17 نوفمبر، 2024 6:32 م
Search
Close this search box.

عقلية رجل السلطة

عقلية رجل السلطة

تذكرت حكاية تقول ان امرأتين اختلفا على طفل فحكم بينهما بتقسيم الطفل الى نصفين فقبلت الاولى وصرخت الثانية وقالت لا  فقال لها الحكيم انت أم الولد ,       إذ ليس من المعقول والمقبول ان نقسم نصفين او اكثر مع هذا او ذاك  بل نقرأ ما بين سطور الشعارات والنوايا ونحدد المشترك ومن بين الضجيج ننصت الى صوت التهدئة والحوار والعودة للدستور والقوة التي تستطيع التوصيل بين الاقطاب المتنافرة , وهنالك قوى تقرع طبول الحرب  والطائفية والتقسيم والارتماء بأحتضان الخارج  غير مقدرين مصالح المذاهب التي يدعون الدفاع عنها  ليكون شعبها حطب للنار  من حشد الشارع وجعله يصطف الى جانبهم , لقد اوهمت الطبقة السياسية مواطنيها بالدفاع عنهم  ولم تأخرها مصالحها الحزبية للمصالح الوطنية ولم تحمي مواطن من الارهاب او غرق الامطار , فالحشد في الرمادي اسقط اقنعة الساسة مثلما اسقط الحشد الاخر في بقية المحافظات  وكلا الحشدين لم يتحولا الى ثورة اعتراضات ووسائل للضغط بصور مشروعة على الحكومة والبرلمان ومجالس المحافظات كي يصحح مسارها , فأذا فشل ساسة الانبار بتحقيق المطالب المشروعة وغير المشروعة سوف يرفعون سقوف المطالب للمطالبة بأقليم على اساس طائفي ومن ثم الانفصال مثلما يقابلها كردود فعل او بالتسخين السياسي بالمطالبة بحجة ان الجنوب من يملك النفط وهذا ما يدل ان كلا الطرفين لم يخدما ناخبيهم ,  والقيادات السياسية عليها تجاوز الثغرات وبناء دولة المؤوسسات  والمواطن صاحب الدور الاول ليوفر له العيش الكريم , والنائب والمسؤول في اي مفصل من الدولة  ينقصه الوعي بالمسؤولبية واهيمتها وانه ممثل لشعب كامل وليس لدائرته الانتخابية  ولا يدخل الخلافات من خلال الممارسات الحكومية , لينطوي نتائج هذه العقلية على كل المؤوسسات ومن اساس تشكيلها بالمحاصصة والتوازن لتمتد اذرعها لكل المؤوسسات , فابن الجنوب يمثل ابن الرمادي في مؤوسسة الدولة , اليوم الدور مطلوب من الجميع تقديم الحلول ولا يكون جزء من مشكلة وينتقد السلوك السيء اينما كان والقبول بالمطالب المشروعة والاعتراض على غيرها , ولكن الساسة اغلبهم يفكر بعقلية رجل السلطة وليس رجل الدولة ومقابلة التظاهرات بتظاهرات سيؤدي الى مزيد من الاحتقان والانقسام السياسي والطائفي ويمزق النسيج الاجتماعي  , وطلب التظاهر من المسؤول مسألة خطيرة تدل على فشلة في ايجاد  الحلول من موقع المسؤولية واخراج المظاهرات من عفويتها , المواطن يرفض هذه الطبيعة لكن المحاولات الى اشراك الشارع من اخطر المراحل  ولا يمكن السيطرة عليه  وربما تدفعه العاطفة والطائفة حينما يرى الساسة يتحدثون بها ,  والدولة لا تقاس  باشخاص ولا منظور ان لا بديل عن الحاكم الا نفس الحاكم , وقد اصبح مسؤولينا مسخرة للعالم والشارع فاقد للثقة بهم وربما حين يراهم في الشارع يصمت تحت قوة سلاح حمايتهم ,  فالقضية هي ليست شخصية والدولة اكبر من اشخاص واكبر من الحكومة نفسها , والتأثير على الرأي العام لا يأتي بالمظاهرات بل من خطوات عملية تفرز في صندوق الاقتراع , وحين تمرير ذلك المشروع يعني الخداع والمراوغة واستغفال الشارع والاستهانة بقدرة المواطن , وكل سلطة اليوم مسؤولة بالتضامن مع الاخرى ولا تلقي اللوم على الاخرى والغربلة لا تأتي من افرازات الشارع الذي ربما يخرج من العقل الجمعي وقد يصل للعصيان , , الساسة اليوم سقطوا في مستنقع المصالح الشخصية حين اخراجهم التظاهرات وشحن الشارع وفشلوا امام جماهيرهم وانهم ممثلين لهم يحققون مصالح وطن اولا ثم مصالح ناخبين بالتحديد وان تكون مصالح الوطن فوق مصالح الساسة والسلطات , وسقطوا حينما  يسيسون السلطات والقضاء والمطالب الغير مشروعة والابتعاد عن الدستور والحوار والتهدئة وعدم دراسة نتائج افعالهم المتشنجة في ازدواجية المعايير في القضايا وادارة الدولة وتناقض فعلهم الظاهر عن الباطن …

أحدث المقالات