يخوض رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي الانتخابات المقبلة هذه المرة على الارجح دون ان يلجأ الى التحالف مع اي طرف كان ، اذ ماعد من المنطقي ان تضم قائمته اسلاميين اوسواهم ممن يزعمون انهم يدافعون عن طائفتهم في مواجهة اسلاميين يزعمون الدفاع عن طائفتهم ايضا ، وهو حامل لواء شعار “القائمة الوطنية العراقية”
واجه علاوي خلال عدة مناسبات انتخابية صعوبة بالغة امام منافسيه في المحافظات ذات الغالبية الشيعية لاسيما “التحالف الوطني” و”دولة القانون “، وكان اتهامه بانه موال للبعثين ويسعى الى اعادتهم الى السلطة اخطر الاسلحة التي استخدمت ضده ، لكن هذه المرة لن يكون بوسع التحالف الوطني او دولة القانون استخدام هذه الورقة للاطاحة بعلاوي ، اذ عملا كلا الجانبين على الاستعانة بالبعثيين . .
علاوي هذه المرة سيدير اللعبة بأريحية اذ لم تعد الحملات ضد البعث والتخويف من البعثيين وعودتهم مؤثرة بل وحاسمة في تغيير القناعات والنتائج ، فقوى التحالف لاسيما دولة القانون والمجلس الاعلى منحت البعثيين مواقع مهمة في الدولة بل ان المسؤليين في هاتين القائمتين اللتان تزعمان محاربة البعث استعان اغلب مسؤوليها بمعاونين بعثيين ، مايجعل من الصعوبة اعادة سيناريو اخافة الناس من بعبع البعث ، الذي لايصيرخطيرا الا في الحملات الانتخابية .
وبذلك يكون علاوي قد ازاح احدى اهم الاوراق التي استخدمت ضده ، والحقت به اضرارا بالغة لايمكن تجاهلها وصلت الى حد التخوين .
علاوي هذه المرة لن يتهم بدعم الارهاب ولا اعتقد ان علاوي سيرتكب الخطيئة ويعيد تشكيل قائمته العراقية من تلك الائتلافات المحتشدة لكسب السلطة فحسب فهذا امرمستبعد لايمكن اعادة انتاجه وتسويقه مجددا لان الناس لايمكن تحت اي مبرر يمكن ان تهضمه في ظل انقسام طائقي خطير متسق مع تنامي الطائفية اقليميا.
علاوي ان لم يلتفت الى الوراء والى قوة واهمية الحملات التي واجهته ويمضي غير مباليا ، ينوء ظهره بهزيمتين انتخابيتين جعلته خارج الحسابات وخارج التأثير الايجابي فانه سيخطأ بقراءة المشهد الذي وفر له هذه المرة اجواء لايمكن ان يحلم بها .
بأمكان علاوي ان يجمع اوراقه وان يثق تماما ان البعثيين مهمة علت مراكزهم في دولة القانون لايمكن ان يمنحوا اصواتهم لها، كما لايمكنهم ان يأمنوا بمناصب في الدولة قد لا تحميهم من تقلبات الايام المقبلة في ظل صراع يفتقد الى المنافسة الديمقراطية والى اشياء اهم واخطر .
في الحسابات الجديدة علاوي سيكون رقما مهما في معادلة تشكيل الحكومة المقبلة ليلعب ورقته الاخيرة او يغادر لعبة السياسية العراقية من اوسع الابواب .
وربما يعاد سيناريو تقاسم السلطات بين المالكي وعلاوي ، اوبين علاوي وخصوم المالكي وعلى الارجح مرشح المجلس الاعلى عادل عبد المهدي كسيناريو اخر ، وهو تأكيد على ان هنالك حسابات اخرى تختلف تماما عن حسابات الانتخابات المحلية التي جرت مؤخرا .