23 ديسمبر، 2024 6:18 م

علاوي والمالكي … أما آن الأوان ؟

علاوي والمالكي … أما آن الأوان ؟

لغة المصالح تهيمن بشدة على المشهد العراقي المتحرك ، وتفرض ثقلها على شكل النظام السياسي في العراق رغم أنف الجميع .. ففي بلد تفوق ميزانيته السنوية المائة مليار بكثير لا يمكن لأي منصف إلا أن يعطي تلك الأموال المهولة الأفضلية في رسم ووضع تلك الضغوط على كل اللاعبين سواء كانوا في داخل العراق أو ضمن جواره المتحفز لتغييرات كبيرة آتية لا محالة .
 
فمنذ تلك التفاهمات التي طفت على السطح في بداية تشكيل حكومة المالكي الحالية والتي قدّرت ( في البداية ) أن يكون اياد علاوي رئيسا للجمهورية ونوري المالكي رئيسا للوزراء .. تحرك الفريقان الرئيسيان في التأثير على المشهد العراقي بسرعة عجيبة وبأوامر مرجعياتها الحازمة لأجهاض ذلك التفاهم المسر وسارعا الى لعبة شبيهة بلعبة جر الحبل .. ففريق (تركيا) المتمثل بالهاشمي والنجيفي والعيساوي مسكوا الحبل من جهة … وفريق (ايران) المتمثل بمعظم صقور الحكومة وحزبها الحاكم مسكه من الجهة الثانية … فلكل من هذان البلدان غنائم بمليارات محسوبة بدقة ضمن موازنة العراق سواء كانت عن طريق عقود او مصالح شركات او تبادل تجاري او فساد مالي .. ولا يمكن لأحد هذان البلدان ان يتقرب من حصة الآخر .. وحكومة فيها علاوي والمالكي في نفس الوقت ، من المؤكد انها ستنمي الخط الوطني وقوة استقلال القرار السياسي والأقتصادي في العراق .. لذلك اجهض هذا المشروع وبسرعة فائقة .. بأوامر وتعليمات تركية ايرانية صارمة كما ذكرنا .
 
الآن وبعد ترشيحات من خلف الكواليس على تولي علاوي منصب رئاسة الجمهورية ، فمن المؤكد ان هذه الخطوة ستعطي بعض الأسقرار والتوازن للمشهد السياسي في العراق وربما سترسم وجه الحكومة الجديدة وهو وجه وطني عراقي خالص ضمن الأنتخابات البرلمانية القادمة .. حكومة قد يفرض عليها التوازن الجديد صفات توجهاتها الوطنية بعيدا عن ضغوط ومصالح الأتراك والأيرانيون اللتان ترهقان كاهل هذان السياسيان وأقصد علاوي والمالكي ، وتجعل منهما خصمان لدودان متنافران دون سبب مقنع واضح .. كما ان الكرد سيكون لهم مصلحة كبيرة في استقرار النظام السياسي لغرض حل معظم مشكلاتهم مع الحكومة بجو نظيف بعيد عن الصفقات المشبوهة وحوارات معمقة شاملة تحوز على ثقة الجميع .. والفرصة سانحة ولا تحتاج إلا لمن يستغلها بأسرع وقت .. خصوصا وان المراهنين على قوة العم سام في مسك زمام المشهد العراقي قد بائوا بالفشل بعد ان قررت الأدارة (الحنينة) للديموقراطيين بقيادة اوباما أن تجلس على مقعد المتفرج في كل بؤر التوتر في المعمورة .. سواء كانت في كوريا الشمالية أم في ايران أو اسرائيل اومصر او سوريا أو العراق .