7 أبريل، 2024 7:26 ص
Search
Close this search box.

علامات فارقه

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما تصنف بلدان العالم الى المتطوره و الاخرى الاقل نموا ثم تأتي بلدان العالم الثالث التي نحن منها فانها تستند الى معايير معينه ومحدده ليصنف اي بلد ويوضع في خانه البلدان التي يستحق ان يكون منها فمثلا هناك بلدان عظمى مثل امريكا و هناك بلدان كبرى مثل روسيا المانيا فرنسا بريطانيا الصين و متوسطه و صغرى …..الخ.

اعتمادا على ما تمتلكه من القوه العسكريه النوويه و التقليديه الاقتصاديه وهكذا يستمر التصنيف كلا حسب المعايير والمقاييس المتبعه في الدول الناميه واعتقد ان هذه العباره جائت لمجامله هذه البلدان والا انها ابتداءا سميت البلدان المتخلفه و ذلك لازاله الحرج السياسي و الدبلوماسي لتلك الدول حيث ان هذه الدول تعاني من مشاكل كثيره جدا ولكن في سبيل الاختصار لا الحصر منها الفقر حيث لا يوجد توزيع عادل للثروه على عموم السكان و لا توجد برامج انماء و تطوير كل القطاعات لعدم وجود هياكل ارتكازية او بنى تحتية للاقتصاد
كذلك تردي الوضع الصحي لقلة المؤسسات الصحية وهجرة الكوادر الصحية المتخصصة ايضا انتشار الامية والجهل لقلة المدارس واضطراب البرامج التربوية و تثقيفيه ناهيك عن قله المؤسسات التعليميه العليا كليات ومعاهد و الافتقار الى المؤسسات الثقافيه المتخصصه كذلك وجود منظومه قيميه لتلك المجتمعات و البلدان مغلقه اوانها مقفله اصلا تسود فيها الهويات الفرعيه المناطقية القبليه العشائريه الطائفيه
اما على الصعيد السياسي معظم بلدان العالم الثالث تحكمها قيادات ديكتاتوريه وقبليه او عائليه شبيهه بالدكتاتوريه ويسود فيها الراي الواحد الحزب الواحد و القائد الواحد و لا توجد صحافه حره ولا احزاب ولا جمعيات او منظمات مجتمع مدني تمارس دورها في تطوير وتنميه المجتمع و القابليات والقدرات لدى الافراد وانعكاس ذلك على تطور المجتمع في مجالات مختلفه

العراق واحد من مجموعه البلدان الناميه ويعاني من المشاكل ذاتها اضافه الى ما يعانيه جراء سياسات الانظمه المتعاقبه علي حكمه و ما الحقته بسمعته الدوليه امام العالم

لكن بعد عام 2003 و سقوط الحزب الدكتاتوري و تحول العراق الى الديمقراطي استبشرنا خيرا باننا سنلحق في ركب البلدان الاخرى التطور والنمو لكن ما حدث هو العكس تماما وقد اضيفت مشاكل اخرى على المستوى الاقتصادي فالبطاله و الفقر و تعطيل الكثير من الصناعات الوطنيه اضافه الى الاهمال الواضح للقطاع الزراعي

اما على المستوى الثقافي فالاهمال واضح في التعليم الحكومي بكل مستوياته و عدم وجود سياسه تبلور مشروع ثقافي جامع للامه بديل عن ثقافات الانظمه المتعاقبه و الوضع الصحي يشهد تراجعا مخيفا في المؤسسات الصحيه كذلك الخدمات البلديه لكن العلامات الفارقه هنا و الاكثر وضوحا هي ان التجاوزات على املاك الدوله و سكوت الدوله عنها ولم تحرك ساكناتجاه هذا الامر كذلك (الدكة العشائريه) اصبحت ظاهره سائده و خاصه العاصمه بغداد التي يجب ان تكون مركز اشعاع فكري و ثقافي لبقيه المحافظات و المدن و الارياف فهل ترييف العاصمه وجعلها قريه كبيره تسودها القيم العشائريه و القبليه بديلا عن القانون المتحضر؟؟

كذلك كثره العرافين (فتاحي الفال )و العشابين واستبدال العيادات الصحيه للاطباء بالموظفين الصحيين البسطاء (مضمدين) لبيع الادويه يحلو محل الاطباء و خاصه المناطق الشعبيه كذلك تربيه الحيوانات و المواشي داخل الاحياء السكنيه و محلات الجزر و بيع اللحوم دون اشراف صحي و بدون اجازه و لا احد يتدخل في هذا وربما هذه كلها واكثر منها علامات فارقه تدل على اننا في العراق لا نرتقي ان نصنف حتى ضمن بلدان العالم الثالث فاين موقعنا يا ترى؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب