هو علم يتناول المعنى بالشرح والتفسير،ويهتم بمسائل الدلالة وقضاياها،ويدخل فيه كل رمز يؤدي معنى، سواء أكان الرمز لغويا، او غير لغوي، مثل(الحركات والاشارات والهيئات والصور والألوان والاصوات غير اللغوية،وغير ذالك من الرموز التي تؤدي دلالة في التواصل الاجتماعي/د.محمود عكاشة؛الدلالة اللفظية.
ويعد علم الدلالة أهم فرع من فروع علم اللغة،فاللغة وضعت للتعبير (اوالدلالة)عما في نفس متكلمها،وكل الجوانب اللفوية الاخرى هدفها تبيين المعنى على نسق واضح سهل الفهم. وجميع فروع اللغة تشارك في الدلالة. ولا يمكن الفصل بينها وببن علم الدلالة، فكل فرع منها يساهم بدوره في الدلالة في اطار مجاله .فمجال (علم الاصوات)دراسة الصوت اللغوي ،والصوت هو يمثل الحرف او الحروف التي تكون الجملة، او الكلمة ،فاختلاف الصوت الواحد في كلمتين متشابهتين يؤثر في اختلاف المعنى، واختلاف النبر في كلمة واحدة يؤثر في معناها،وكذالك اختلاف التنغيم . ويشارك (علم الصرف)في الدلالة ،فمعنى الكلمة يتاثر بصيغتها الصرفية مثل :قاتل ومقتول. فقاتل :اسم فاعل قام بالحدث ،ومقتول:اسم مفعول الذي وقع عليه الحدث.فكل صيغة صرفية تدل على معنى خاص بها،ويتبين هذا من صيغ الافعال ،والمشتقات، والمصادر .
ويشارك النحو بدور كبير في الدلالة،فكل جملة تؤدي معنى أو دلالة تتأثر بالعلاقة التي تربط بين أجزاء تركيبها وترتيبها،فاختلاف الكلمات، واختلاف الترتيب يؤثران في دلالة الجملة،مثل:(دخل محمد المنزل) ،وقولنا:(دخل محمد القبر)، وما الى ذالك…ويشارك المعجم بنصيب كبير في الدلالة. فوضع الكلمة في التركيب يتوقف على معناها المعجمي ،فنحن نختار الالفاظ التي تناسب دلالتها والسياق الذي ترد فيه،فكل كلمة تتعلق بسياقها التركيبي،وتدل على معنى فيه يرتبط بعلاقتها مع ماجاورها، ويختلف معناها في سياق اخر..
وقد قسم المناطقة والاصوليون(الدلالة)الى ثلاثة أقسام:
1-عقلية:اذا كانت بين الدال والمدلول ملازمة ذاتية في الواقع الخارجي،كالنار والدخان.
2-وضعية:اذا كانت الملازمة بين الدال والمدلول ناشئة من الاصطلاح والمواضعة،وهذه قد تكون غير لفظية،كالأشارات والخطوط،ولفظية اذا كان الدال لفظا.
3-طبيعية:اذا كانت الملازمة بين الدال والمدلول بمايقتضيه طبع الانسان،كالتأوه والتوجع. ومن هنا يتبين لنا:أن دلالة اللفظ بمعنى:هدايته الى معناه.
