23 ديسمبر، 2024 3:17 م

علامَ اجتمع نوابنا أمس..؟!

علامَ اجتمع نوابنا أمس..؟!

لآأظنني أضيف جديدا الى علم الرياضيات إذا ذكرت ان الرقم 183 يشكل أكثر من النصف بقليل نسبة الى الرقم 328. كما لايمكنني البت في أن الجزء يجزي عن الكل، ولايجوز لي أيضا الحكم على جدوى عمل هذا الجزء فيما لو كان الكل قد أناب إليه ذاك العمل، إذ عادة مايكون الكل خيرا من الجزء في أغلب الأمور.
  فأما الكل الذي قصدته فهو عدد نواب برلماننا المنتخب، وأما الجزء فهو العدد الذي حضر من الكل تحت قبة مجلس النواب في اجتماعه أمس الثلاثاء، وقطعا هم لم يحضروا لتناول وليمة غداء.. أو المشاركة بلعبة “محيبس” كانت معلقة من شهر رمضان الفائت, أو لتبادل تهاني عيد الأضحى لمن لم يتسنَّ له ذلك حينها، ومن المؤكد أيضا أن القادم من الحج منهم تمت زيارته في منزله.. وحجا مبرورا وسعيا مشكورا… (وابوهم الله يرحمه).
  إذن..! هم مجتمعون لأمر أكثر أهمية وأكثر حساسية وحزازية، هم مجتمعون لأمر البلاد وملايين العباد، ومعلوم أن أمرا كهذا يستوجب الاهتمام والتفرغ التام له، لاسيما وأن من تم ترشيحه لعضوية مجلس النواب يدرك جيدا أهمية وظيفته، إذ أن أحد شروط ترشيحه لمنصبه هذا كانت العمر..! أي أن جميعهم “ناضجون”، وليس من بينهم من هو “مراهق” او دون سن الرشد، ومن المعلوم ان من خصال الشخص الناضج التحلي بالمهنية والمصداقية فضلا عن الإيثار والشهامة، وقبل هذا وذاك مخافة الله -لمن يخافه حقيقة-.
    لكن..! على مايبدو أن الحال ليس بالشاكلة التي يتصورها “بنفسجيو الأصابع” من العراقيين، فأغلب أعضاء مجلس نوابهم يخالون منصبهم هذا تشريفا وليس تكليفا، وليس بحساباتهم حضور هذه الجلسة.. او قراءة ذاك القرار.. او التصويت على قانون يقف خلفه طابور من المواطنين بانتظار البت في إقراره، لاسيما أن كثيرا منهم (بايتين بلا عشا).
 ان كل اجتماع ياأعضاء برلماننا يجب ان يفضي الى نتائج إيجابية، فالمواطن بأمس الحاجة الى اللحاق بركب الأمم المتحضرة، بعد أن أسهم في تأخيره من كان قبلكم في مناصبكم وجالسا مكانكم على معشوقاتكم الكراسي، وهاأنتم تجدون السير وتحثون الخطى بذات السير السلحفاتي، وبنفس التباطؤ والتماهل والتكاسل بأداء الأعمال المناطة بكم، مايؤشر سلبيات كثيرة وكبيرة الأثر، فليس في اجتماعاتكم ما يمت بصلة الى الإيجابيات، إذ عادة مايكون عدد الأعضاء الحاضرين فيها مخجلا، مايدل على أنكم تعدّون الاجتماع نزهة، وبالتالي فان الذهاب الى النزهة لايعد من الضروريات القصوى في حساباتكم. ولاأجدني أجيد من القول أكثر من أي مواطن عراقي مألوم ومكلوم و (ملچوم) من ازدراء ممثليه بأمره، وتهاونهم  بالالتزام وإصرارهم على عدم الانضباط في حضور اجتماعات هي أصلا من صلب واجبهم، وأمامهم من السنوات أربع، أظنهم سيجعلونها عجافا طوالا على المواطن، ولعل أخواني العراقيين يشاركونني بيت الدارمي حيث أقول:
   من البرلمان اليوم ماظن رجية     وبسبع صابونات غسلت اديه

[email protected]