كتب السيد واثق الرشيد مقالا تحت عنوان لماذا دفنت زينب عند يزيد ولم تدفن عند أخيها الحسين , سأحاول الإجابة عن كل تساءل ورد في المقال والرد على كل شبه كما سأرجح احتمالات مكان قبر السيدة زينب …
ولكن قبل هذا لابد ا ن نتوقف عند هذه الشخصية المميزة والتي كانت تكنى عقلية الطالبين – ام كلثوم فقد قيل فيها :
ثابتة الجنان، رفيعة القدر، خطيبة ، فصيحة – الزركلي في الأعلام ج3 ص 66-67
كانت زينب امرأة عاقلة لبيبة جزلة – أبن الأثير في أسدِ الغَابة ج 1ص1361
كانت تشبه أمها لطفاً و رقه و تشبه أباها علماً و تقى – الجاحظ في البيان و التبيين
نعود الى أصل الموضوع … نعم سيد واثق اتفق معك بان الشيعة لا يوجد لديهم تاريخ محدد لبعض ولادات ووفيات أئمتهم وانا اقر السلبية في هذا ويفترض ان يغربل التاريخ وتمحص الروايات وتجمع القرائن للوصول الى التاريخ الصحيح ولكن ليس صحيحا بقولك انهم لا يعرفون سبب موت أئمتهم ومكان دفنهم .. أيضا ليس صحيح ان زينب لعنت شيعتها بل لعنت من قتل أخيها وهم الجيش الأموي الذي أرسله يزيد وعلى رأسهم الحصين بن نمير نعم كان قيادة الجيش لمواجهة الحسين (ع ) من آهل الكوفة كالشمر وشبث بن ربعي وعمر بن سعد وبعض المتطوعين من الموالي وهذا ما أكده نداء الحسين لهم يا شيعة ابي سفيان وبقرينة أخرى عندما عرف نفسه بالقوم قال لهم اسالوا جابر بن عبد الله الانصاري وسهل بن سعد الساعدي وابو سعيد الخدري عن قول رسول الله في ولم يقل لهم اسألوا حبيب بن مظاهر وهو صحابي كبير لان حبيب غير معروف من العسكر الشامي ولانه من اهل الكوفة …زينب رضوان الله عليها ماتت كبدا وحزنا لما لاقته من محنة كربلاء واذى الاسر من العراق الى الشام ومن الشام الى المدينة ولم تمت في السم ولا اعتقد توجد رواية معتبرة السند تقول بهذا … نعم كما أوضح الكاتب توجد ثلاث روايات تاريخية في مكان دفنها سنناقشها بالتفصيل لا سيما إنّ التحقيق الظني في القضايا التاريخيّة مسموح للجميع ، وليس وقفاً على إنسان معيّن عالما او متعلما ، فإذا كان السيد الأمين يقول بحُجّيّة الظن حتى في المسائل التاريخية ، فليست هذه المزية خاصّة به ونبين المرجح منها
1 – رواية أنها مدفونة في المدينة : ورد في المقالة قول للسيد محسن الأمين العاملي ما يَلي : ((يجبُ أن يكون قبرها في المدينة المنوّرة ، فإنّه لم يثبت أنها ـ بعد رجوعها للمدينة ـ خَرجت منها ، وإن كان تاريخ وفاتها ومحل قبرها بالبقيع ( مجهولاً ) وللأسف هذا كان منقول من موقع على الانترنيت في حين القول الصحيح للسيد محسن الأمين في الصفحة (218) من المجلد (33) من موسوعته (أعيان الشيعة) بهكذا نص (وهذا المشهد ـ أي مشهد زينب في مصر ـ مزور، معظم، مشيد البناء، بناءه غاية الإتقان، فسيح الأرجاء دخلته وزرته في سفري إلى الحجاز بطريق مصر، عام (1340) هـ، ويعرف بمشهد السيدة زينب وأهل مصر يتوافدون لزيارته زرافات ووحداناً وتلقى فيه الدروس، هم يعتقدون أن صاحبته زينب بنت علي بن أبي طالب، حتى رأيت كتاباً مطبوعاً بمصر لا أذكر اسمه الآن، ولا اسم مؤلفه وفيه: أن صاحبة هذا المشهد هي زينب بنت علي بن أبي طالب…)… طبعا هناك فرق في الكلام ما ورد في المقالة وما ورد في المصدر حيث في الثاني يروي ويخبر لا يجزم ولا يقر … كما أنني أحب ان أنور الأخ الكاتب لماذا دُفنَ السيد بعد وفاته عند مدخل مقام السيدة زينب بضاحية دمشق ؟!
فهل كان ذلك بوصيّةٍ منه ؟! أم أنّ أولاده اختاروا لقبره ذلك المكان .. وهم يعلمون نظريّة والدهم حول ذلك المقام ؟ ورغم هذا ولو فرضنا انها ماتت في المدينة المنورة فهناك أكثر من سؤال
– أين دفنت ؟ فقبور أئمة اهل البيت ونساء النبي وبناته وبعض الصحابة وحتى قبر ام العباس زوج الامام علي (ع) جميعها معروفة .
– هل ماتت سرا ولم يحضر احد جنازتها على الأقل الأمام زين العابدين موجود في المدينة ولم يغادرها ؟ لماذا لم يخبر عن قبرها وهي الشخصية المرموقة .
بهذه الدلائل والقرائن لا يمكن الأخذ بهذا الاحتمال مطلقا .
2 – رواية هو أنّ مرقد السيدة زينب الكبرى عليها السلام في مصر وهذا الرأي لا يرجح للأسباب التالية
– لا يوجد أي كتاب مؤرخ لمزارات مصر يدل على وجود قبر لزينب في مصر بل دلت كثيرا على قبر السيدة نفيسة التي زارها الإمام الشافعي كما ان هناك قبرا للسيدة زينب بنت يحيى المتوج بن الحسن الأنور بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب
– اجزم كلٌ من ابن الأثير في تاريخه 4/48 والطبري 6/264 بأن السيدة زينب بنت علي رضي الله عنه وأخت الحسين رضي الله عنه قد عادت مع نساء الحسين أخيها ، ومع أخوات الحسين بعد مقتله إلى المدينة .. ولا عبرة بمن يشذ عنهما – أي الطبري وابن الأثير.
– قال محمود المراكبي لا يوجد قبر لزينب بنت علي بمصر في كتابه القول الصريح عن حقيقة الضريح الباب الخامس من كتاب ص98
– قال علي مبارك في الخطط التوفيقية (5/ 9 ) : (( لم أرَ في كتب التاريخ أن السيدة زينب بنت على رضي الله عنهما ـ جاءت إلى مصر في الحياة أو بعد الممات ))
3 – رواية أنها مدفونة في ضاحية دمشق : وهي الرواية المرجحة والتي يتفق عليها كل علماء وعوام الشيعة والتي بين الكاتب أسباب سفرها الى الشام بسبب المجاعة ولان زوجها عبد الله بن جعفر له ضيعة في الشام وترك المدينة وهو ضرير حيث عاقت عوق عينيه المشاركة في نهضة الحسين مع انه فقط اثنين من أولاده وقد مرضت السيدة زينب وتوفيت بالقرب من دمشق … اما كرم وسخاء عبد الله بن جعفر فلا احد ينكر هذا… اما أخذه العطاء والهدايا من معاويه قد تصح الرواية بدليل اخذ عمه عقيل هذا من معاوية اما الاخذ من يزيد جاء في ( الأصابة ) ( ج 4 ص 48 ) نقلاً عن محمد بن سيرين : أن دهقاناً من أهل السواد كلّم ابن جعفر في أن يكلم علياً في حاجة ، فكلّمه ، فقضاها فبعث اليه الدهقان أربعين ألفاً فردّها قائلاً : إنا لا نبيع معروفاً كيف مثل هذا يقبل معروفا من ظالما فاسقا فاجرا … وأخيرا وقع الكاتب الفاضل في مفارقه غريبة وفجه عندما قال كان الشيعة يرجحون قبر زينب في مصر وبعد أحداث سوريا تغير موقفهم وهذا الكلام لا يقبله أي عاقل ولا يستسيغه اي منصف اولا لم ترى يوما ما احد من الشيعة ذهب الى مصر ليقول ازور زينب ثانيا هناك حوزة علمية بمستوى حوزة قم تدرس الفقه الجعفري في ضواحي دمشق من قرون تسمى الحوزة الزينبية وقد استشهد مرجعها على أيدي مخابرات صدام بداية الثمانينات اية الله حسن الشيرازي … وأخرا باليت الأخ واثق الرشيد يقتدي بالكاتب المفكر حسن المالكي وهو من اهل السنة ويعيش في الرياض حيث قال في إحدى تغريداته ((استصحب معك محمداً وخاصته من أهل بيته المؤمنين فهم أولى استصحبهم في أحزانك، فكل حزن يصيبك قد أصابهم بهذا تؤسي نفسك وتوآسيهم وترضي ربك ما يؤذي رسول الله في قبره عندما يعلم بأن حفيدته مهددة في قبرها بالنبش إذن فزينب هي لجميع المسلمين ليس للشيعة فقط ))