قبلَ أنْ أبتدئ حديثي هنا , لا بدَّ أنْ أستشهد < ولا أقصد هنا ” الشهادة ” لأنّي لا أحبّ ُ ما يسمّى بالأستشهاديين أبداً ابداً . ! > , نعم سأستشهد او استعير بضعةَ ابياتٍ قلائل للشاعر السوداني الراحل ” ادريس جمّاع ” , قال او يقول فيها : –
< إنَّ حظّي كدقيقٍ …. فوقَ شوكٍ نثروهُ
ثُمَّ قالوا لحُفاةٍ يومَ ريحٍ …. إجمعوهُ
صَعُبَ الأمرُ عليهم …. ثمّ قالوا اتركوهُ
إنَّ مَنْ أشقاهُ ربّي … كيف انتم تُسعِدوهُ >
حقّاً ومئةَ حقٍ وحقٍ لا أدري ولا افهم مشكلتي الصباحية مع فندق < بلازا > , فللمرّةِ الثانيةٍ خلالَ هذا الأسبوع تتكرّرُ عليَّ ذات الحادثة , كنتُ في مصعد الفندق ” نزولاً ” و إنفتحت الباب من أحد الطوابق ودخلتْ فتاةٌ في ربيع العمر , القتْ التحية بالأنكليزية قائلةً ” صباح الخير ” , دفعني فضوليَ الصحفي دفعاً لأسألها : – منْ أيّ بلدٍ أنتِ .؟ قالت ” أنا من اسرائيل ” , سألتها مرّةً اخرى وعلى عجلٍ : < هل انتِ مجنّدةٌ اسرائيلية .؟ > أجابت بالنفي واضافت : < نحن كروب جئنا من تل ابيب لنحيي حفلاً موسيقياً هنا > ولكن وكأنَّ ردّي ” سيكولوجياً ” كانَ مهيّئاً وحاضراً وجاهزاً , قلتُ لها : – نحنُ من العراق , ونحن الذين قصفناكم بِ 39 صاروخاً .! , ملامحُ الفتاةِ تغيّرت ” الى حدٍّ ما ” في الوانها , تبدّلَتْ قسماتُها في هندستها الى نحوٍ ما . صمتتْ اليهودية لجزيءٍ من ثانية وقالت : سمعتُ بذلك واعرفه حين كنتُ صغيرةً , قالتها بهدوءٍ والشررُ يكادُ يتشظّى من عينيها …
إنفتحتْ بابُ المصعد وخرجتُ منتشياً وكأنني حرّرتُ فلسطين .! وكأنَّ اسرائيل لمْ تتدخّل في شمال الوطن وفي وسطهِ وجنوبه , وكأنها ايضاً ” هي وغيرها ” لمْ يجعلوا العراق خراباً في خرابْ ..
وأظنّني < وبعضُ الظنَّ ليسَ إثماً ايضاً > بأنّي مارستُ ” الإعلام ” ميدانياً وَ FACE TO FACE منْ اضيقِ فتحةٍ مثقوبةٍ
في إحدى بوّاباته ..!