لكل زمان معضلاته ولكل مكان ازماته ومشاكله . تبرز هذه المعضلات والازمات والمشاكل نتيجة لظروف جمة ، منها الاجتماعي والاقتصادي والديني والسياسي والعسكري والنفسي ، حيث تلعب هذه العوامل دورا كبيرا في بلورة الازمات .
قرأنا في الادب عن عقدة اوديب وكيف اُستُثمرت هذه العقدة في مسرحيات وروايات مختلفه ثم جاء دور العالم النمساوي فرويد ليضفي عليها لمسة نفسية ويُدخل الناس في حلقتها المفرغه ويؤزم الموقف مع الدين بالرغم من ان جميع الاديان لا تقرها ولا تعترف بها .
اما في عصرنا الحاضر وفي العراق بالذات وخصوصا بعد الاحتلال برزت الى الوجود عقدة جديدة اسمها عقدة الدال .فالجميع يريد الحصول على (الدال) مهما كانت الوسيله حتى ولو كانت من خلال المبدأ الميكافيلي . في العام 2004 اثنى عميد احدى الكليات على استاذة معروفة ومشهود لها بكفائتها وقدرتها في مجال تخصصها ،مخاطبا اياها (دكتورة) وهذه الاستاذة القديرة لاتحمل الدكتوراه حالها حال الكثير من الاساتذه العراقيين الذين ظلمتهم الظروف التي مر بها العراق في العقود الاربعة الماضيه ،فما كان من رئيس قسمها الشاب والذي لا يحمل ربع معلوماتها وذرة من قدرتها اللغوية والتعليمية الا ان يهمس في أذن العميد قائلا (ماعدها دكتوراه،هيَ ماجستير!!) رغم ان الجميع يعرف ان هذه الاستاذه الفاضله اكبر من الدال ولن تحتاجها لكن الظروف حرمتها وزملاءها من هذه الدال .
وبعد الاحتلال كثرت الدال الواهيه الفارغه فهي اما مزورة واما مشتراة وفي الحقل الذي تريد وهناك من يتفنن ويبدع بالتزوير مادمت تملك المال الوفير . فهذا الوزير هو الدكتور … وهذا النائب هو الدكتور … وهذا المدير هو الدكتور… وهذا العميد هو الدكتور … وهذا الشيخ الدكتور…وهذا القاضي الدكتور …وهذا المخرج الدكتور.. وهذا الفنان الدكتور …وكأن هذه الدال هي صك الغفران الى جنة الله المتعال . وكأن هذه الدال هي سمة العلم والمعرفه وان صاحبها بارع مخضرم وغيره لا يفقه شيئا . ان هذه الدال هي مجرد جواز سفر وان حاملها لايحمل (مفاتح الغيب التي لا يعلمها الا الله ) . فهل كان محمد (ص) يحمل الدكتوراه وهل نالها عيسى بي مريم وموسى (عليهم السلام) ؟ لقد حملوا شهادة العفة والطهر والادب والنبل والسمو والرفعه والايثار ومكارم الاخلاق ورصيدهم باقي الى يوم التلاقي . وبقي العقاد واحمد شوقي والرصافي والجواهري وحافظ ابراهيم والحبوبي وسيبويه والفراهيدي وجابر بن حيان وعمر بن عبد العزيز وبرنارد شو واديسون وإبراهام لينكولن وجون كينيدي وبسمارك و غاريلبالدي وسوار الذهب خالدون بأفعالهم واخلاقهم وبدون الدال . ايها الساعي خلف الدال ان اسعى اليها بالوسائل النبيله والحميده ولا تسعى اليها على مبدأ الغايه تبرر الوسيلة [email protected]