23 ديسمبر، 2024 7:53 ص

علام يحسدنا الأجانب ؟!

علام يحسدنا الأجانب ؟!

في تصريح صحفي قال أحد أعضاء مجلس النواب : ان بعض الادارات الاجنبية لديها خطط تنفذها قوى في الداخل وهي لا تريد مصلحة الشعب العراقي ولها رؤية هلامية . موضحاً : انها تتبنى كل ما يطيح بالمصلحة العراقية ويعرقل العملية السياسية . واضاف : ان بعض الدول تتربص بالعراق (( غيرة وحسداً )) وتتحسس من الاجواء الديمقراطية التي تسود فيه !
لا ادري علام يحسدنا الحاسدون ؟ وما الذي لدى العراقيين  ليخشى حكام البلدان التي تتأمر على العراق . منه على شعوبها ؟
لا اتصور بأن هناك من يحسدنا على ( الرفاهية ) التي نعيش في بحبوحتها ! فالقريب والبعيد يدري ان حياة العراقيين بائسة ، فابناؤهم يفترشون الارض في مدارس تكاد تتهاوى سقوفها على التلاميذ الصغار ! ومستشفياتنا الداخل اليها مفقود ، فلا اطباء يعتنون بالمريض ولا دواء يجده المعلول في صيدلياتها ! وشوارع بغداد العاصمة لا ترى فيها الا الحفر ، وتغرق مع اول زخة مطر ! والشباب العراق الجميل لا يجد فرصة عمل ليمضي بحياته قدماً ! واطفال العراق الحلوين يبحثون عن رزقهم في المزابل !: وفي الصباح وبعد الظهيرة وحتى منتصف الليل ما تزال المتفجرات تحرق اجساد ابناء العراق في كل مكان ! والفساد مستشرً ، ولا فرصة للذكي في مركز مرموق ! فهل هذه حياة يعيشها أبناء أغنى بلد تستحق ان يحسده عليها الاجانب ؟ ثم مم يغارون منا ؟ يقول النائب المحترم ، انهم يخشون من الاجواء الديمقراطية التي تظلل العراقيين ! احقاً عندنا ديمقراطية تستحق ان تغار منها بعض الشعوب  ؟
منذ عشر سنوات ، والحاكمون في العراق هم هم من دون تبديل ! والصراعات بينهم لم تتوقف ساعة واحدة ! فالكل يتهم الكل .. من في الحكم يتهم شركائه ( المعارضين ) بأنهم يتأمرون عليه لاسقاطه ! و ( المعارضون ) يتهمون الحاكمين بالاستبداد والتفرد والديكتاتورية ايضاً ! ثم ان مجلس النواب ( قدوتنا ) لا رأي له مسموع ولا فعل له يستحق الاشادة او حتى القبول !
أهذه هي الديمقراطية التي يخشى الحكام العرب وغيرهم ان تتأثر بها شعوبهم وتتقلب عليهم ؟على العكس تماماً ، فأن الحكام المستبدين ، كلما ضاقت بهم الارض يقولون لشعوبهم : أحمدوا الله على نعماته عليكم وأنظروا الى العراقيين كيف يموتون في الشوارع قتلاً وجوعاً !!
ليس لدينا – والحمدالله – ما نحسد عليه . بل بالعكس ، فنحن من يحسد الشعوب على أمنها وأمانها  وشارعها النظيف ونظام مرورها الدقيق ، واحترام المواطن هناك .. وبناءاتها الشاهقة وبناتها الجميلات اللواتي يسرن في الشارع من دون ان يخفن من متحرش شقي .. وشرطتها المحترمين .. فهناك في البلدان الاخرى  لن تجد من يقول لك : ادفع الا ستعرقل معاملتك !