للعراق علاقات إقليمية و دولية مختلفة و متباينة، وتتميز هذه العلاقات بکون بعضها متکافئة و بعضها تميل نوعا للدولة الاخرى و قسم نجد فرقا کبيرا في ميزان المبادلات، لکن عند النظر الى العلاقات مع نظام الجمهورية الاسلامية الاسلامية الايرانية، فإننا نجد أن الفرق کبيرا و شاسعا الى درجة لايمکن قياسها بأية علاقة تبادل أخرى مع کافة دول العالم حيث إن ميزان التبادل التجاري و کافة الامور و المسائل الاخرى(سياسية و أمنية و ثقافية)هي لصالح طهران 100%.
العلاقات مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد الاحتلال الامريکي للعراق، شهدت تطورا واسعا لصالح الاخير بالشکل الذي يمکن تشبيه العراق بأرض مفتوحة أمامه وله حق إستخدامه بمختلف الانواع مقابل أجر رمزي، وحتى إن زيارة العتبات المقدسة التي من المفترض أن تدر موردا ماليا لصالح العراق، حتى في هذا المجال قام هذا النظام بإستغلال الامر بطريقة لايستفيد منها العراق شيئا خصوصا عندما تم الاتفاق على صيغة جديدة لدخول الايرانيين لصالح طهران بل وعطب إستغلال المناسبات الدينية لإدخال قوات الحرس الثوري و الاسلحة و الصواريخ من أجل التمويه على العالم.
الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تکاد أن تسيطر على الساحتين السياسية و الامنية في العراق من خلال أذرعها المتواجدة في البلاد، جعلت من العراق سوقا لبضائعها الرديئة و حتى تلك التي إنتهت صلاحيتها، وحتى إن الاسلحة التي ترسلها للعراق بموجب صفقات ضخمة تقدر بعشرة مليارات، هي أسلحة رديئة و فاسدة و يتندر بها العراقيون في مجالسهم الخاصة، والمشکلة الاکبر هي عدم وجود موقف وطني من جانب الساسة العراقيين المعنيين لإنهاء مهزلة العلاقات العراقية ـ الايرانية بهذه الصورة المثيرة للسخرية.
العلاقات بين العراق و إيران ومنذ عام 2003 ولحد الان هي أشبه ماتکون بعلاقات بين دولة تحتل دولة أخرى، ذلك إن النفوذ الايراني بمختلف أبعاده و الذي تجاوز کل الحدود يمسك بتلابيب مختلف الاوضاع في العراق ومن ضمنها الاوضاع الاقتصادية التي تتراجع أمام الهيمنة المتصاعدة لطهران.
هذه العلاقات غير المتوازنة و المضرة جدا بمصالح العراق من مختلف النواحي من الضروري جدا إعادة النظر فيها کليا و إيقاف هذه المهزلة لصالح نظام يصدر بدلا من کل هذه الخيرات التي يسرقها من العراق، التطرف الديني و الارهاب و الجريمة و الدمار و التفجيرات وإن هذه مهمة وطنية مستعجلة في عنق کل سياسي يعتبر نفسه إبنا للعراق و شعبه.