17 نوفمبر، 2024 6:37 م
Search
Close this search box.

علاقة العبادي بالدجاج البرازيلي

علاقة العبادي بالدجاج البرازيلي

نتيجة الأوضاع الإقتصادية الصعبة لأبناء الشعب العراقي ، تراهم يبتعدون كثيرا عن شراء الدجاج الحي لأنه غالي الثمن خصوصا مع توقف كل معامل الدواجن في العراق ، وفي مثل هذه الأحوال يلجأ كل من التاجر والمواطن الى البديل ، وبالنسبة للتاجر العراقي فقد أثبت قدرته على جلب الأرخص في العالم فهو يستطيع أن يجلب لك دجاجة مجانية ، أما المواطن فالمهم عنده أن يأخذ الى أهله كائنا يسمى دجاجة ، فظهرت في الأسواق الدجاجة البرازيلية ، وإنقسم أبناء الشعب العراقي تجاه الدجاج البرازيلي على قسمين ، أحدهما لا يشتريه حتى وإن لم يأكل الدجاج طول عمره لأنه يرى حرمته أو عدم صلاحيته للأكل ، والآخر يرى أنه دجاج مناسب ويأكل منه ليلا ونهارا ما دام السعر مناسبا ، وهنا أيضا تدخل التاجر مرة أخرى لكي يقدم الدجاج للطبقة التي ترفض أكل الدجاج البرازيلي ولكن هذه المرة إستعان بتاجر آخر لإتمام الصفقة والتجارة الرابحة والتاجر الجديد هو تاجر الدين الذي أعطى المشروعية الدينية لأكل الدجاج البرازيلي وأعطى المشروعية الصحية لأكله حيث نرى تهافت المرجعيات على مشاريع الدجاج في البرازيل بأسماء تدغدغ مشاعر المساكين ومنها دجاج الكفيل ودجاج المراد ودجاج الأمير وغيرها وكل هذه الأنواع من الدجاج مباركة من المرجعية ، والمواطن البسيط سوف يشتري هذا الدجاج لأسباب عديدة أولا للتبرك به وثانيا لسعره الرخيص ولعدم وجود البديل المنافس ثالثا ، ولا يعلم المواطن المسكين إن هذا الدجاج حتى وإن باركته المرجعية فهو يبقى دجاجا برازيليا ذو نوعية رديئة وطريقة ذبحه غير موثوقة ، ولن يتغير طعمه أو لونه أو منشأه بمجرد مباركة المرجعية أو بتغيير إسمه وماركته أو الجهة الداعمة له سواء كان السيستاني أو البشير الباكستاني أو غيره ، وبعد تجارب عديدة للمواطن تيقن من هذه الحقيقة فبدأ يلجأ الى الدجاج المستورد من دول أخرى كتركيا أو السعودية أو إيران . والدجاج البرازيلي يذكرني بأقطاب حزب الدعوة العراقي وهم طبعا يشبهون باقي الكتل السياسية الأخرى ، فقد تأمل الشعب العراقي بالعبادي خيرا لكي يقوم بالإصلاحات وضرب الفساد ولكن بمرور الوقت إقتنع الناس أن العبادي لايختلف كثيرا عن الذي قبله إلا في الصورة والإسم وبعض الشكليات ، ويبقى هو أحد رموز حزب الدعوة وأحد رموز الحركات الإسلامية السياسية المنحرفة عن الإسلام ولن يتمكن من الخروج عن هذه المنظومة إلا بالكلام والإدعاء لأنه تربيتها وتكوينها ، فحيدر العبادي مثله مثل الدجاج المذبوح على الطريق الإسلامية فهو برازيلي سواء كان إسمه الكفيل أو المراد ، ومع مرور الوقت اصبح الكثير يقر بأن العبادي ليس هو الشخص المناسب للقيام بالإصلاحات وهنا استذكر كلام السيد الصرخي في بيانه حول التظاهرات ( أنا معكم معكم معكم في الخروج بتظاهرات من أجل التغيير الحقيقي الجذري وليس من أجل التغرير والإبقاء على الفساد والفاسدين ) . والمطلوب من الشعب العراقي أن يحزم أمره وينزل بكل قواه وقوته لأزاحة الفاسدين وعزل الكهنة عن التدخل في السياسة لأجل إنقاذ الشعب العراقي من محنته وإعادة العراق الى الطريق الصحيح .

أحدث المقالات