22 نوفمبر، 2024 8:05 م
Search
Close this search box.

عقدٌ من الدمار

في مثل هذا اليوم الأسود قبل 20 عام بدأت طائرات العدو الأمريكي – البريطاني بقصف عاصمة العرب بغداد بأسلحةٍ فتاكةٍ هبطت من السماء على شعبٍ آمنٍ مسالمٍ ..
في مثل هذه الليلة أعطى المجرم بوش الإبن أوامره إلى البوارج والحاملات والصواريخ والسفن والدبابات والمدرعات أن تُسلط حقدها على العراق العظيم الخالد ..
في مثل هذه الليلة تحول نور بغداد إلى ظلامٍ مرعب .. وشوارع بغداد ومدن العراق إلى أطلالٍ مخيفة ..
في مثل هذا اليوم الأسود تدافعت جنود العدو وهي محملةٌ بأشد الأسلحة فتكاً ودماراً وتأثيراً لقتل أطفال العراق ونسائهم وشيوخهم ..
في مثل هذا اليوم .. تدافعت طائرات العدو لقصف العراق من قواعد السيلية والظهران وإنجرليك لتنثر النار فوق بغداد ..
في مثل هذا اليوم إنتظم أعداء العراق صفاً واحداً للإنقضاض على شعبه الذي كان ينتظر وقفةً من أخوةٍ وجيرانٍ كان يعتقد العراقيون أنهم ( على الأقل) سينددون بالعدوان ..
في مثل هذه الليلة سقط آلاف الشهداء الغيارى من أبناء العراق دفاعاً عن بلدهم العظيم وهم في ساحة القتال والمجد لاينصرهم إلا الله ..
في مثل هذا اليوم .. تدافع عملاء وجواسيس العدو لمساندة أسيادهم ومؤازرة من يقتل أبنائهم وأخوتهم ..
في مثل هذا اليوم .. بدأ العد العكسي لتهجير ملايين العراقيين وشق صفوفهم وتدمير آثارهم وهتك أعراضهم وتشريد أبنائهم والعودة إلى ماضٍ سحيقٍ أسود ..
في مثل هذه الليلة على العراقيين الشرفاء أن يتذكروا جيداً من كان معهم ومن كان مع العدو ومن إستغل الفرصة كي يثأر وينتقم لهزائمه على يد جيش العراق العظيم الباسل ..
في مثل هذه اليوم بدأت قوافل الشهداء تنتظم أفواجاً للدفاع عن العراق الخالد ..
في مثل هذا اليوم والأيام السود التي تلته .. نهب المعتدون حضارة العراق ومكتسباته وثرواته وحولوا فراته ودجلته إلى حوضٍ للدماء ..
في مثل هذا اليوم أصبحت بغداد غريبة على أهلها .. وتحولت منابر العز والإسلام إلى منابر للطائفية والفتنة ..
في مثل هذا اليوم وبعد عقدٍ من العدوان الغادر .. لم يحصد العراقيون سوى الخراب .. وأكثر من ربع مليون شهيد وملايين المعوقين والجرحى والمهجرين .. وأصبح العراقيون رمزاً للفقر .. وتحولت دوائر الدولة ومؤسساتها إلى معاقل للفساد ..
في مثل هذه الليلة السوداء ضاع كل شيء .. نُهب النفط .. سادت التفرقة والطائفية .. قُسم العراق بلا إعلان .. حدودنا مفتوحةٌ ويُخرج الجبناء رؤوسهم علناً لتقسيم العراق وإعاقة شعبه ..
في مثل هذا اليوم .. وبعد عقدٍ من بدء العدوان .. الجواسيس أمسوا مواطنين من الدرجة الأولى والخونة نبلاء والذيول فرسان ..
في مثل هذه الليلة لا نعلن الحداد بل نعلن النصر لأن أوراق العدو وذيوله ستباع مجاناً أو ترمى في مزابل التاريخ ..
عاش العراق العظيم واحداً عزبزاً مقتدراً

أحدث المقالات