رعاية ملموسة من الرب المفترض لهذا الوجود مما يعني التيه والضياع وإستمرار الصراعات وإفتراس البشر بعضهم لبعض ، وبعد فشل التعليم والثقافة والأديان والاخلاق والقوانين في محو الشر عموما والعنصرية خصوصا .. أملنا الوحيد هو سير العلم – حسب نهج نظرية التطور – والنجاح في حصول تطور علمي بيولوجي على يد علماء الدماغ ينقي الإنسان من العدوانية والشر ويجعله خيرا محبا لأخيه الإنسان .
وطبعا لا أبريء نفسي من العنصرية .