23 ديسمبر، 2024 9:07 ص

عقدة الانجاز الرياضي

عقدة الانجاز الرياضي

مذ ان ابتدأ  التنافس الرياضي عبر العصور القديمة حين كان الاجداد يتصارعون او يتسابقون عدوا او فروسية،  ويتجمهر حولهم الناس فيكون الفائز منهم محط اهتمام ، الى ان قننت بمنافسات لها روادها وجمهورها كما في اليونان القديمة ، كان الانجازولايزال  هو الحلقة الاهم من مجمل حلقات الاواصر لتلك البوتقة الاجتماعية .

فتداخلت المفاهيم وتطورت المجاميع لتكتنز برؤى ونظريات  وقوانين تفرضها الوقائع والحركة الانسانية الى ان وصلت الى ما نحن عليه الان من منافسات دولية واهمها بلا شك هو الاولمبياد واصبح مراد كل بلد وكل رياضي ان يكون حاضرا ومتوجا في مثل هذا المحفل المهم ، وهناك محافل اخرى اقل شأنا منها كبطولات العالم ومن ثم البطولات القارية ومن ثم البطولات الدولية والبطولات الوطنية ومن ثم المحلية الضيقة على نطاق المدينة والمنطقة.
ومن المؤلم جدا ان لا نرى العراق متوجا في المحافل المهمة وحسب تراتبيتها المذكورة انفا ، وكي نشاهد العراق الرياضي فردا او جماعة تترتقي تلك المنصات علينا ان نعكس التراتبية اي نصعد الدرج من اوله ، فنبدا من المحيط الاصغر والذي هو المنطقة ونضع جميع الاليات الممكنة والمتمثلة في البنى التحتية والثقافة الرياضية المجتمعية ، فحث الابناء على الولوج في عالم الرياضة سواء على صعيد شعبي او من خلال ما متوفر من اندية ومنتديات رياضية ضمن المساحة الجغرافية للمنطقة والحث على وجود قواعد  تنافسية تتناسب والموجود في المنطقة ، وعلينا لا نؤل جهدا او ندخر طاقة من اجل ذلك فمثلا في كرة القدم نحاول ان نكون مع ابناءنا اثناء لعبهم ضد فريق ما وتشجيعهم ومدح فوزهم او تحفيزهم للفوز القادم ان خسروا وهناك الكثير مما يدخل ضمن البنى التحتية التطويرية كالاعلام والبيئة الثقافية والمباني المطلوبة … من الممكنات البسيطة والمتوفرة ، وهذا كله يحتاج الى جدية واخذ النظر باعتبار  ان الرياضة حالة حياتيه  ملحة  لا تقل شأنا عن  الدراسة  ،لو تحقق ذلك لوضعنا اللبنة الاولى في اساس التطور الرياضي الذي سيقودنا الى الانجاز ، فقوة الانسانية في اي مفصل لها ترتكز على الاساس المتكون من الفرد والمرتبط بمحيطه الضيق بدايةً  والمتمثل بالاسرة ومن ثم تبدا انصاف الاقطار بالكبر ( الشارع ، المنطقة ، المحافظة ، البلد ، الجوار ……..الكون ) وبنفس تلك المتوالية نستطيع عكسها على الرياضة ثقافةً وانجاز ( الفرد ، الاسرة ، المنطقة ، المحافظة ، البلد ، الجوار ، القارة ، العالم ، الاولمبياد ) فلو صير لنا وبدأنا  بهذه التراتبية والمتوالية الهندسية لحققنا الانجاز تلو الانجاز لاننا في العراق نمتلك مقومات هذا الانجاز من خامات رياضية وهوس في الانجاز  واموال  ، ما نحتاجه الان هو البنى التحتية كمبان وساحات وكذلك بث روح الثقافة الرياضة وهذا يقع عاتقه الكبير والاهم على وزارة التربية بتفعيل دور مدرس الرياضة بجعله درسا لا يقل اهمية عن الدروس الاخرى مع تغيير المنهج الذي يتخذه بما يتناسب وفكرة التثقيف الرياضي والصعود الى منصات التتويج  فضلا عن دور الاعلام بذلك ، لنفعل ذلك وسنرى النتائج المفرحة قريبا جدا ،لا ان نقف نندب الحظ العاثر ونتغنى على اطلال البرونزية الاولمبية اليتيمة  للمرحوم  عبد الواحد عزيز .
وكما قالوا ” ما من شيء مستحيل ، فثمة طرق الى جميع الاشياء “