23 ديسمبر، 2024 12:35 م

عقيل: أتجرُّني الى نارٍ أوقدَها جبارُها لغضبهِ؟!

عقيل: أتجرُّني الى نارٍ أوقدَها جبارُها لغضبهِ؟!

جاء عقيل بن أبي طالب ذات يوم، الى ولي المسلمين أخيه الإمام علي (عليه السلام)، ومعه صبيانه، فكانوا شعث الشعور، غبر الألوان من فقرهم، وقد عاود مؤكداً ومردداً حاجته، فأصغيت إليه سمعي، فظن أني أبيعه ديني، فأحميت حديدة وقلت: أُدنُ مني يا عقيل، فقربتها من جسمه ليعتبر بها، فضج من ألمه، وكاد أن يحترق بميسمها، فقلت له: ثكلتك الثواكل يا بن ابي طالب (عقيل)، أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه، وتجرني لنار أوقدها جبارها لغضبه؟! دولة العدالة الإنسانية، شهدت أيام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) أوج عظمتها، فالعدل والمساواة دعامة حكم علي، لا يعطي أحداً من بيت مال المسلمين، ليس له فيه حق، حتى ولو كان أخوه رغم فقره وكثرة أبنائه، كما أكدت مرجعيتنا الرشيدة في خطبة الجمعة، بأنه وبخ أحد عماله الذي خان الأمانة، بأن الحسن والحسين، رغم مكانتهما منه لو فعلا فعلتك، لما كان عندي معهما هوادة، ولا ظفرا بإرادة، حتى أخذ الحق منهما، فلله دُرّكَ يا عليّ!ظاهرة مستهجنة أن يستشعر الحاكم فرحاً، بما يجمعه من أموال الرعية والحكومة، ويحللها لنفسه على حساب الجيل المتعطر برائحة الجثث والموتى، وكأنه يريد للشعب أن يكون كله تحت التراب، وهو في برجه العاجي لا يأبه للخيانة، ولعدم صون الأمانة، فالمهم لديه رصيد سحت في البنوك الخارجية، وعمولات مشبوهة تملأ بطنه الفارهة، تؤمن حياة الذلة في الدنيا، وسعيرالنار في الآخرة، ففعلهم هذا يتنافى والإيمان بيوم الحساب، عليه لا هوادة لإسترجاع الأموال المنهوبة، لأنها من حق الشعب!رسائل مشفرة عابرة للعصور والدهور، وتتلقفها الأمكنة والأزمنة على السواء، والسبب عظيم، أنها تصلح لكل شيء، وعن كل شيء، نعم إنها وصايا أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب (عليه السلام) الى ولاته، فجعلوها منهاجاً لحكمهم، وكان حريصاً على متابعة أخبارهم مع الرعية، ويوبخ من يخون الأمانة، ويحمي حديدة لأخيه، عندما فكر أن علياً قد يغضب الخالق الجبار لطرفة عين حاشاه، ذلك فلمَ نستذكر ولا نستعبر من هذا الينبوع العملاق؟ فيا أيها الساسة: إقرؤوا الرسائل جيداً!