23 ديسمبر، 2024 5:05 ص

فاجأ النائب محمود المشهداني العراقيين في لقاء تلفزيوني بقوله ( ان اتحاد القوى ما عدا صالح المطلك ينظر الى اياد علاوي انه فايروس في الجسم السنّي ) ، دون ان يستثني المشهداني نفسه من هذه النظرة وكأنه أيدها ودون ان يقول ( ما عدا صالح المطلك وانا ) .

ولم يقل المشهداني موضحا هل يعني بقوله ( علاوي فايروس ) لانه من مذهب اخر ، وهل يمثل اتحاد القوى السنّة في العراق حقا ، ليروا علاوي فايروسا ، واذا كان حال علاوي العلماني الليبرالي الذي حصل على مئات الالاف من اصوات السنّة ، فايروسا في الجسم السني فما عسى ان يكون الاخرون من التحالف الوطني مثلا في العملية السياسية .

يعرف الكثير ان المشهداني تولى رئاسة الكتلة البرلمانية لائتلاف الوطنية الي يتزعمه علاوي لمدة اربعة اشهر وفق اتفاق بين اعضاء الوطنية ، ثم تم تغييره ، ليبدأ المشهداني بعد ذلك بتوجيه الاتهامات لعلاوي ، او التلميح بتلك الاتهامات وشن حرب اعلامية ضد علاوي ، دون ان يتخذ علاوي موقفا او يصدر ردا على تصريحات المشهداني ، بل دون أن يظهر أي عضو من اتحاد القوى ليفند قول المشهداني ما يدل صحته وانهم ينظرون الى علاوي فايروسا دون ان نعرف ان كان معديا ام لا ..

تصريح المشهداني يشير الى ان اتحاد القوى يرفض المصالحة الوطنية التي يتبناها علاوي ، فلا حديث عن المصالحة ، وتصريح المشهداني دون استثناء نفسه من تلك النظرة يعني انه اصبح في حكم الخارج عن الوطنية التي توسل للانضمام اليها ، وطلب من جهات للضغط على علاوي للانضمام اليها ، بعد ان لم ترحب به اية كتلة سياسية للانضمام اليها في الانتخابات الماضية ، رغم اشتراط علاوي ان يكون المشهداني الاسم الاخير في قائمته ووافق المشهداني على ذلك ، الا ان الامر تغير بعد ان تدخل اعضاء في الوطنية لانقاذ المشهداني من الموقع الاخير .

وعلاوي وكعادته لا يثير اهتماما لما يقال عنه ، ومع تراكم فشله في قيادة اكثر من جهة سياسية وعدم قدرته على الحفاظ  على زعامته اذ سرعان ما ينسحب من تحت زعامته أعضاء تنظيماته وكتلته ، كما حدث ما بعد انتخابات 2006 اذ تسرب منه الكثير وفارقه المقربون ، او كما حدث للمئات ممن انسحبوا من الوفاق الوطني تنظيم علاوي التاريخي ، او الانسحابات الكارثية من القائمة العراقية في الدورة الماضية ، او الانسحابات التي ستحدث هروبا من الفايروس قريبا ، بعد وجود مشاكل معقدة داخل تنظيم الكتلة الوطنية ، فان علاوي بشكل غير مباشر يؤكد ما ذهب اليه المشهداني مع بعض الاختلاف ، فعلاوي ليس فايروسا على الجسم السنّي ، بل ربما سيقول المشهداني قريبا ان علاوي فايروس على الجسم السياسي العراقي .

علاوي والمشهداني تلاّن لا يلتقيان مع ارتفاع قمة علاوي قليلا ، اذ حافظ على دخوله الانتخابات والفوز ، وليس كما فشل المشهداني حين التحق بائتلاف جواد البولاني ولم يفز ، واستطاع ان ينقذ نفسه في هذه الانتخابات الاخيرة بالدخول تحت عباءة علاوي .

ما قاله المشهداني صورة للفشل السياسي العراقي ، وما يتصرف به علاوي وسكوته  وكثرة الانسحابات الدورية من تنظيماته وائتلافاته يشير الى فشل اخر ، ولكن في النهاية فان الجبلين يتجهان للضمور ، والتحول الى انفاق ، وهي نبوءة لكثير من السياسيين الذين سيودعون الساحة السياسية خلال السنوات الاربع الماضي ليلتحقوا مع من سبقهم في الضمور والاختفاء ، فالسياسة التي تصل الى حد اعتبار بعض القادة فايروسات تعني ان الجسم العراقي مريض ولا نفع لدواء او جراحة فيه .