18 ديسمبر، 2024 9:42 م

علاوي الذي يظهر غير ما يبطن

علاوي الذي يظهر غير ما يبطن

بعد ان ابصرت سماء العراق شعاعا من الشمس التي المتوارية خلف غيوم سوداء كونتها ابخرة الشر والحقد والطغيان، لتجلي تلك الغيوم وترفع الستار عن نور الشمس المحجوب, تعود تلك السحب العاصفة من جديد محاولة ابتلاع الامل المرتقب، والنفخ في جمر يكاد ان يتحول الى رماد.

ففي الوقت الذي تحاول فيه بعض الاحزاب والكتل السياسية الخوض في مساعي ومبادرات سلمية وودية مع المكونات والاطياف الاخرى، لحل الازمة  في الداخل  ومع الدول العربية والاقليمية، بغية النهوض بواقع العراق الذي اصبح مزريا جدا, تتصاعد في الوقت نفسه ولاسيما بين الاوساط البرلمانية  السنية, اصوات منددة بروح الشراكة الوطنية، تنفخ في جمر الطائفية لتأجيجها، وحرق التواصل لقتل ما بقي من نبض يعيش في خفقه عراق يحتضر, دون ان يبالوا بشعب بوحدة الشعب الذي تربطه مع بعضه روح الالفة منذ مئات السنين.

ومن تلك الوجوه العميلة التي انشقت في وقتها من البعث وارتدت ثوب المعارضة ايمانا منها بمبدأ الليبرالية والديمقراطية التي ادعتها هو اياد علاوي.

هذا الرجل هجر العراق و تعاون مع امريكا على اسقاط النظام السابق، واغراق البلد في الفوضى, فلم يستطيع ان يثبت وطنيته ، ولم تحمل يده لواء الديمقراطية المعهودة  اثناء توليه منصب رئيس الوزراء في وقت سابق, بل على العكس, فقد تلطخت يده بدماء الاف الابرياء بحجة الارهاب  في الفلوجة حين استخدم السلاح الكيمياوي  دون اي رادع، فأثبت في ذلك فشله الذريع وسقوطه في هاوية العمالة والعنصرية المشبوهة، مما أدى الى فقدان شعبيته واندثار الاصوات المؤيدة له.

ومما زاد الطين بلة؛ ان سعيه لقيادة المصالحة الوطنية ، وفشله مرة اخرى ليزداد رصيده السلبي ويفقد مصداقيته, فلا ان ينقل ملف المصالحة منه الى شخصية اخرى تتخذ من العدالة والوسطية شعارا وهدفا ساميا لها وغير متحزبة لطائفة او حزب ما, لذلك بدأ علاوي يتخبط في دائرة العزلة المنبوذة واخذ يحوك نسيج التفرقة والتقسيم السياسي بخيوط النعرة الطائفية الصفراء واتخذ من التطرف والانحياز سبيلا لضرب المصلحة العامة ومصالح الساسة التابعين والمؤيدين له وتحقيق اهدافه من خلال تشكيل  تحالفا يضم 60 نائبا سنيا يدعى ب (التحالف السني ) وقيادته له والذي يرسخ بمفهومه الطائفية والتقسيم ليكون النظام السياسي في العراق مكون من التحالفات السنية والشيعية والكردية .

لقد حاك التحالف السني الذي تزعمه علاوي عدة مؤامرات لاسقاط بعض السياسيين وخصوصا المعتدلين منهم, او ضرب سياسيين ببعظهم البعض عن طريق اثارة اشاعات ومهاترات وهو ما كشف لعبتهم وكشفت خططهم في محاولاتهم لابقاء الشارع يعج بعواصف الطائفية والارهاب التي تعتبر قوتا لتلك الفئة المتشددة ، وتعطيل كل ما من مصلحته المضي قدما في تحقيق الامن والاستقرار لهذا البلد والنهوض به من جديد.