18 ديسمبر، 2024 6:24 م

علاقة النواب المعتصمين بالولاية الثالثة 

علاقة النواب المعتصمين بالولاية الثالثة 

لقد اصابة الولاية الثالثة الشلل بعد الانتخابات الاخيرة والنكبة التي حصل عليها دولة القانون بعد تخلي اقرب المقربين منهم والتصويت للعبادي واصبح من الصعب حصول السيد المالكي على ولايته الثالثة في خضم تلك الحومة السياسية التي حصلت نتاج الرغبة الاقليمية والدولية والداخلية ايضا … وهناك الكثير من الامور التي تجعل السيد المالكي في حالة سبات امام العودة لهذا العرش في الوقت الراهن او على الاقل خلال الاربعة سنوات التي سيحكمها السيد العبادي واخر تلك العوائق وهي رصاصة الرحمة على الولاية الثالثة كأمل ضعيف خلال السنتين القادمتين وهو ما قاله مبعوث التحالف الدولي (ماكغورك) بان ثلث اراضي العراق محتلة من قبل داعش وقد استلم السيد العبادي الوضع الاقتصادي في حاله انهيار من الحكومة السابقة ويقصد بها حكومة السيد المالكي وهي تركة ثقيلة يحتاج من خلالها الدعم الدولي لكي يعبر العراق هذه المحنه وقال الاخير نحن نبحث عن عراق خالي من المحاصصة الحزبية والطائفية !!!!!؟؟؟؟ولا اعلم يا سيد ماكغورك من الذي كتب الدستور؟ ومن سخر تلك التي تنتقدها من محاصصة حزبية وطائفية ؟؟ على من ينطلي كلامكم ؟؟ على شعب يصنف بدرجة الذكاء كأول شعب عربي ؟؟ وبالتصنيف عشرون عالميا؟؟ بين قوسين (خلي ايولن) لكن للأسف هذا الشعب لم تتح له الفرصة الكافية لكي ينتج نتاجا محليا فكل ما في العراق هو مستورد من انظمة حكم ودساتير وحتى الحكام والان حتى ما ناكله … لذلك وحسب فهمي لابد للسيد المالكي ان يراهن على ورقة الجارة الاسلامية ايران ولكي اخرج من طائلة الاتهام قبل ان يذهب عدم حسن الظن منكم بعيدا انا احترم هذه الجارة بحدود دعمها ومساندتها لقواتنا الامنية وحشدنا الشعبي وبصراحة كان لهم دور فاعل في ذلك … نعم السيد المالكي لن يستطيع التخلي عن هذه الورقة الرابحة طبعا وخصوصا بعد التخلي الواضع والعلني الذي اطلقه الامريكان … لأنه يعلم ان الضربة الرابعة من السيد العبادي قد تغتاله سياسيا ومن لم يعرف الضربة الاولى والثانية والثالثة سأقول له … الاولى هي اخذ رئاسة الوزراء منه والثانية أقالته من منصبه كنائب رئيس الجمهورية والثالثة تحالفه الشبه معلن والذي يمكن ان نسميه تحالف تفاعلي مع الذ اعداء السيد المالكي وهم الصدريون اما الضربة الرابعة فإنها تلوح بالأفق ولها تسريبات اعلامية رغم اني اشك بحصولها ولكن تقول التسريبات ان العبادي سيفتح ملفات تحقيقية بشان هدر المال العام بحق المالكي وهذا ان حصل فانه اعلان حرب رسمي بينه وبين الاخير …لذلك وكرد فعل طبيعي من سياسي قاد الدولة ثمانية سنوات فلا بد له ان يحصن نفسة من الأسوأ لذلك اظن ان محاولات السيد المالكي للإزاحة السيد العبادي لن تنتهي ولكن قد تكون اخرها كفرصة اخيرة خلال السنتين القادمتين هي اعتصام النواب … وسأعترف انها حركة ذكية جدا استغلها نواب دولة القانون بكل دهاء رغم اني لا اطعن بنواياهم الصادقة لكن عالم السياسة ديدنه المكر واحتساب المكسب من كل خطوة فليعذرني النواب المعتصمين ولكن لا ضير بالتحليل وحق الرد مكفول … وهذه الخطوة فيها من الايجابيات ما يقلب المعادلة لصالحهم ولكن قبل ان اباشر بسرد الغاية والاحتمال في مثل تلك الخطوة الجريئة بصراحه لابد ان ابين لكم كيف بدأ الاعتصام وما الذي حصل وهذه معلومة غير بعيده عن الاعلام وقد قالها النائب العوادي عن كتلة الاحرار حيث قال ان كتلة الاحرار قد انتفضت بعفوية على نكث بعض الكتل البرلمانية ورئاسة البرلمان بوعودها للشعب العراقي والمتظاهرين بما يخص التصويت على حكومة التكنوقراط وان اول من قام بالاعتصام داخل قبة البرلمان هم كتلة الاحرار وقد تفاعل معها كتل اخرى مثل دولة القانون والوطنية وبعض من نواب السنة حسب قوله والكورد … وكلمة بعفويه هنا تشير بإشارة لا لبس فيها انها تصرف من الكتلة بدون الرجوع الى توجيهات السيد الصدر وهذا احتمال وارد لزيادة الضغط في سبيل انجاح مشروع الاصلاح وربما ارسلوا بعض الاشارات في هذا الخصوص قبل عقد الجلسة وقد استلمها اعضاء الكتلة الموالية للسيد المالكي ومن هذه التسريبات بادرت دولة القانون للتفاعل معهم بكل ذكاء او بالأحرى بكل دهاء وسأوضح اسباب هذه الخطوة في ما بعد واستطرد قائلا السيد العوادي نحن بادرنا بهذه الخطوة واشترطنا تكوين كتله كاملة النصاب ولا يهم من هي تلك الكتل المهم نذهب بطريق الاصلاح للتصويت على كابينة الضرف الاول المغلقة ولكن ولغاية عشرة ايام من الاعتصام لم يكتمل النصاب ابدا وهذه اشارة ايضا جدا واضحة واعتراف اكثر من واضح ان اقاله السيد سليم الجبوري غير قانونية لأنها تمت بنصاب غير كامل والا لو كان النصاب كاملا لصوت النواب المعتصمون على الكابينة وعندها ينتهي كل شيء ورغم ان النصاب لم يكتمل اصلا ومع ذلك فان اربعة نواب من الوطنية وعشرة من دولة القانون وثمانية من تحالف القوى وثلاثة من الكورد انسحبوا وهذا يعني ان هذه الكتلة المعتصمة لن يكتمل نصابها ابدا لذلك انسحب الاحرار بأمر من السيد الصدر والسبب واضح اولا لعدم قدرة هذه الكتلة على عمل شيء وثانية اصبحت هذه الكتلة حجر عثرة وتعطيل لعمل البرلمان وثالثا شعر السيد الصدر بان هناك من يركب الموجة ويريد ان يزيح عنه ثقل الفشل وصيحات الشارع المتظاهر ضده وامر اخر هو لم يأمر كتلة الاحرار بعمل مثل تلك الخطوة والاهم من ذلك ردود فعل الشارع بشكل عام والشارع الصدري بشكل خاص في ما لو استمر الاحرار بتحالفهم المفاجئ مع دولة القانون في كتلة الاعتصام ورد الفعل السلبي لان الشارع اصلا خرج نتيجة الفشل الذي حصل من حكومة السيد المالكي وما وصل اليه العراق لذلك سيكون هناك ازدواجية واضحة في المبادئ والمواقف من قبل القيادة للخط الصدري والا كيف تقنع الشارع بانك تخرج للإصلاح ضد من افشل الدولة حسب قولهم في الشارع وتتحالف معهم تحت قبه البرلمان بمشروع الاصلاح ؟؟؟ وبصراحة انا من وجهة نظري ورغم عفويه الاحرار بهذا الاعتصام اله انه اثر بشكل سلبي على مشروع الصدر الاصلاحي لأنه قد عطل البرلمان اولا وثانيا قد نتج عنه كتلة معارضه كبيرة استغلها السيد المالكي بكل دهاء وستعرفون ايجابيات هذه الخطوة وكيف فتحت الباب من جديد للتربع على عرش الولاية الثالثة … وبصراحة هذه الكتلة خلقت لتضرب عشرة عصافير لا عصفور واحد بضربه واحدة وان سقط خمسة فسيحمد الله السيد المالكي وقد اطاح بكم عصفور والباقي على الشجرة ينتظر ان يسقط ومن ضمنها افشال مشروع الاصلاح للسيد الصدر او بالأحرى الخطوة الاولى منه وهي كابينه الظرف المغلق الاولى والدليل انهم عندما اكملوا النصاب في جلستهم التي يدعون انها اكتملت لم يقوموا بالتصويت على الكابينة الوزارية بل بادروا فورا بإقالة الجبوري واتجهوا لإقالة العبادي وفي ذلك مخالفه واضحة لاتفاقهم مع النواب الصدريون لانهم قد اتفقوا على تعليه سقف المطالب بإقالة الرئاسات الثلاثة لكي ترضخ الكتل كي يصوتوا على الكابينه لكن نواب السيد المالكي مع بعض نواب الكتل الاخرى المعتصمين خالفوا هذا الاتفاق وهذه اشارة واضحة على ان تجمعهم ليس من اجل الاصلاح الفعلي بل من اجل اخذ الثأر من الذين كانوا سببا بإنهاء مشروع الولاية الثالثة !!!! والدليل الاخر على عدم تفاعلهم مع مشروع الاصلاح الصدري هو الفوضى التي خلقوها داخل قبه البرلمان في يوم التصويت على الوزراء الخمسة عندما تراس الجبوري هذه الجلسة بعد اقالته بنصاب غير كامل !!!!اما عن ايجابيات الخطوة التي قام بها نواب القانون من اعتصام داخل قبة البرلمان فسألخصها بنقاطاولا :- افشال مشروع السيد الصدر الاصلاحي وقد اوضحنا ذلك سابقا ثانيا :- الايحاء للرأي العام بانهم كتله عابرة للمحاصصة والطائفية وانهم المجموعة الحقيقية والاولى بقيادة الاصلاح ثالثا :- اخذ الثأر كما نوهنا سابقا من السيد العبادي والرئاسات الثلاثة وكاد ان يحصل ذلك لو لا الخطوة الجريئة من السيد الصدر بسحب نواب كتلة الاحرار وحسب بيان الاخيرة انه اعتصام عفوي لكن هناك احتمال ان يكون تكتيكي والغاية منه توريط دولة القانون في هذا المعترك والانسحاب المفاجئ سيؤدي الى إظهار من هم النواب المتفاعلين مع دولة القانون اولا وثانيا لتجريد صوت الكتلة أي دوله القانون من أي محادثات تخص تشكيل الحكومة وفي ذلك تخفيف الضغط على السيد العبادي وكتلة الاحرار واقصاء كتله قد تثير الجدل والتأخير في تشكيل الحكومة وهو امر وارد .رابعا :- امتصاص غضب الشارع والخروج من النقمة التي وقعوا فيها نتيجة الدور الفاعل للسيد الصدر برمي كرة الفشل في ساحة الحكومة السابقة .خامسا :- ان تأكد السيد المالكي من عدم قدرته على العودة الى كرسي رئاسة الوزراء في الفترة الحالية جعلته يفكر بمسار اخر يعتبره استراحة محارب وهو خط المعارضة لأي حكومة ينتجها السيد العبادي وان فشلت فسيكون هو خارج هذه الحكومة الفاشلة وستتوجه الانظار اليه مره اخرى على انه القائد المنقذ وهذه استراتيجية معمول بها في شعوب الشرق الاوسط وبصراحة قد تنجح في مجتمعنا … لذلك لابد من وجود سيناريوا جديد يعيد شعبيته من جهة ومن جهة اخرى يحصل على الدعم الاقليمي والدولي على انه البديل الامثل للمرحلة القادمة .وهذا السيناريوا لكي ينجح لابد من انشاء مشروع عابر للطائفية والمحاصصة الحزبية اولا وهو في ذلك يناغي الرغبة الامريكية والتحالف الدولي من خلال الحصول على كتلة معارضة قويه وقد حصل ذلك اما عن منهجية هذا المشروع هو التخلص من الطائفية والحزبية والمحاصصة تلك (القوانه المشروخه ) وبناء الدولة على اسس صحيحة وطرح فكرة حكم الاغلبية في الحكم وغيرها من الامور التي تلمع صورة كتلة السيد المالكي من جديد وفعلا بدأ عمل هذه الكتلة والتي سيكون عملها بعد اعادة السيد المالكي تحت قبة البرلمان من خلال اقاله او استقالة السيد السنيد بعد ذلك ستكون خطوتهم تعطيل أي قانون او فقرة ترسم صورة حسنه عن السيد العبادي او عن خصومهم التقليديين وهم كتلة الاحرار والحصول على راعي اعلامي قوي وبصراحة انا ارشح قناة البغدادية لأنها الان تنتهج طريق واضح بمحاربة مشروع السيد الصدر ورفعت شعار عفى الله عما سلف فقد عاد تسعان الى مشعان بقدرة قادر وغفر انور الحمداني ما تقدم من ذنب وما تأخر لكل من كان يصدح صوته بفسادهم وكانه الخصم والحكم لكن لا باس في ذلك فنظرية عدوا عدوي صديقي والعقل اللبيب تكفيه الاشارة وبصراحة هذه منهجيه اعلاميه اتبعها عندما ارى فيها الصالح العام … ومن ثم بعد ذلك سيقوم السيد المالكي بتهيئة قيادات شبابيه جديده ودماء جديده يرفدها لحزب الدعوة بعد ادخالهم المعترك السياسي وصقلهم اعلاميا وتطوير سلوكياتهم السياسية من خلال الحداثة في الطرح وتقديم نظريات قيادية جديده يلتفت اليها الشارع العراقي وفي ذلك ارسال اشارات للمجتمع على ان دولة القانون مقبله على ثورة اصلاح في كل مفاصل النظام العراقي وانهم رجال المرحلة في الانتخابات القادمة .خلاصة مشروع الكتلة المعتصمة … هو اسقاط الخصوم والتهيئة للانتخابات القادمة والتمهيد لإعادة السيد المالكي على عرش الولاية الثالثة .