10 أبريل، 2024 1:10 م
Search
Close this search box.

عقد اجتماعية عربية (6) فرصة رفع الحياء

Facebook
Twitter
LinkedIn

في المجتمع العربي (والمسلم) قيم كثيرة وكبيرة ومحترمة وتختلف كثيرا -كما لايخفى- عن قيم المجتمعات الغريية والشرق الاسيوية والافريقية كذلك ..من هذه القيم ،،(الحياء) والادب العام ،وهو ان الانسان في المجتمع العربي ومنذ كونه طفلا تقريبا وبعمر الصبي المميز تماما يبدأ الشعور بالحياء من افعال معينة يعززها التوجيه العائلي والعرف الاجتماعي والتعرض للانتقادات ..وهذا في الحقيقة من جميل ماطبع عليه الفرد في داخل المجتمع ،ويفتقد له المجتمع الغربي كما لمسنا ..ولكن المشكلة في الاستمرارية ،فالفرد الغربي يستمر على نفس النمط من التحرر الشخصي والقدر البسيط من الاباليةً للادب العام الذي يرى انه ليس سيفا مسلطا عليه ولاسوطا يلوح له به..وانما هو حر فيما يقدمه من مراعاة للذوق العام ..حتى انه مع تقدم العمر والنضج يبدا طبعا باحترام الذوق العام اكثر وتدريجيا ويراعي عدم التصرف ببعض الامور الشخصية الخاصة امام الملأ من الناس .والعكس يحدث مع افراد مجتمعاتنا ،فهو على ماتعود عليه ولكنه ما ان يجد الفرصة حتى يفقد الحياء تماما بحجج كثيرة ،منها حرية التعبير والتطور ، ويظهر هذا جليا عندما يصير في مجتمع غربي كزائر او مقيم ،فيبدا بممارسة افعال يستحي من فعلها الغربي نفسه ..وهذا لمسناه ورايناه بشكل يزيد على نسبة 90 ٪؜..من خلال تجربة هجرة واقامة الملايين في بلدان الغرب ولسنوات طويلة واستقرارهم هناك وتكوين عوائل وعلاقات ..فصار الرجال يقومون بتصرفات يستحي من فعلها ابناء المجتمع الاصليون من الانحلال الكامل او الايغال بالتحرر او المبالغة بالتصرفات المربكة للمجتمع في الشوارع والبيوت وخيانة زوجاتهم او على الاقل اظهار الاعجاب بالنساء الغربيات واغرءاتهن الغير مقصودة طبعا اما نساءنا هناك فقد خرجن من طاعة الازواج او احترام الرجال لدرجة جعلت المرشدات النفسيات في المحاكم والمنظمات الحكومية من الاجنبيات يستغربن كثيرا ويحاولن تعليم الزوجات والنساء العربيات المطالبات بالطلاق او الحرية او معاقبة الازواج والاباء ان للرجل غيرة وعوامل خلقية ونفسية يجب معها على المراة ان تحترمها وتلتزم بها وان كان القانون يعطيها كل الحق والقوة !! ..لكن للحب والزواج والاطفال حسابات اخرى في العلاقة بين الطرفين ليس شرطا ان تدار كلها بما يوفره القانون والنظام للمراة..
وكذا على مواقع التواصل العائلية او المحتشمة والموضوعة تحت الحماية الاخلاقية والادبية والفكرية ..نجد ان الرجال العرب بداوا ينشرون على العام قضايا مخجلة وباساليب مخلة بالادب العام (وانا اقصد هنا الرجال المحسوبين على المحترمين والمثقفين واصحاب المكانة الاجتماعية الطيبة او العادية وليس البعض -المنحلين اصلا-) فصار هؤلاء ينشرون معاناتهم العاطفية وتلميحات لمغامراتهم الخاصة واشارات ايحائية تحت ذريعة الخواطر او الاشعار او ماشابه (فهذا الذي يقول انا عشيق جيد ومستمع لايمل لكنني لم اتعلم الرقص ولكنني استمتعت باسرتهن المختلفة…!) الى غير ذلك من الدعوات الواضحة والفاضحة ومقطوعات شعرية تقول (شفايفك وجسدك وكذا …الى ماشابه من الاسلوب الداعر لعمر بن ابي ربيعة ونزار قباني ومن شابههم من سفهاء الشعر العربي بل ان اولاءك الرجال اكثر ادبا فماكانوا سينشرون تلك الكلمات والاوصاف بين العوائل والاطفال ..(ولو تهيأ لهم في زمانهم (فيس بوك) وغيره لما فعلوا هذا الاسفاف وسوء الذوق والقدح بالادب العام ولامراعاة لنساء تقرا او اطفال تشاهد…) والنساء ايضا يفعلن مثل ذلك بذريعة التعبير والرومانسية والشعرفينشرن مايطيب لهن ويبحن بكل اهاتهن ولوعتهن وحاجتهن للرجل والحبيب وصورهن بملابس جميلة ومن داخل بيوتهن او اسفارهن وباوضاع مخلتفة وبزينة كاملة ! ثم يعترضن عندما يتلقين بعض (الغزل او رد الفعل) او مايعتبرنه مضايقات من الرجال الذين يستطيعون الوصول اليهن ومخاطبتهن تكنولوجيا بنفس السهولة التي يتجرأن بها على نشر هذا النوع من الخواطر “والادبيات”! كما يعتقدن ..!! وماكل ذلك في حقيقة الامر بالنسبة للرجل والمرأة ، الا الفرصة المواتية لرفع الحياء..واظهار حقيقة سوء الخلق.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب