يعتبر موضوع العلاقات من المواضيع الشائكة والمعقدة، كونه لا يقتصر على العلاقات ما بين ابناء البلد الواحد بل يتعداه الى العلاقات مع المحيط الإقليمي والدولي. سأحاول إبتداءاً الحديث عن العلاقات على مستوى أبناء البلد الواحد على آمل الحديث عن علاقتنا مع محيط الإقليمي والدولي في مقالات اخرى. تُعرف العلاقة لُغوياً بأنها(( ماأُبْرم وأُحْكم من الأشياء مادياً كان أو معنوياً)) ، ديموغرافيا يتألف النسيج العراقي من عدة اطياف ومكونات عرقية ومذهبية عاشت وتعيش منذ مئات السنين، مع معرفة بعضهم البعض وتزاوج ما بينهم دون التعرض لمسألة من تكون ومن أنت؟ فالجميع عراقيون أولاً وأخيراً. وبعد سقوط النظام البائد في 9/ نيسان/2003 أخذت تظهر على السطح دعوات بصوت منخفض سرعان ما تلقفها أصحاب الغرض السيء في محاولة لقطع أوصال هذا النسيج الجميل؛ كانت الذروة فيه عندما قامت جماعات إرهابية بتفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء عام 2006، وهو الأمر الذي كاد أن يصل بالبلاد الى حرب طائفية لولا حكمة المرجعية الدينية وعلى رأسها سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله الوارف) وغيرة أبناء الشعب من سنة وشيعة، لكن مع كل هذا وذاك ، لاتزال النخب السياسية في البلد تتخبط في عملها السياسي خوفا من المجهول، فالأزمات مستمرة بين الشركاء السياسيين ( ولا أدري بمن هم شركاء) حتى على أمور هم متفقين عليها، فمن أزمة مجلس السياسات، إلى أزمة الوزارات التي مازالت للسنة الثانية ونيف بدون وزير أصيل (وليس وكيل)، إلى أزمة بين الإقليم والمركز، واخيراً وليس أخراً أزمة الحكومة مع وزير المالية. وهي أزمات جميعها يمكن حلها ببساطة إذا ماتوفرت النية لدى الجميع لحلها (وليس الوقوف موقف الممتنع عن عبور الشارع بحجة خوفه من أن يعبر وتأتي سيارة وتدهسه)؛ لأن الجلوس للحديث مع الأخرين بدون إتخاذ مواقف مسبقة هو الذي يحل المشاكل الحاصلة، المهم أن تتوفر النوايا وأن يكون الدستور هو الحاكم والمرجع في جميع ما إِخْتُلِفَ عليه. كما أن مبادرة سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي بتصفير الأزمات مابين الكتل السياسية هي أنسب حل لقد تعب المواطن هو يرى البلد يحترق بأزمات كان يمكن حلها حتى قبل أن تحصل لو توفرت النوايا الحسنة وليس على مبدأ الربح والخسارة، كون هذا المبدأ يمكن إعتماده في العلاقات الخارجية ، أما بين أبناء البلد الواحد فهو شيء مُعْيب ، أمنياتنا لجميع أبناء بلدنا أن يكون العام القادم عام خير وبركة، وأن يمن الله على الجميع بالأمن والأمان. وللحديث صلة.. والله من وراء القصد