18 ديسمبر، 2024 7:18 م

علماء العراق.. الدكتور محمد العيد انموذجاً

علماء العراق.. الدكتور محمد العيد انموذجاً

لا أعرف لماذا يتم التركيز على علماء المسلمين في الطب؟ مثل أبو بكر الرّازي وابن سينا وابن الهيثم وابن النفيس وغيرهم، الذين أفادوا بانجازاتهم العلميّة الحَضارة الاسلامية بصفة خاصة و الحَضارات الإنسانيّة بصفة عامة، ويتم التغاضي عن جهود وانجازات واختراعات علماء الطب المعاصرين! وربما يخطر ببال البعض عن كون أوروبا كانت تغطُّ في سباتٍ عميقٍ؛ حيث كان الظُّلم والجهل والفقر، بالوقت الذي كانت فيه بغداد تعتبر عاصمة عالمية تجمع ميزات جميع عواصم العالم المتحضر اليوم مثل لندن وطوكيو ونيويورك وباريس وبكين وموسكو.

وفي اعتقادي إن هذا ليس مبرراً للأهمال المقصود من قبل الأنظمة السابقة والذي كان في معظم جوانبه لأسباب سياسية، وكذلك غفلة المثقفين والكتاب عنه لأنشغالهم بهَمّ السياسة أيضاً، وتركهم للجوانب المعرفية والانسانيّة وحتى الجمالية في أحيان كثيرة.

ورمزية بغداد كانت ومازالت تمثل قلب الدنيا ورمز أمة توّاقة لماضٍ عظيم، ماثلة حتى اليوم في خيال العرب والمسلمين، لذلك فأن الهدف الاساس من اهمال الكفاءات والقدرات العلمية العراقية، هو محو ذاكرة العراق التاريخية والثقافية، بدلاً من تعزيز هذا التاريخ الفكريّ والمعرفيّ والعلميّ الإسلاميّ باسماء جديدة لعلماء معاصرين قاموا بتطوير الطب ليصبح واحداً من أوسع المجالات العلمية والبحثية في العراق.

وأودّ التحدث اليوم عن عالم عراقي من هؤلاء الأطباء الاعلام وضع علمه في خدمة بلده لمدة أربعين سنة، أبدع وساهم في بناء صرح العلم والمعرفة الطبية والأكاديمية في العراق، وعندما اضطرته المآسي التي سببتها عقود من الحرب والعزلة الدولية للهجرة من وطنه لم يدر ظهره للوطن بل بقي متواصل مع مؤسساته العلمية والأكاديمية.

إنه الدكتور البروفسور محمد علي العيد، ولد في مدينة سوق الشيوخ عام 1947م وأكمل الثانوية فيها، بعدها دخل كلية الطب في جامعة الموصل وحصل على بكلوريوس في الطب والجراحة العامة عام 1970، ثم حصل على ماجستير في الطب النووي عام 1977 (مستشفى ميدل سكس / جامعة لندن / إنكلترا)، ثم البورد الأمريكي في الطب النووي عام 1983 (مستشفى جونزهوبكنز/ جامعة جونز هوبكنز / أمريكا).

كما حصل على العديد من الألقاب العلمية أهمها في العراق، إستاذ الطب النووي في كلية الطب / الجامعة المستنصرية عام 1977، وإستشاري الطب النووي في مستشقى اليرموك التعليمي / وزارة الصحة عام 1992، وكذلك حصل على لقب خبير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيتنام/ 2002، وخبير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اليمن /2005، وخبير منظمة الطاقة الذرية العراقية في مجال الطب النووي منذ عام 1989، ومنسق لمشروع تأهيلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في العراق عام 1994 و لعدة سنوات ، والأستاذ الأول على الجامعة المستنصرية لعام 1997 والمرة الثانية لعام 2003.

أما نشاطاته العلمية، فقد أشرف على أربع وعشرين رسالة جامعية، وكتب خمسة وثلاثين بحثاً، وعدد من المقالات باللغة العربية نشر ثلاثة منها في مجلة علوم (العراق)، كما حصل على براءة اختراع واحدة عام 1996، وست جوائز تقديرية (فضية وبرونزية)، وعلى إثنين وعشرين شهادة تقديرية، وألف كتابين عام 1997 وعام 2017، كما شارك بثمانية بحوث في مؤتمرات علمية خارج العراق وثمانية عشر بحثاً داخل العراق، كما دُعي لإلقاء ثمانية بحوث وأربع وعشرين محاضرة، وشارك سبع مرات في دورات التعليم المستمر، كما كان عضو هيئة تحرير مجلة العلوم الطبية الأساسية للفترة من 2001- 2006، وسكرتير مجلة البحوث الطبية الصادرة عن كلية طب المستنصرية عام 1994 .

كما شارك بسبع دورات تدريبية لأكتساب المهارة خارج القطر في ( الإتحاد السوفياتي ، فرنسا ، النمسا ، اليابان ، الكويت ، هنكاريا ، أمريكا )، وكان عضواً وأحياناً رئيساً لأثنين وسبعين لجنة علمية وفنية، ومقرر اللجنة الاستشارية للمعالجة الشعاعية والطب النووي في وزارة الصحة العراقية للفترة من 1990- 2006، وعضو مجلس السرطان في العراق للفترة من 1988-2006، ومؤسس ورئيس جمعية الطب النووي العراقية منذ عام 1996- ولحد الآن، وأمين السر العام لجمعية مكافحة السرطان العراقية منذ عام 1985- 1988، وعضو في ثمانية جمعيات علمية عراقية و عالمية.

حصل على إثني عشر كتاب شكر وتقدير من مرتبة وزير فما فوق، وعلى أربعة وخمسين من دون مرتبة وزير.

شغل عدة مناصب ادارية، منها مديراً أو معاوناً لعدة مستشفيات أو مراكز صحية أو دوائر صحية، و رئيساً للمقيمين خلال الخدمة الوظيفية في وزارة الصحة للفترة من 1970 – 1979 ثم بعدها إنتقال إلى كلية الطب / الجامعة المستنصرية عام 1979 مع الإستمرار بالعمل في أقسام الطب النووي في مستشفيات وزارة الصحة، وأصبح مديراً لدائرة مراقبة الإشعاعات في العراق للفترة من 1977-1980، ورئيساً لقسم الطب النووي في معهد و مستشفى الإشعاع والطب النووي للفترة من 1984-1989، والمدير الفني والأستشاري لقسم الطب النووي في معهد و مستشفى الإشعاع و الطب النووي للفترة من 1989- 1998، ومؤسس و رئيس وحدة الطب النووي في مستشفى اليرموك التعليمي للفترة من 1987-2006، ومدير الدراسات العليا و الشؤون العلمية والثقافية في كلية طب المستنصرية للفترة من 1992-1994، وعضو مجلس الجامعة المستنصرية في عام 1998 وعام 2003 لكونه الأستاذ الأول على الجامعة المستنصرية، ومدير وحدة الشهادات والوثائق في كلية طب المستنصرية عام 1999 و كذلك عام 2003، ومعاون العميد للدراسات العليا و الشؤون العلمية و الثقافية للفترة من 1999 – 2001، وعضو واستشاري في مجلس الكلية منذ عام 2001- 2004، وعميد كلية طب المستنصرية (وكالةً) خلال تمتع العميد بالإجازة داخل و خارج القطر للأعوام 1999 ، 2001 ، 2002 ، 2003، ورئيس فرع الأحياء المجهرية الطبية أصالةً للفترة من 2002 الى 2003، واستشاري وأمين لمجلس الكلية للفترة 2004 – 2006 ، وكذلك أسس ورئس وحدة الطب النووي في مستشفى أربيل التعليمي – جامعة هه ولير الطبية للفترة من 2007-2008، أحيل على التقاعد عام 2005م، وبعدها انتقل إلى أمريكا وهو يُقيم فيها الآن.