23 ديسمبر، 2024 3:43 م

عقدتنا مع  الضيوف العرب…

عقدتنا مع  الضيوف العرب…

لم تستطع اياً من الجهات الرسمية ذات العلاقة، وحتى لحظة كتابة هذه السطور، وبالرغم كل ماتبوح به في خطبها الرنانة ذات الشعارات المزوقة،  بأنها فتحت ابوابها في علاقاتها مع الاصدقاء والضيوف العرب، مالم تكن قبلها قد اغلقتها مع سبق الاصرار والترصد والتمعن ايضا بوجه ابناء رعيتها، اقول لم تستطع تلك الجهات ان تحقق الموازنة بين ماهو مطلوب وبين ماهو واجب، فالمطلوب حتما ان نرعى ضيوفنا العرب، و(نخليهم  على راسنا من فوك) وان اختلفت مسمياتهم ونوع طائراتهم التي تقلهم، بل وحتى نوع الاستقبال الرسمي منه والغير رسمي والمعلن منه والمخفي..الخ.. وبين ماهو واجب واساس في اهمية  احترام ابناء البلد انفسهم قبل كل شيء.
وحتى أصل بكلامي  واياكم الى مايتردد من جملة مشاعة ومثيرة في اغلب اعمدة الصحافيين الاصدقاء ،  (بأن ماخفي كان اعظم)، أقول  ان ماخفي من زيارات الضيوف العرب صارت تبعث في النفس الغضب، والقرف، مما ينسحب على تلك الزيارات  من امتهان لحقوق المواطن ابن البلد، بكل اشكال الامتهان،  ليس اولها قطع الشوارع عليه، واغلاق بعض المقرات، والقاعات والاماكن، وتعطيل الدوام وتأجيل البت في المعاملات،   حتى يكمل السادة العرب زيارتهم ، بل ويجري احياناً  طرد ابناء البلد ان استدعى الامر، مادام السادة العرب قد حلو فيها,, وكأنهم بذلك يخلقون عداوة من نوع جديد بيننا وبين السادة  العرب، من حيث انهم ارادوا الانفتاح عليهم وبسط العلاقات معهم، ويمارسون في ذات الوقت سياسة القطيعة الغير مبررة، ولعل ماحصل الجمعة الماضية في مرسى الزوارق قرب شارع المتنبي، خير دليل على ذلك، عندما اصرت القوات  الامنية التي انتشرت في المكان بغير عادتها،  وراحت تطرد  بشدة كل مواطن يقترب من المرسى على مدى ساعات  النهار لان الضيوف العرب يقومون بجولة في المكان، قبل ان تنصب مأدبة الغداء لهم في ذات المكان. والمناسبة كانت عيد تأسيس الصحافة العراقية، فالمواطن المسكين ليس له الا ان  يضرب رأسه في اقرب (حيطة) لخاطر عيون الضيوف العرب، بعضهم   جلب صغاره ، وتجشم عناء الطريق وهو يعدهم بجولة نهرية على قارب عتيق وسط النهر، لكنه ولسوء حظه العاثر  لم يكن يعلم ان العرب قادمون..
والملاحظة التي تستحق الذكر ان  القوات الامنية كانت عادلة في منعها الذي طال حتى الادباء والمثقفون والاعلاميون الذين اعتادوا اقامة فعالياتهم الادبية والاجتماعية الاسبوعية قرب المرسى، الامر الذي اضطرهم لالغائها أيضا لعيون الضيوف العرب، ولسان حالهم يقول( المشتكى لله)..
وقبلها لازلنا نذكر  بمرارة مارافق قمة بغداد مؤخراً، من حظر للتجوال وقطع للطرقات وانتشار امني مخيف، ومشاكل جمة، انهت ايام القمة بقمة اكبر من الذكريات المؤلمة للمواطن الذي لم يجد غير كلمة  (غمة عربية)  ليصف بها القمة العربية في سخرية شعبية عمت الشارع العراقي انذاك.
 واتسائل اما كان اجمل لو شاركنا الضيوف فعالياتنا وطقوسنا,,أو حتى تعرفنا على شكل وجوهم التي من المؤكد لاتشبه ( شكولاتنا) المفعمة بالخيبات، والزفرات مع كل قطع كهربائي وطني او مولدي المنشأ!!.
ومتى نجد سياسة اكثر لياقةً واحترام للمواطن (ابن البلد) ونحن نستقبل ضيوفنا العرب وغير العرب؟ في بروتوكلات وبرامج استقبال معدة سلفاً بشكل يقربنا من  ضيوفنا ويشاركنا معهم بجولاتهم التي تفسح المجال لنا قبل غيرنا كيما يتعرفوا على  روحية العراقي الجديد على حقيقته وليس كما تبثها وكالات الانباء.