13 أبريل، 2024 7:00 ص
Search
Close this search box.

علاقة اضطرابات طيف التوحد بالتلقيح

Facebook
Twitter
LinkedIn

الشيء الذي لا يتم إخباره للآباء من قبل الأطباء، هذا إن كانوا يعرفون ذلك، هو أن الفيروسات والبكتيريا والفطريات والسموم الكيميائية في لقاح واحد تجبر جهاز المناعة على الاستجابة وتكوين الأجسام المضادة التي يمكن أن تتسبب في تشغيل وإيقاف التبديل الجيني. في حالة نمو الطفل، قد يؤدي ذلك إلى ضرر لا يمكن إصلاحه لعقل و / أو جسم ذلك الطفل. في الولايات المتحدة، يتلقى الطفل 36 لقاحًا قبل سن الخامسة، ويصاب طفل واحد من بين كل 36 طفلًا أمريكيا بالتوحد، وهناك ثماني وفيات من كل 1000 من الأطفال دون سن الخامسة بسبب التطعيمات. وبالمقارنة، يتلقى الطفل في أيسلندا 11 حقنة لقاح بينما يُصاب طفل واحد فقط من بين كل 11000 طفل بالتوحد، ويموت أربعة أطفال فقط من كل 1000 نتيجة للتلقيح. في عام 1980، تلقى طفل ثمانية لقاحات وكان التوحد نادرًا. اليوم، تحتل أيسلندا المرتبة الأولى في العالم فيما يتعلق بفترة الحياة فيما تحتل الولايات المتحدة المرتبة 34.

لذلك، حتى بمعايير أولئك الذين يؤمنون بأسطورة اللقاح الأساسية، كان من المفترض أن يكون التحصين منقذًا للحياة. لقد وصلنا إلى دائرة كاملة في نصف قرن فقط منذ أن تم تغذية هذه الأسطورة للناس. سمحت لنا التكنولوجيا منذ ذلك الحين بدراسة المايكروبات والجسم والطريقة التي يتشابك بها كلاهما. الآن يمكن للعلماء “رؤية” أشياء لم تكن ظاهرة في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي. لكن الطب التقليدي استخدم هذه المآثر المذهلة لتعزيز الأسطورة القائلة بأن الجراثيم عوامل تحفز المرض وأن اللقاحات يمكن أن تنقذ الأرواح بطريقة ما …. وهو ما لم يحصل (!)

يبقى السؤال هو: كيف ولماذا تسببت اللقاحات مرارًا وتكرارًا في إحداث نفس الأمراض التي يُفترض أنها تهدف إلى الوقاية منها. ثم هناك الأمراض والاضطرابات الناتجة عن “الآثار الجانبية” للتلقيح. يمكن القول إن أفضل ما تم توثيقه من بين هذه “الآثار الجانبية” هو التوحد، وهو اضطراب خطير في مرحلة الطفولة يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمادتين كيميائيتين هما – الثايميروسال والألمنيوم – اللذان يستخدمان بشكل روتيني في اللقاحات.

الأطفال المصابون بالتوحد منسحبون اجتماعيًا وغير قادرين على التواصل مع الآخرين. كما أنهم يفتقرون إلى القدرة على تجربة النطاق الطبيعي والعمق للمشاعر البشرية. ضعف اللغة شائع أيضًا بينهم، مما يزيد من افتقارهم إلى مهارات الاتصال. وفي الحالات القصوى، يظهر الأطفال المصابون بالتوحد أفعالًا متكررة ويعانون من انشغال غريب على ما يبدو.

يعد التوحد اضطرابًا خطيرًا وغالبًا ما يحتاج المصابون بالتوحد إلى إشراف مدى الحياة. يعتبر التوحد أحيانًا مصطلحًا شاملاً لمجموعة من الاضطرابات ذات الأعراض المتشابهة والتي تسمى اضطرابات طيف التوحد. واضطرابات طيف التوحد هي مجموعة من اضطرابات النمو العصبي، مما يعني أن التطور السلوكي عند الرضع والأطفال المصابين بالتوحد قد فشل في الوصول إلى مراحل النمو المعتادة بسبب تشوهات في عمل الدماغ والجهاز العصبي. بينما يقترح بعض العلماء ارتباطًا جينيًا بالتوحد، وتظل أسباب هذا الاضطراب إلى حد كبير “غير محددة”. هذا يعني أنه لا يمكن ربط المرض سببيًا بأي عوامل محددة.

هناك مجموعة كاملة من الأبحاث التي درست الفسلجة المرضية للتوحد. وركزت تلك الأبحاث على تشوهات معينة في الدماغ والجهاز العصبي في المناطق التي تتحكم في وظائف اللغة والكلام والعواطف والتعبير وغيرها من “الوظائف العليا”. وهذه الوظائف والمهارات هي التي تجعلنا “أفرادًا كاملين” وهذه المهارات بالذات هي التي تتعرض للخطر الكلاسيكي بسبب اضطرابات طيف التوحد.

فمن أجل وضع خطوة لإنهاء “وباء” التوحد ولكيفية حماية الأجيال القادمة من هذا الوباء المدمر، الذي يؤثر الآن على طفل واحد من بين كل ستة وثلاثين طفلًا أمريكيًا، نريد أن نعرف كيف ينتشر هذا “الوباء” في العراق وما هو عدد المصابين به وماذا وفرت وزارة الصحة من إمكانيات لعلاجهم … حسب علمي لا شئ على الإطلاق، وهذا يعكس بكل وضوح خلل وفشل النظام الصحي في العراق لأنه خذل أطفال العراق المصابين بهذا “الوباء” السلوكي والإجتماعي الخطير. وهنا يمكنني القول أنه حسب معلوماتي فإن التوحد بدأ بالإنتشار سريعا في العراق وبشكل غير مسبوق وهو في النهاية فشل لنظام الصحة العامة ومسؤوليها في العراق.

أ. د. محمد العبيدي
بروفيسور متخصص بعلم وظائف الأعضاء (الفسلجة) والعقاقير الطبية، وخبير بالتغذية العلاجية
بريطانيا في 10 تموز/يوليو 2021

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب