18 أبريل، 2024 8:01 م
Search
Close this search box.

علماء الأختراع والأكتشاف اصحابها في الجـنة … أم في النـار ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

سؤال بريء في ظاهره… خطير في مضمونه… هذا السؤال الذي طرحه عليّ أحد الأصدقاء ونحن نتابع برنامجاً تلفزيونياً يتحدث فيه احد اطباء الغرب عن لقاح جديد اكتشفه لعلاج جائحة كورونا ( COVID19) ما سيخفف الآم ومعاناة الكثيرين… واذ سألني صديقي هل يدخله الله الجنـة .. أم النـار؟ سؤال بريء لكنه ذو دلالات خطيرة يسيطر على افكارنا، علينا وعلى ابنائنا شئنا أم ابينا لما نراه ونسمعه يومياً عن تقويم افعال واقوال الآخرين وتفنيدها، فهذا حلال وهذا حرام ثم نقرر الثواب أو العقاب لهم… فهل هذا من حقنا نحن البشر أم هو تدخل في عمل الله وهو وحده اعلم بعباده واعلم بما في النفوس والقلوب “أنما الاعمال بالنيات” والله وحده عنده الثواب والعقاب وهو وحده يجزي كل فرد على عمله أما العبادة فهي علاقة خاصة بين العبد وربه وهي وسيلة للتقرب الى الله وشكره على نعمه وتكفير الذنوب وهي صلة بين الانسان وخالقه تنمي لديه الشعور بمراقبة الله ، ولكن العبادة وحدها لا تكفي… فالدين عمـل وعبـادة… وكل عمل صالح يقوم به المرء مخلصاً فيه صادق النية ممتـثلاً لأوامر الله مبتعداً عن نواهيه هو عبادة تقربه الى الله، فمن قام بعمل فيه الخير له وللآخرين بنية صالحة صادقة يتقي الله في السر والعلن له الاجر عند الله والثواب، وليست التقوى لمن ادعى الصلاح امام الناس ثم انتهز غياب العيون عنه لارتكاب المعصية وكأن الله لا يراه “فلا تخشوا الناس واخشون” فهل ينال أجـر صلاتـه من يعتـدي على امـوال الدولة او يعتـدي على حريـة او حقـوق الآخرين ثم يقف بين يـدي الله مصليـاً كأنه لم يفعل شيئاً ؟

وهل يرضى الله ان يدعي المرء التقوى والصلاح ثم يؤذي الناس بسلوكه او اقواله او يوقــع بـيـنهم “والفتنة أشد مــن القتــل” ؟

فحسب المرء صلاح نفسه وحسن خلقه وشعوره بمراقبة الله لتكون له رادعاً عن المعصية والخطأ… ولعلنا بأنشغالنا بسطحيات الامور نسينا جوهرها ونسينا هذا الجيل الناشيء الذي كثرت بين يديه وسائل اللهو والمغريات فبات يقضي الساعات الطوال امام قنوات التلفاز او في مقاهي الانترنت وبدل لاستفادة من هذا المجال الواسع للانترنت لنهل العلم والمعرفة اصبح وسيلة للهو واللعب… ناهيك عن الكلام البذيء الذي يتبادله الكبار امام الصغار حين الخسارة… كما ان ظاهرة التدخين بين طلاب المدارس فهي ظاهرة سيئة يجب مكافحتها بالطرق التربوية وبيان مضارها، واصبح الهاتف الجوال (الموبايل) ومع الاسف خير صديق وجليس بدل الكتاب واسيء استخدامه فأصبح لتبادل الصور والاغاني وسهل كل من شاء اخفاء مكان وجوده وتزييف الحقائق…
فمن يتحمل مسؤولية هذا الوضع؟… الشباب فقط أم اولياء امورهم أم المجتمع بأكمله… واوقات الفراغ ان ضاعت بلا فائدة الاّ نحاسب عليها ؟

هــل (اديســـــون) الذي اضاء العالم بمصباحه الكهربائي في الجنــة أم في النـار؟ و(فـليمنغ) الـذي اكتشف البنسـلين فأنقذ حياة الكثيرين في الجنة أم النـار ؟ ولم يسـجل التأريخ اسـماء شـخصيات اتـهمـوا بالكـفر وعـذبـوا وحرقوا ثــــم ثـبتت براءتهم .. فلـندع الخلق للخالق .. ولـيـؤدي كل مـنا رسـالته والله أعلـم بـعباده .. والله وحـده يـعلم من في الجــــنة ومـن فـي النــار .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب