لم ترَ الساحة السياسية في العراق شخصية مركبة ومتناقضة أربكت المشهد مثل شخصية (مقتدى الصدر) الذي يتميز بالصبيانية والرعونة وإنفصام الشخصية وقد أدى ذلك إلى تدهور وانحدارالواقع العراقي من ويلات ومصائب مزقت النسيج الاجتماعي للبلد وجعلته يعاني لعقود قادمة فالتخبط ملازم لشخصية مقتدى في قراراته فهو لا يملك أدنى المؤهلات التي تمنحه حق زعامة (تياره الديني) !! ومن جملة ما جاء به من حماقات تضاف لارشيفه القبيح والمخزي من جرائم وانتهاكات وعمالة وسفالة وفساد حتى أصبح مثالاً للسخرية والإنحطاط والاستهزاء فكل أفعاله وأعماله تناقض نفسها والتي لا تعد ولا تحصى ونذكر منها لا للحصر تأسيس (مليشيات الموت) لإ شعال الفتنة الطائفية بأوامر إيرانية وبعد أن أيقضها من نومها هرب لإ يران يحتمي فيها بحجة(الدرس الحوزوي)!! وقد صرح من هناك عن طلاقه للعملية السياسية ! ولكن سرعان ما عاد للعراق ليتحالف مع المالكي ويمنحه الولاية الثانية على الرغم من فتك المالكي بأتباعه والتنكيل بهم في البصرة والناصرية وميسان وغيرها! ويخذل حلفائه البرزاني وعلاوي والنجيفي, ثم عاد مقتدى لينقلب على المالكي من جديد ويعلن الحرب عليه وتبعات كل ذلك تنعكس على الواقع المتدهور في العراق ثم يتحالف مع العبادي نكاية بالمالكي ولم تقف حماقات مقتدى عند هذا الحد فقام بفتح قناة إتصال مع ( قطر والسعودية) في تمثيلة هزيلة لكسب ود إيران ثم سرعان ما أجج الوضع في الشارع العراقي بعد أن قبض الثمن من السعودية تحت عنوان (الإصلاح) ولا نريد ذكر أمثلة أخرى بقدر التركيز على ما تفوه به مقتدى سابقاً حول عدم ثقته ( بالخط العلماني) لدرجة تكفيره له وحث أنصاره باستهداف كل مظهر علماني وقد سجلت الأحداث (لمليشيات مقتدى) ضرب العشرات من دور السينما ومحلات الحلاقة الرجالية والنسائية والتسجيلات والمشروبات الروحية وغيرها في رسالة لنشر الرعب والخوف أن هذه المناطق خاضعة لنفوذ مقتدى ويمنع الترويج فيها !! ولا ننسى كيف مقتدى أراد تسيس (دولة دينية داخل الدولة) بنشر أفكاره وأهدافه عبر منظومة ثقافية وتنظيمية من المؤسسات الإعلامية والثقافية والمراكز الأمنية السرية التابعة للتيار الصدري, حتى صرح بلسانه أن أي تعاون وتحالف مع العلمانية بمثابة ((كفر وإلحاد)) وقد تجسد ذلك في مصادرة ساحة التحرير وباقي الساحات من باقي الحراك الشعبي الذي انطلق لرفض فساد السلطة والتي يشكل مقتدى فيها حصة الأسد !! وفي التسجيل المرفق هنا يقول مقتدى من يقبل بالعلماني في السلطة فهذا قول (خرط ويحجي خرط) والخرط في اللهجة الدارجة يعني لا قيمة له ولا اعتبار وحري بمن أطلق هذه العبارة على العلمانيين أن يكون أول من يعمل بها ويطبقها لنجد اليوم مقتدى وقد تحالف مع رمز العلمانية (الشيوعيين) ممن لا يؤمن بالخط الديني الذي يدعي به مقتدى !! وهذا التحالف غير متجانس أو متلائم من كل الزوايا وفيه تعارض وتناقض يشعر به الأعمى قبل البصير ويكشف لنا شذوذ مقتدى في الصغر وكيف يحن له في تحالفه مع الشيوعيين كي يبيح المحرمات التي كان يأمر بضرب منافذها !! واليوم يمنحهم الحصانة والحماية في تحالفه ( سائرون للخراب) الذي نريد قوله أن مقتدى لا يملك الرؤية للإصلاح بقدر امتلاكه لأسباب الخراب والفشل للوطن إن تمكن منه وسيطر عليه وإطلاق مليشياته للنهب والسلب وفرض لغة السلاح على كل من يعترض عليه في الفترة القادمة لهذا نحذر شعبنا من الوقوع في شباك مقتدى وألاعيبه المخزية والسخيفة.
https://www.facebook.com/BAGHDADMOSTBEAUTIFUL/videos/1497749547003512/