19 ديسمبر، 2024 12:18 ص

علامةُ استفهامٍ مُضرّجة !

علامةُ استفهامٍ مُضرّجة !

ما يؤجّج الإستغراب وما يستفزّ الإندهاش هو اصرار ورؤى الكثيرين في تشبيه ومقارنة مجريات الحياة الجارية بوجود احزاب الإسلام السياسي ” على امتداد الوطن العربي ” مع الأوضاع والصراع الذي دار بين شعوب اوربا والكنيسة الكاثوليكية في تلك الفترة التي اعقبت القرون الوسطى وما صاحبها من اضطهادٍ للعباد بما فاق كلّ الأبعاد اللغوية والعملية للإضطهاد .!

ومع الإدراك المسبق للتأثيرات السيكولوجية والسوسيولوجية لهذه الرؤى والأفكار والمشاعر التي تئنّ الأنينَ بحدّةٍ وشدّة من هذه ” الشدّة ” القائمة والقاتمة , لكنّ هذه الصورة في التشبية والمقارنة , فكأنَّ فيها انصاف وتبرير لممارسات الكنيسة الكاثوليكية تلك ! وتسويغٌ مشرعن للإعدامات وسلب الحريات والتحكّم بمجريات تلك الحياة .! , فسلطة الكنيسة لم تكن تمتلك ميليشيات , ولم يكُ لديها مفخخاتٍ ولا عبواتٍ ناسفة , وكانت تفتقد لكواتم الصوت , ولعلّ الأهم من ذلك انها لم تمارس أحكام الإعدام الفورية والميدانية خارج نطاق السلطة الكنسيّة وبعيداً عن انظارها , بالأضافة الى أنّ مجلدات التأريخ لم تسجّل ولم تُشر الى عملياتِ فسادٍ ماليٍّ مزكم ومقرف بحقّ رجالات الكنيسة وقادتها .

حبّذا , ومئة حبّذا وحبذا التروّي في التوصيف والتدقيقِ والدقة في المقارنة و ” التأريخ المقارن ” قبل الأدب المقارن , لطفاً …

OOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOOO