21 مايو، 2024 5:27 ص
Search
Close this search box.

عقد ونيف والعراق يتراجع …

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا يعتبر تسير امور الدولة من مشاريع خدمية واستمرار عمل دوائر الدولة وبيع البترول انجازاً لصاحب السلطة لان واجب كل حكومة ان تسير امور بلادها بالشكل المثالي غير مشكورة على ذلك ان اجادت فيه ومذمومة ان اخلت في اتمامه…

قرأت يافطة في احدى شركات الاتصال في البصرة مكتوب فيها “المميز هو المبتكر”  وهي مقولة صحيحة لان الابتكار هو اساس تطور كل شيء في هذه الدنيا سواء سلبي او ايجابي لان الابتكار يعني اختراع اساليب جديدة ماكانت موجودة لتعالج مشكلة معينة او تقدم تسهيلا في امرٍ ما ،، هذه الشركة كتبت هذه العبارة لتحفز موظفيها على تقديم ابتكار يميزهم ويساهم في تطور عمل الشركة ويزيد من نسبة ارباحها وبالتالي نجاحها في بلوغ الهدف وهو نسبة عالية من الاربحاح …
في واقعنا اليوم اين الابتكار في ادارة الدولة العراقية في السياسة والاقتصاد والامن والتعليم … لم نلمح طيلة الثمان سنوات السابقة اي ابتكار ملحوظ يمكن ان يكون سببا في تميز الحكومة العراقية لان الامور البسيطة التي هي اساس عمل كل حكومات العالم قديما وحديثا وهي تقديم الخدمات الافضل وتطوير الدولة تماشيا مع التطور الحاصل في كل الدنيا لم تقوم بها الحكومة العراقية ولم تنجح في تقديم نصف ما هو مطلوب منها فكيف لها ان تقدم ابتكار جديد في العراق الجديد ، ان عملية النجاح في كل ميادين الحياة مرتبطة بامكانات الفرد الذي يتولى عملية التطوير ولكل فرد مهارة خاصة تمكنه من النجاح في مواجه المشاكل التي تواجهه ، ومن وجه نظري ان الفشل  الحكومي في اداء المهمة البسيطة  الذي لاينكره عاقل وصاحب ضمير لا يتعلق بظروف خارجية لاتتعلق بالحاكم نفسه وهي المحاصصة او معاداة الخصوم او عدم تشريع البرلمان بل هي متعلقة بذهنية هذا الحاكم وامكاناته ومؤهلاته للقيادة ، يقال  “كل شخص ممكن ان يركب الفرس لكن ليس كل شخص مؤهل ان يكون فارسا ” هكذا هو حال السياسية والادارة كل شخص ممكن ان يتولى السلطة لظرف ما اما ان يكون صدفة او حسن حظه وسوء حظ الرعية لكن ليس بالضرورة ان يكون هو الاكفء لاداء المهمة او الاستمرار فيها ، هناك امور فشلت الحكومة في انجازها بالرغم من كونها لاتحتاج الى تشريع برلماني او تخصيص مالي كمحاربة الفساد واختيار الاشخاص الكفوئين لتولي المناصب ومنع الية الاستثناء في التعليم العالي وغيرها وبناء احهزة امنية كفوئة ومنع الانفلات الامني كل هذه الامور لاتحتاج لتشريع برلماني او تخصيص مالي بل تحتاج لذهنية واعية ممكن ان تحققها فأين هذه الذهنية خلال 8 سنوات مضت ؟
لم يبتدأ رئيس الحكومة بتنفيذ برنامج معين يساهم في تطوير البلد كي نسمح له بالبقاء في السلطة ويُتم انجاز مشروعه ، واسمحولي ان اقول نحن نسير الى الهاوية الى بلد تستمر فيه الفوضى في كل شيء تغيب عنه ملامح الدولة من بناء رصين وانظمة محترمة ، وما لم ينتبه له احد ان توقف العراق عن انتاج النفط ليومين فقط سيحدث مشكلة عظيمة تصيب حياتنا فما هي البدائل لدى الحكومة ؟ اين الصناعة واين الزراعة اين الامن والامان اين البرنامج الحكومي ؟ اين سياسة العراق الخارجية اين علاقات العراق نحن ننفذ سياسة الاخرين نيابة عنهم  ولا وجود لسياسية عراقية وان الحديث عن السيادة وعن الوطنية ما هي الا لعبة رخيصة يطرحها الفاشلون ويصدقها السذج ، لقد خسر العراق الكثير وفاته الكثير وهو يراوح في مكانه ، ويرى المستفيدون والاغبياء ان 8 اعوام الماضية كانت مليئة بالانجازت ولو اذن لها ان تكون  12 عام سيتضاعف الانجاز فيها اي بمعنى ستتضاعف مكاسبهم وسيتضاعف دمارنا وتخلفنا وزهق ارواحنا بالمفخخات او بغيرها لان من المستحيل لشخص عاقل يملك ذرة من الانصاف يمكن ان يصدق او يقبل عن مهزلة الانجازات التي يتحدث عنها المنتفعون و الطائفيون …
وخلاصة القول احذروا من الملكية الحزبية  والى متى ستستمر الكتل الكونكريتية التي تحيط باحيائنا ودوائرنا والى متى يستمر الجيش في الشوارع الى متى تستمر الحلول المؤقتة اين ذهنية الحاكم وحلوله لمشاكلنا بشكل دائم؟ وثمان سنوات تكفي خرابا ..
هذا الشخص لا يرى كيف يجب ان يكون العراق ومصلحة شعبه بل يرى كيف يجب ان يكون هو ومصلحة حزبه وهذا هو برنامجه الذي لا ينكر ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب