ما يدفع ويجرّ للمس هذا التضارب ومرادفاته عن كثبٍ ولكن بصورةٍ اوّلية , هو ما يتشاركان به هذا الطرفان في ذلك وبنسبٍ متفاوتة ” ترتفعُ حيناً وتنخفض بآخرٍ ثمّ تتبادلان الأدوار في ذلك ” وفق المتطلبات السياسية الضيقة او الأوسع قليلاً .
الإسرائيليون بدأوا يفصحون ” نسبياً ” عن نسبٍ ما لخسائرهم جرّاء هجمة المسيّرات والصواريخ الإيرانية , فبعد الإدّعاء بأنهم اسقطوا % 99 من تلك الدرونز , عادوا الآن ” والى حدّ الآن ” وخفّضوها الى % 84 منهُنَّ
الى ذلك وفي سياقٍ متّصل والمتعلّق بالضربة الإسرائيلية الأخيرة على القاعدة الجوية في ” اصفهان ” الواقعة بالقرب من منشآتٍ نوويةٍ ايرانية , لم تدنو ولم تقترب منها المقاتلات الإسرائيلية ولا حتى من ايٍّ من مقاتلات وقاذفات القاعدة المُخبّأة في اوكارها المحصنة , والإكتفاء بتدمير نظام الرادار فقط دونما المسّ ببرج المراقبة < الذي يعتبر القلب الحيوي لأي قاعدة جوية او مطار > , فمّما ساعد على انتشار عاصفة التشويش للغبار التكتيكي – الإعلامي الذي يشتّت رؤى المراقبين وحتى الجمهور للتوصّل الى بعض الحقائق ذات العلاقة , فهي التصريحات المتناقضة لبعض القادة العسكريين الإيرانيين ” من ذوي العلاقة بأنظمة الدفاع الجوي في اصفهان , والذين نفوا وقوع ايّ هجوم ٍ جويٍ على القاعدة , وحسموه بأنّ تلكم الأصوات المدوية ليست سوى نتاج وسائل الدفاع الجوي الأيرانية ضد جسمٍ غريبٍ ومشبوه في سماء اصفهان .! , وهذا ما ساهم بتشويه صورة الموقف الأيراني من الغارة المُحكمة الأسرائلية .. كان على القيادة العسكرية العليا أن تحدد متحدّثٍ عسكريٍ واحد لإعطاء صورة موحدة عن الموقف الحربي وملابساته ..
هنالك خبايا وخفايا عن مجريات ما جرى مؤخراً , فحيث الإقرار الإسرائيلي الرسمي بأتّ الصواريخ الباليستية الأيرانية ” القليلة العدد ” كانت اكثر تأثيراً في ايقاع الخسائر في صفوف الإسرائيليين بأضعاف مضاعفة من تأثيرات المسيرات اللائي جرى اسقاطها < والرقم مجهول لحد الآن > حيثُ إلامَ لم تكن اعداد الصواريخ الباليستية بما يفوق او يوازي تلكم المسيّرات .! سيّما أنّ القيادة العسكرية الأيرانية العليا تدرك ذك عن كثبٍ , ولا نهوى هنا اعادة الإشارة عن الرسائل و ” المسجات ” المتبادلة بين طهران وواشنطن , حول سُبُل الضربة الأيرانية وتحديد اتجاهاتها وعدم تعرّضها لأيٍّ من المدن الإسرائيلية , على ما يبدو ويترآى على الأقل .!
كلُّ ما تعرّضت له السطور اعلاه قد يغدو سابق لأوانه وَسْط تزاحم وتداخل الأحداث , فما قد يلحق بهذه الأحداث من أحداثٍ أخريات ” على الأقل ” هو التجاهل المتعمّد وإغفاله المقصود لإختراق المجال الجوي لأكثر من دولة عربية لإيصال وتوصيل المسيّرات والصواريخ الفارسية الى الجسد الأسرائيلي , علماً أنّ العراق كأنّه غير محسوب في ذلك , لكنّ سقوط واسقاط مسيرات ايران في اجواء الأردن , وما تسببت به من حرائق في بعض المصانع والتشابك مع بعض كابيلات اعمدة الكهرباء , فله لاشكّ أبعاد قانونية دولية من السابق لأوانه التطرّق لها هنا .! وللمسألةِ أبعادٌ أخرى لم يجرِ رسم ابعادها الهندسية – السياسية على الصعيد الدولي .!