ـ العملية السياسية في العراق ولدت بإرادة خارجية من خلال مجيء المحتل الأميركي العام 2003 .
ـ وما زالت امريكا لاعباً أساسياً في هذه العملية ومتحكمة بالعراق.. وإذا ضعفت قليلا في العراق فهي المتحكمة 100 % في إقليم كردستان.
1ـ ومع أية أزمة في العراق تبدأ الولايات المتحدة بالتدخل.. سواء بالنصح أو فرض إرادتها.. كما هي الحال بالنسبة إلى المستشارين والجنود الأمريكان لحماية السفارة الأمريكية في العراق مؤخراً.
ـ وتقديم المشورة للقيادات العسكرية العراقية.. وقواعد التدريب.. وتوزيع السلاح للعشائر.
2ـ الحكومة العراقية طلبت من أمريكا بعد احتلال الموصل من قبل داعش ضرب تجمعات داعش بالطائرات المسيرة.. وتقديم المساعدات العسكرية.
ـ لكن أوباما اشترط عدم تشكيل المالكي للحكومة لولاية ثالثة.
ـ بل سبق للعراق أن طلب رسميا من أمريكا في آب / أغسطس / 2013 ضرب معسكرات داعش على الحدود العراقية السورية.. لكن أمريكا لم تستجب.. بهدف إيصال العراق للحالة التي يعيشها اليوم لاحتلاله مجدداً.
3ـ استراتيجية أوباما ضد داعش.. اعتمدت على:
× إقامة تحالف دولي عسكري للقضاء على داعش في العراق وسورية.. (يعني احتلال أمريكي عسكري مباشر للعراق ،بدعم قوات دولية وعربية.
4ـ العلاقات العربية:
ـ اللاعبون العرب الأقوياء هم: سورية.. مصر.. السعودية.. قطر.
ـ هؤلاء الدول لم تستجيب لما افرزه احتلال العراق من عملية سياسية.. وقيادة الحكومة بأغلبية شيعية.. باستثناء سورية التي اعتبرت احتلال أمريكا للعراق خطر جسيم على حكم الأسد.
ـ وبهذا شاركت كل هذه الدول بشكل أو بآخر في محاربة العراق الجديد.. وكان تنشيط ودعم الإرهاب أفضل وأسهل طريقة لزعزعة العملية السياسية.. ومن ثم إسقاطها.
ـ كانت قطر في مقدمة الدول العربية التي تتدخل في شؤون العراق.. وبشكل تآمري واضح.
ـ تجسد بشكل أوضح في مؤتمر المصالحة للقوى العراقية الذي انعقد في أوائل ايلول / سبتمبر/ 2015 .. حيث شاركت فيه شخصيات عراقية مطلوبة للقضاء العراقي.
ـ تغيرت سياسة قطر مع العراق .. بعد الخلاف السعودي ـ القطري.. واصبح هناك شبه تعون بين البلدين.
5ـ العلاقات الإقليمية.. وبشكل خاص (تركيا وإيران ).
أ ـ بالنسبة لتركيا لم تكن علاقات تركيا مع العراق طبيعية وقائمة على الاحترام المتبادل قبل وبعد تأسيس المملكة العراقية 1921 حتى اليوم.. والأمثلة عديدة:
× مطالباتها بالموصل.. او إن كركوك تركمانية.. ومشكلة مياه دجلة والفرات.. حتى عندما دخلت تركيا حلف بغداد العام 1954 لم تكن علاقتها مع العراق طيبة.
× توسعت الفجوة بين العراق وتركيا كثيرا بعد تسلم اوردغان رئاسة الوزارة التركية (باعتباره من الإخوان المسلمين ـ حزب العدالة والتنمية).
ـ لعب اوردغان دوراً إقليمياً واسعاً في الربيع العربي، من اجل سيطرة الإخوان المسلمون والقوى السلفية الإسلامية على البلدان العربية.
× كما إن اوردغان كان يعزز أي خلاف بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية من اجل إضعاف الاخيرة.
ـ وواضح تدخل تركيا في تصدير النفط من الإقليم من دون موافقة الحكومة العراقية.. كما هو واضح التدخل التركي من احتلال داعش للموصل.
ـ التدخل العسكري السافر في العراق.. تحت ذريعة محاربة حزب العمال التركي الكردستاني (ppk).
ـ يتواجد حاليا في شمال العراق (16) معسكر تركي!!
ب ـ إيران: اعتبرت إيران إسقاط نظام صدام من مصلحتها.. لكن وجود أمريكا في العراق يشكل خطراً كبيراَ عليها.
ـ لهذا ظلت إيران خلال السنوات الأولى تتعامل مع العراق بحذر.
ـ إلا إنها في المقابل كانت تحاول كسب السياسيين من كل المكونات لها.. كذلك كسب المواطنين الشيعة.. بشكل خاص
ـ ثم توسعت بكسب السنة والقوى السياسية والمواطنين في اقليم كردستان إلى جانبها.
× توسعت علاقاتها داخل العراق.. وأصبح الكل يزور إيران.. والمسؤولين العراقيين من كل الاتجاهات يزوروها.
ـ ومع اشتداد الأزمات بين المالكي من جهة وبين حكومة إقليم كردستان.. ومع الكتل السنية من جهة أخرى.. والتدخل السعودي والقطري في العراق.
ـ كانت الكتل الشيعية ترتمي في أحضان إيران أكثر فأكثر.. حتى وصل الأمر إلى إن إيران تعين من تشاء وتقيل من تشاء.
ـ وحتى الكتل السنية تأخذ موافقة إيران في القضايا السياسية.. والأزمة مع دولة القانون خاصة.
ـ بل ان نتائج الانتخابات البرلمانية.. تكون وفق مشيئة ايرانـ مع اخذ الاعتبار الرأي الامريكي.
6ـ العلاقات السياسية الداخلية:
ـ طبيعياً للعلاقات السياسية الداخلية بين الكتل السياسية تأثير على علاقات العراق الخارجية.
ـ السياسية السنية دخلت العملية السياسية بعد الاستفتاء الشعبي على الدستور.. والتأثيرات الأمريكية على الكتل السياسية السنية.
ـ إضافة إلى تأثير الدول الإقليمية.. خاصة السعودية.
ـ مما دفع الكتل السنية إلى الموافقة في المشاركة في العملية السياسية شريطة تعديل الدستور أولا.
ـ فقد اعتبروا أنفسهم مهمشين.. فمشاركتهم تتطلب تعديل الدستور بما ينسجم وصولهم إلى السلطة بقوة.. ومن ثم السيطرة على السلطة والمؤسسات الأخرى.
ـ فتم الاتفاق على إضافة مادة في الدستور يتم تعديله خلال مدة قصيرة.. لكن لم يعدل الدستور حتى الآن.
× لتدخل القوى السياسية السنية العملية السياسية ممثلة بكتلة التوافق.. وانعكست الحرب الطائفية 2006 على العلاقة بين الكتل الشيعية والكتل السنية. مثلما انعكس كل ذلك إقليميا.
ـ اصطفت القوى السنية الى جانب السعودية وتركيا وقطر.. فيما اصطفت الكتل الشيعية إلى جانب إيران… ليس للاستشارة والدعم، بل أصبح الجميع يأتمرون بأوامر هذه الدول.
ـ وطبيعياً ليس لمصلحة العراق.. فكل دولة تعمل لمصالحها الخاصة.
× صحيح إن العراق يرغب بإقامة علاقات طيبة مع جميع دول الجوار بطابعها العربي.. وغير العربي.. وإقامة علاقات على أساس الاحترام المتبادل.. وعدم التدخل بالشؤون الداخلية.
ـ لكن ما زالت العملية السياسية لم تنضج إلى الدرجة التي نستطيع أن نقول أنها أصبحت نتاج عراقي 100 %.. لكن هذا لا يمنع من الإفادة من الخبرة والكفاءة العراقية والتكنوقراط.
ـ لكن هذه الخبرات والكفاءات لن تأخذ مواقعها الا من خلال ايران اولاً.. وامريكا ثانياً.. وليس للشعب ومجلس نوابه اي رأي في الاختيار!!
7 ـ الإصلاح.. وأسعار النفط:
ـ فرضت التظاهرات الشعبية التي انطلقت في تموز / يوليو / 2015 في محافظات العراق الجنوب والفرات الاوسط قوتها على الشارع.. ثم تأييد رئيس الوزراء (حيدر العبادي) لهذه المطالب.. تزامناً مع الانخفاض الحاد في أسعار النفط.
ـ ان تحرك رئيس الوزراء إلى التجاوب مع مطالب المتظاهرين ومحددات أسعار النفط.. في انتهاج سياسة الترشيق ومكافحة الفساد تحت يافطة الاصلاح كانت خطوة جيدة.
ـ لكن الإصلاح كان بطيءً جداَ.. وواجه ضغوط كبيرة.. ورفض جميع الكتل السياسية.
ـ ازاء ذلك لابد من اعادة ميزان القوى لصالح ايران وامريكا.. وليس لصالح الشعب.
ـ وهكذا نحن أمام أكبر تحدي للانتخابات المقبلة.. وخط أحمر (ايراني ـ امريكي ـ خليجي).. بتغيير جذري في الانتخابات.
ـ ولن تكون هناك معارضة قوية في المجلس بل تم شراء ذمم الكثير ممن يسمون انفسهم (قيادات انتفاضة تشرين)!!
من كل ما تقدم : على الصعيد السياسة الخارجية والعلاقات مع الدول.. فان بنود الدستور تنص:
ـ بأن العراق دولة ذات سيادة.. وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.. وان كل الكتل السياسية تصرح بأنها ترفض التدخل في العراق.
ـ لكنها عمليا مع التدخل.. بل إن جميعها تتوسل التدخل لترتيب أوضاعها في العراق.