السيد موسى الصدر، السيد مهدي الحكيم، السيد محمد صادق الصدر، السيد نمر النمر انموذجا لازدواجية طهران في التعامل مع رحلة الاستشهاد لعلماء الشيعة العرب.
بدءا من منا .. لم يتذكر الاختفاء القسري للسيد موسى الصدر رحمه الله في ليبيا القذافي وما تداولته وسائل الاعلام .. حين تنصل نظام القذافي مدعيا ان السيد الصدر غادر ليبيا متوجها لإيطاليا ونسجت الروايات حينها .. ولا يخفى على احد ان السيد موسى الصدر عالم شيعي جليل ذو حظوة في طهران الشاهنشاهية قبل عام ١٩٧٩.
ولكن سرعان ما قامت الثورة عام ١٩٧٩ كان الوئام سيد الموقف بين طهران الخميني وليبيا القذافي يفصح عن علاقة أزلية بين السيد الخميني والقذافي ، حتى كانت طائرات اليوشن محملة بالعتاد والمعدات العسكرية بصحبة السيد حسين الخميني نجل السيد الخميني هي المساعدات العسكرية الاولى التي حطت على مطار طهران، تسجل باكورة الدعم اللوجستي المقدم من القذافي لطهران إبان الحرب العراقية – الإيرانية.
ولم نجد حينها اي اعتراض شعبي او سياسي او دبلوماسي سجلته طهران على ليبيا، وظل اعضاء منظمة أمل وحدهم يستغيثون لفقدان قائدهم دون سماع .. وبذلك اثبتت طهران ان ارساء دعائم التعاون المشترك مع نظام القذافي على حساب الموقف المبدئي لدم السيد الشهيد موسى الصدر ، وبذلك تسجل طهران اولوية المصالح على نافذة القيم والشهادة.
وفي عام ١٩٨٨ تواردت الأخبار باتهام جهاز المخابرات العراقي تنفيذ عملية اغتيال السيد مهدي الحكيم رحمه الله في الخرطوم، ولم يسجل اي موقف رسمي وشعبي ضد السودان موقع الاغتيال ولا ضد بغداد العدو اللدود .. والغريب في الامر ان السيد الحكيم رحمه الله دفن في الخرطوم ولم ينقل جثمانه من قبل عائلة الحكيم المتنفذة بعد عام ٢٠٠٣ الى النجف علما انه وبشهادة جميع العراقيين، كان السيد مهدي الحكيم شجاعا غيورا موضوعيا وشكل ثنائيا في الحضور الدولي لمعارضة صدام حسين مع المرحوم سعد صالح جبر زعيم المعارضة العراقية آنذاك.
ويبقى السؤال المحير: لماذا لا ينقل جثمان السيد مهدي الحكيم للنجف؟
بعد افول الانتفاضة الشعبانية عام ١٩٩١ دار حراك ديني شيعي في جوامع وحسينيات وسط وجنوب العراق قاده أية الله العظمى السيد محمد صادق الصدر
وفي استشهاده واثنان من أولاده رحمهما الله لم تندد ايران شعبيا وسياسيا بحكومة بغداد المتهمة حينها بالاغتيال، بل سجلت طهران بعدها زيارة السيد علي اكبر ولايتي وزير الخارجية آنذاك ومحمد علي أبطحي نائب رئيس الجمهورية في حكومة خاتمي ضيوفا على بغداد ويتنقلون بصحبة عزة الدوري نائب الرئيس العراقي صدام حسين وطارق عزيز وزير خارجيته آنذاك .. بين بغداد والنجف تعزيزا لاواصر العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري وشهادات التصدير الإيرانية للنفط العراقي المهرب دون علم الامم المتحدة ببرنامج النفط مقابل الغذاء … دون التنديد او تسجيل الاعتراض لاغتيال الشهيد السيد محمد صادق الصدر رحمه الله على حكومة بغداد حينها.
والآن نحن بصدد إعدام الشيخ النمر رحمه الله من قبل المحاكم السعودية حيث قامت الدنيا ولم تقعد والتنديد وقطع العلاقات الدبلوماسية وحرق السفارة السعودية في ايران وبذلك تسجل طهران سابقة لا مثيل لها في التعامل مع شهادة العلماء الشيعة العرب بوسائل الاغتيال السياسي الدنيئة قياسا لما حدث للشيخ النمر الذي استوفى جانبا قضائيا في محاكمة حتى وان كان التشكيك في عدالتها.
لماذا المواقف متباينة هكذا؟
وهل ان المصلحة القومية العليا لطهران تجعل من دماء شهادة علماء الشيعة العرب ازدواجا للمعايير؟
[email protected]