23 ديسمبر، 2024 2:04 ص

علاوي من الفشل السياسي الى الفشل التلفزيوني

علاوي من الفشل السياسي الى الفشل التلفزيوني

يبدو ان الحظ العاثر يلاحق الدكتور اياد علاوي رئيس ائتلاف(( العراقية الوطنية))  الذي نزل به لخوض الانتخابات المقبلة والتي لم يبق عليها سوى ايام معدودات فبعد الاخفاق السياسي المنقطع النظيرخلال المرحلة الماضية والذي كان من بين ابرز نتائجه تمزيق القائمة العراقية التي اكتسحت الانتخابات السابقة والتخلي عن حقه الانتخابي والدستوري وبالتالي ضياع الخط السياسي الواضح له بحيث اصبح من دون طعم او لون او رائحة وتحول الى شبيه الغراب الذي حاول تقليد الحمامة فضيع المشتين لا هو حافظ على مشيته ولا هو افلح في تقليد الحمامة وينطبق عليه المثل العراقي(( ضيع الخيط والعصفور)) ا ن اخر تقليعه ظهر بها علينا الدكتور علاوي هو تحوله الى التمثيل عبر مجموعة من الاعلانات الدعائية لقائمته الانتخابية والتي اطلق عليها تسمية(( الوطنية)) ظنا منه ان هذه التسمية يمكن ان تجذب اليه بعض الناخبين من الذين ما يزالون يعيشون الزمن الجميل عندما كانت الوطنية تعني لهم الشيء الكثير والكثير جدا حتى انهم مستعدون للتضحية بالنفس من اجل ان يقال على احدهم انه وطني لان الوطنية كانت بابسط معانيها تعني حب الوطن والاخلاص له والدفاع عنه والاستشهاد في سبيله وليس كما هي الان وتعني الفساد وسرقة المال العام والقتل على الهوية واستلام المنح والهبات من هذه الدولة العربية او الأجنبية تلك. لقد حاول الدكتور اياد علاوي مسك العصا من الوسط في كل مراحل عمله السياسي اعتقادا منه انها الطريقة التي تجعله على مقدرة من المحافظة على علاقات مع الجميع بما فيهم ايران التي تودد اليها عدة مرات من دون ان تستجيب له لا بل وقفت بالضد منه ومن توجهاته السياسية وحرمته من الوصول الى دست المسؤولية في العراق وفضلت عليه حليفها المطيع المالكي. ان  محاولة علاوي للتقرب الى ايران وهو الذي يدعي الوطنية وعلى معرفة تامة بالدور الايراني في العراق يمثل مثلبة كبيرة في توجهاته السياسية ويعكس حقيقة الرجل الانتهازية وسعيه الى السلطة اكثر من سعيه لخدمة الشعب ورفض التدخلات في شؤونه الداخلية من اي طرف كان. لقد ظهر الدكتور علاوي في الاعلانات التلفزيونية عبر القنوات الفضائيه ويبدوا عليه علامات الخجل لان ما يطرحه من ترويج لقائمته لا يتطابق ابدا مع الواقع الذي عليه علاوي الذي طغت عليه علامات النرجسية والترفع عن معايشة الواقع العراقي بكل تناقضاته وعذاباته وكيف لا وهو يقضي جل وقته مسافرا من هذه الدولة العربية الى تلك الاوربية حتى انه نافس الرحالة العربي ابن بطوطه. لقد احرق علاوي نفسه عندما سمح للمالكي بان يستولي على مقاليد الامور بالعراق حيث لم يظهر اي نوع من الشجاعة والمقاومة للدفاع عن حقه والمواطن العراقي يحق له ىان يتسائل عن قدرة علاوي في التمس بحقوقه اذا ما اعطاه صوته هذه المرة وهو امر لا يختلف عليه اثنان من ان علاوي غير قادر ولهذا من الافضل والاسلم ان لا يتم انتخاب علاوي وقائمته لان الاربع سنوات الماضية كانت قاسية وصعبة جدا على العراقيين الذين قدموا اغلى ماعندهم وهي ارواحهم ودماؤهم التي لم يحسب لها علاوي اي حساب.