* “ولك لو تسوة العتب جا عاتبيتك” لا أحد من ساسة الاربعاء يستحق وقفة عتاب الا قلائل ابرزهم د. أياد
* الشعب ما ضره المالكي انما ضره علاوي الذي مكن المالكي من تبوئ منصب رئيس الوزراء
تصدع الموقف النيابي، على رأس المواطن.. شظى، حمله أخطاء ساسة، يتمسكون بالحكم كرها، ولو سلموا العراق ترابا، كما سلمه صدام للأمريكان.
ولأن الشاعر يقول: “ولك لو تسوة العتب جا عاتبيتك” فلا أجد من يستحق وقفة عتاب، من بين ساسة ما بعد يوم الاربعاء 9 نيسان 2003، الا قلائل، ابرزهم د. أياد علاوي.. رئيس القائمة، التي كانت “عراقية” وأصبحت “وطنية”.
دفع المواطن حساب شهوة المال، التي لم ترتوِ لدى أعضاء مجلس النواب، على مدى أحد عشر عاما، ظلوا خلالها، يرعون شؤونهم الشخصية، أولا والفئوية ثانيا، هاملين الشعب من دون خدمات، يعاني انفلاتا أمنيا، يتلظى بلا كهرباء ولا ماء ولا… أي شيء، سوى رحمة الله التي تذكرني بلحظة أشراف السيد المسيح، على “الجلجلة” حاملا صليبه، وقد ادمت المسامير كفه، والنار سارية اليه: “ألهي لم تركتني”.
ومن فقرات فاتورة الحساب التي يدفعها المواطن، من دون ان يشارك في الوليمة، هو الخضوع لصراع الارادات، الكل تتنازع رقعة احدة، تمزقها باتجاهها على ارض ثابتة.. والمواطن يدفع.. يسفح ثرواته هدرا، والنواب لا يرتوون.
تكورت عقدة في وجدان الناخب؛ بأن مشاركته في التصويت.. يوم الاربعاء المقبل، تزكية لحرامية جدد، يشرعن سرقاتهم، باضفاء صوته مظلة واقية من عقوبة القانون للسراق التقليديين.. انهم اعضاء مجلس نواب، أي سراق استثنائيين، وليسوا تقليديين.
أزمة ثقة
ما يجعلني لا أثق بأحد من هؤلاء، الا علاوي بنسبة، قابلة للتزعزع؛ إن لم نرَ منه مقدمات تشي بالنتائج المتوخاة، لا تنسحب للخديعة التي اوقعه بها نوري المالكي، يوم تناصف معه الحاصل.. اللب له والقشور، تذروها الريح، على انها حصة علاوي.
أخطا رئيس القائمة “العراقية” بالتخلي عن استحقاقه الانتخابي، للمالكي الذي تخلف عنه بكرسيين؛ مفضلا مصلحة الشعب، بالاسراع في تشكيل حكومة، تنهي معاناته، فلم تنهِ شيئا، سوى اضافة معاناة جديدة.
الآن الشارع متضامن مع علاوي، بأشد مما كان عليه في الدورة السابقة، بالمقابل، للمالكي خطط في تجيير اندفاعة الشعب، ضده مع علاوي، لصالحه؛ فتجيء النتائج على غير هوى الشعب، ويسير بها على هوى مصالح جماعته، والشعب ليس منهم طبعا.
شهوة السلطة
أداء النواب ليس ضعيفا، خلال الدورتين الماضيتين، انما قوي جدا، في تحقيق المكاسب الشخصية، أنه تافه وكسول بشأن ما يخص المواطن الذي يمثلونه.
اصارح علاوي، بأنه أخطأ حين غامر بأرادة الشعب، الذي انتخب، من وجده أنزه وأكفا؛ لذا فالشعب ما ضره المالكي، انما ضره علاوي الذي مكن المالكي من تبوئ منصب رئيس الوزراء.
فالقائمة “العراقية” عندما حولت إسمها الى “الوطنية” نفترضها غيرت براءتها التلقائية، الى حذر محسوب، يدفع للمواطن فاتورة انتمائه، ولا يجبره على دفع فاتورة شهوة السلطة، التي تمتع بها نواب ووزراء نوري المالكي، يبعثرون الثروات العامة، في حسابات خاصة.
فلنحسن الاختيار هذه المرة، بعيدا عن العواطف والمجاملات الفئوية، بعد ان توفرت لدينا “لوعة” دورتين من الاهمال المحبطن تراجع خلالهما العراق نحو عهود الضلال والظلام والـ… مهملا.