العملية السياسية الفاشلة ومؤيدوها، وتحكمهم السلطوي في العراق، وبرلمانهم النائم، أبادت مصير الإنسان البسيط، وكأنه حجر عثرة أمام حياتهم، التي من المفترض، أن تحظى بالكرامة والحرية، بعد شيوع الجو الديمقراطي الحر، لكن طيلة سنين عجاف، لم يكن البرلمان إلا ساحة للخصومات، والمناكفات، والمهاترات، والبطل الخفي يتفرج، على مسلسل النهب والفساد.جسد عليل لا يحمل سوى آلام المتطفلين، الذين أصبحوا وباءً خطيراً، لا يمكن الشفاء منه بسهولة، وهم علائق ضارة، قد سكنت هذا الجسد عنوة، والمشكلة أن حجمهم كبير، ولا يحتاج الى مجهر، أو سونار للتشخيص، فعلاجهم الوحيد، يتم بعملية جراحية كبرى، وإزالتهم عن بكرة أبيهم، وتعقيم الحكومة من آثارهم، التي أصبحت عفنة كريهة، الى درجة إلاشمئزاز.تشخيص المرض، لا يحتاج الى معجزة طبية أو سياسية، سيما والشرفاء من أبناء بلدنا العزيز، يعلمون أين هي مكامن العلل التي نعاني منها، وشخصوها تشخيصاً دقيقاً، وما علينا إلا وضع العلاج، لأننا بحاجة الى الشجاعة، والتحمل معاً للشفاء، رغم أن طعم العلاج سيكون مراً، ومن الصعوبة أن يتجرعه الشعب، ولكن لابد منه، لأننا لا نستطيع أن نعيش في بلد، لا نعلم متى ينهار؟ خاصة والمتطفلين هم مَنْ بيدهم زمام الأمور، وجعلوا العراق مترنحاً على حافة الهاوية. قضية الطغاة، وأصحاب الخطاب المتطرف، والفاسدون والخونة, قضية فاشلة, ومحاموها أيضا فاشلون, لأنهم لا يملكون أي حجة، أو أرض صلبة يستندون عليها، فأساسهم هش، وحجتهم ضعيفة، وأمرهم مكشوف، لذا سنجعل منهم عبرة تحكى لأبنائنا، والتاريخ يشهد أن في وادي الرافدين، رجال لا يرتضون بالذلة، أو الخنوع لصوت الطغاة، وسنحاسبهم بما إقترفوه بحق بلدنا الغالي، فسرقاتهم يندى لها الجبين، فتباً لكم أيها الخونة.كثيرة هي مواقف الحياة، ففي الفتن تعرف الناس, وفي الشدائد تعرف الرجال, ولكن أشد ما يحزن في هؤلاء الفاسدين، تصدرهم للمشهد العراقي, دون الشعور بأنهم مارقون, وهذه الكلمات تنطبق جيداً، عمن أعمى الطمع بصره وبصيرته, ودفع بالعراق نحو الخراب والدمار, لكن الشعب أطلق كلمته, وستكون مدوية كبيرة، وسيقولون بصوت واحد: لن نؤثر طاعة اللئام، على مصارع الكرام. ختاماً: الولاءات الضيقة السمة الأبرز للقادة, الذين من المفترض، ألا تلتقي آراؤهم الحزبية، مع المصالح العليا للوطن, وألا يكونوا العصا، التي تعيق عجلة التغيير، التي يسيّرها المطالبون بحقوقهم المسلوبة, لذا أتركوا أحزابكم، وحاسبوا السراق، وخصوصاً عرابهم الكبير، وأنقذوا العراق.