الروائي الشهير ماركيز نشر مذكراته بعد ان حصل على جائزة نوبل ، وأصبحت كل كلمة يكتبها لها صداها وتؤخذ على محمل الجد وتُحسب له وعليه ، وقد تحدث بشجاعة عن إهتمامه بالأبراج والتنجيم من خلال إشارته الى برج أمه التي كانت من برج الأسد ، وكونه من كولومبيا – في أميركا اللاتينية التي تزخر بالأساطير والروحانيات والإهتمام بالمعارف الباطنية .. لاأعرف إن كان الإفصاح عن إهتمامه بالأبراج يعد شجاعة وخروجا عن المألوف ضمن بيئته الإجتماعية والثقافية ، أم ان الأمر عادي ويعتبر جزءا من الأحاديث اليومية المألوفة .. ومن باب الشيء بالشيء يذكر في المجتمعات العربية وثقافتها كثيرا ما يتم التشدق بالعقلانية والعلم ، بينما الحقيقة هي ان حياة هذه الشعوب متخمة بالخرافة والغوغائية والتهريج !
كشف كلام ماركيز حول الأبراج عن سذاجة معلوماته وعدم إطلاعه على التنجيم الأكاديمي الحقيقي ..فالتنجيم لايوجد فيه فلان من البرج الأسد أوالعقرب أو اي برج آخر .. بل توجد خارطة فلكية تتكون من 12 بيتا يشكلها 12 برجا وتتوزع عليها الكواكب والنجوم والسهام ، ومايسمى البرج الذي يستخرج من يوم الولادة هو بدعة تجارية من إبتداع مجلة بريطانية قديمة ثم إنتشرت في العالم .
سبب إهتمام ماركيز بالتنجيم يعود الى ان مكونات خارطته الفلكية المنشورة في أحد مواقع بنوك المعلومات للمشاهير ، هو ان ماركيز في لحظة ولادته كان طالعه حسب ساعة الولادة في برج الثور وصاحبه كوكب الزهرة تواجدت في البيت الثاني عشر ، وهذا البيت من بين صفاته الميول الباطنية والروحانيات مما شكل عقله بهذا الإتجاه بشكل حتمي ، كذلك تواجد في وقت الولادة ثلاث كواكب في برج الحوت وهو برج عاطفي روحاني باطني أثر بقوة على عليه ، والإقتران السعيد بين المشتري والشمس وفر لماركيز فرص النجاح والشهرة .
تواجد الطالع في برج الثور .. أكرر الخاص بساعة الولادة وليس اليوم .. الثور برج صاحبه عاشق للكلام وحكواتي بإمتياز وبما ان صاحبه كوكب الزهرة تواجدت في برج الحمل وصاحبه كوكب المريخ الذي يتصف بالحماس والحدة والتهور .. لذا تجد إسلوب ماركيز طافح بالحيوية وتتطاير الكلمات والجمل منه بحماس أخاذ !