23 ديسمبر، 2024 5:29 م

علامة تعجّب وعلامة استفهام .!؟

علامة تعجّب وعلامة استفهام .!؟

1   بغضّ النظر عن اهمية الغاء مناصب نوّاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء , فهل يُعتبر من المناسب ” بروتوكوليا ” على الأقل , ان يلغي السيد العبادي مواقع نواب رئيس الجمهورية دون إعلامه مسبقا او حتى استشارته .! , وهل ذلك يعطي صورةً برّاقة للعراق أمام الرأي العام العربي والعالمي , وليتّضح بعد ذلك أنّ العبادي قد اتصل برئيس المجلس الأسلامي الأعلى وبرئيس التيار الصدري وتداول معهم أمر الغاء مناصب النواب الذين ينتمون اليها , بينما يعلن رئيس الجمهورية ظهيرة اليوم ” الأثنين ” أنّ الغاء مناصب نوابه يجب ان تكون بموافقته اولا او بموافقة مجلس النواب .!
وفي ” تفكيك ” تصرّف العبادي بتجاهل الرئيس معصوم في هذا الأجراء , فمن الصعب أن نجد في اجزاء ” التفكيك ” سوى أنّ هنالك خلاف ما بين العبادي والرئيس فؤاد معصوم , او لأنه كرديّ القومية وبتعبيرٍ ادقّ لأنه محسوبٌ على ” الأقليم ” من زاوية مناهضته للحكومة المركزية في بغداد , او أنه اجراءٌ استباقيٌّ من السيد العبادي , إذ وحيث في افتراض اتصاله المسبق برئيس الجمهورية فأنه سيرفض موقف او تصرّف رئيس الوزراء الأخير , وكان لابدّ للعبادي إلاّ  أنٍ يضعه أمام الأمر الواقع , ولا سيما أنّ منصب رئيس الجمهورية مقصوص الجناحين ومحدود الصلاحيات , وبدا عدم وجود حلٍّ وسطيٍّ بين هذا و ذاك .
2   وبعيدا عن الإحتقانات السياسية الملازمة للعراق , اجد أن لا بأسَ للأنتقال الى مشهدٍ جانبيٍّ وطريفٍ نسبيا , إذ لفتَ نظري مدى الطيبة المفرطة ! والبساطة المسيطرة على اذهان بعض النشطاء السياسيين من السادة المتظاهرين في اعلانهم او تصريحهم اليوم بأنّ < بأمكانهم دخول المنطقة الخضراء واقتحامها ! من جهة النهر عبر العبور اليها بالزوارق ! لأنها غير محصّنة كما من جهة بوابات المنطقة الخضراء > , وبالفعل انه من المستغرب أن لا يعلم أيّ امرءٍ أنّ المنطقة المحاذية للنهر ” تلك ” مُسوّرة و مُسيّجة بشبكاتٍ من الأسلاك الشائكة المعقّدة والمعوّقات المعدنية الأمنيّة وكاميرات المراقبة الدقيقة التي شيّدوها الأمريكان طوال فترة الأحتلال ولاتزال لغاية الآن وخصوصا أنّ سفارتهم وغيرها من السفارات تقع داخل المنطقة الخضراء , ولعلّ القيادات الأمنيّة والعسكرية العراقية قد عزّزت الأجراءات الدفاعية والأمنية في تلك المنطقة النهرية , واودّ توجيه كلمةٍ قصيرةٍ لأولئك السادة النشطاء السياسيين , بأنّ التحصينات الأمنية في تلك المنطقة الخطرة لاتقتصر على الزوارق فحسب , بل تشمل ” الغوّاصين ” ايضا .!