قبل سنين طويلة بداء الجفاء, وبانت علامات الزعل على ملامح الأبناء ,حين قرروا الرحيل إلى عالم المجهول ,ورمي الذكريات في خانة النسيان, رجال صنعوا تاريخهم بجهد ولكنهم لم يصنعوا بلد ..!!
هاجروا بدون النظر إلى الخلف, وشبح الماضي يطاردهم مثل ظلهم حتى دقوا باب الغربة بلا خجل ,رغم أنهم يصلحون أساساً لبلدٌ أنجبهم من بين رحم المعانات, تلك التي أبكت الغريب ولم تبكيهم, رجالٌ نحن ُبحاجة أليهم, رحلوا وهم يعلمون أنهم العقل المدبر والمتين لهذا البلد ولكنهم مازالوا يذوقون لوعة الغربة..!
وفي إحصائية أخيرة لوزارة الهجرة والمهجرين, حول من عادوا إلى الوطن من الأسر المهاجرة, والتي تم استقطابها بلغ(62534) أسرة,ومن ضمنها بلغ عدد الكفاءات (3142) فرداً ,وهذه علامات جيدة بعودتهم, ولكن لدينا ما يفوق هذا العدد من الكفاءات المهجرة فاق ذلك بعشرات مرات .
وهذه كارثة على بلد خربت الحروب والمفخخات الإرهابية بناه التحتية, ولا ننسى الدور الذي تلعبه دول تدعي أنها شقيقة لكنها في الحقيقة هي معادية إذ قامت باستقطاب كل الكفاءات , بتوفير العيش الرغيد لهم لمنع عودتهم إلى الوطن, وإغرائهم لضمان البقاء ليس حباً فيهم بل لقلع جذورهم من التربة,وأضعاف هذا الصرح الشامخ ,الذي يرونه شوكة بعيونهم وأعماهم حتى رأوه صغيرا, وبمنظار العدو الشامت ,وهنا أقول للذي فضل الغربة على بلده :
أذا ما كنت في قــوم غريبا..فعاملهم بفـــعلٌ يستطاب
فلا تحزن أن فاهوا بفحش..غريب الدار تنبحه الكلاب
أنها مسؤولية تقع على عاتق الطيور المهاجرة ,والواجب الديني والشرعي والإنساني يحتم عليكم إن تضعوا كل ما تملكون من خبرة وعلم إلى هذه التربة الطاهرة, التي تنتمون أليها و(خير الناس من نفع الناس) لكونكم أصحاب مبدأ و رسالة ,وعليكم أن تكونوا عماد الوطن كما يقع على عاتق الحكومة مسؤولية أكبر , وعليها دراسة الأمر من كل جانب وتهيئ الأرض الملائمة والمناسبة إلى عودتهم ,وأنتِ أيتها الطيور المهاجرة ألا آن الأوان لتعودي ..!!