عندما نتحدث عن العقول العربية الخلاقة المبدعة والعلمية نستطيع أن نتحدث بثقة تامة أن هناك قامات علمية وفكرية لها وزنها وبصمتها في كل المجالات العلمية والأدبية والفكرية على الساحة لكن مع الأسف ليس في بيئتها ووطنها فقد تلاقفتها أيادي الغرب ومؤسساتها العلمية والصناعية حيث نرى ونسمع الإبداع والعطاء العلمي والفكري كون البيئة ومجال العمل التي تعيش في كنفه ملائم للعمل فيه كون العقل العربي يبدع حين يعمل بحرية تامة بعيدا عن التأثيرات الجانبية ومنغصات تحول دون عطائه ونجد له البصمة الواضحة الخلاقة في كل مجالات عمله واختصاصه على العكس في بلدانهم الأصل تراهم مهمشينومبعدين عن اختصاصاتهم ومواقع عملهم العلمي وكثير من الأحيان محاربين من الغير وتحت رحمة عقول غير مؤهلة لقيادة مؤسسات البلد التي تهيمن على قراراته مما يجبر الكثير من هذه العقول على الهجرة إلى الغرب وبلدان آمنة لتجد فيها فسحة من الإبداع والعمل بحرية مطلقة والكثير من هذه العقول ساهمت في تطوير وتطور بلدان غربية حيث لا يمكن الاستغناء عنهم بنفس الوقت تعد بلدانهم طاردة لهم وخصوصا العراق بالذات حيث سعت الحكومات الحديثة بمحاربة عقول علمية بحثية تعد في مجالات العلم عباقرة وخير شاهد عندما نفتش في أروقة الطب في بريطانيا وأمريكا ووكالة ناسا الفضائية وغيرها من بلدان العالم تجد البصمة فيها واضحة المعالم .
فعلى الحكومة العراقية الانتباه لهذا الخطر الذي يحدق بالبلد واتخاذ التدابير والحلول لإعادة هذه الكفاءات والعقول العراقية المهاجرة إلى أحضان الوطن ومؤسساته والحفاظ على ما هو موجود حاليا والمهمش والمبعد عن الساحة العلمية وإلا سيفرغ من كوادره وعلمائه وخصوصا من الجيل الجديد الذي يسعى في أثبات وجوده على الساحة العملية لما يملكه من عقلية منفتحة على العالم وتطوره وتقنياته العلمية وأبعاده عن المناكثات السياسية والحزبية والاستفادة من طاقاته بسياسة حكيمة ضمن منهاج مدروس علمي واحتضان الجيل الجديد الشبابي الواعد لبناء مؤسسات حكومية ودولة قوية فالدول القوية المتقدمة تقاس بعلمائها ومفكريها ومثقفيها فالحكومة الحالية والقادمة مطالبة بوضع الخطط الإستراتيجية على المدى البعيد والقريب منهج زج الخبرات في معترك الحياة وفي مؤسساته العلمية والعملية والبحثية قبل هجرتها إلى الغرب كراهية ومجبرة للحفاظ على حياتها واحتراما لعقولها وللحصول على ملاذ آمن وبيئة تحتضنه هناك على حساب بلده الأم التي تغض النظر عنه وتساهم في هجرته قسرا وهذا الأمر يتحقق إذا أراد العراق النهوض بواقعه المتأرجح الخطر ومن هنا الدعوة الصادقة الخالصة في أعادة التفكير الجاد العلمي والعملي في إعادة العقول المهاجرة إلى الغرب والاعتماد على ما هم في الداخل ووضعهم في المكان المناسب الذي يليق بهم علميا لتعزيز ودفع عجلة الصناعة والعلم ورواده وبقية مرافق الحياة لتطوير مؤسسات الدولة ورفدها بالكفاءات العلمية لقيادة البلد إلى بر الأمان بعلمائه ومبدعيه ومفكريه .