18 ديسمبر، 2024 7:39 م

في ذلك الحي القديم كانت أمي تأمرني بالعودة الى البيت قبل العتمة لان كل شيء
مخيف يحدث في العتمة .
كنت أعض على يدي لأصنع ساعة يدوية وأضحك بلا تردد ولاخوف
حينها كنت صغيرة أفرح كثيراً بالأمطار و أفرح أكثر لأن الطريق إلى مدرستي سيكون مملوءا بمياه الامطار ، أفرح هنيهة بموت جاري الذي يثقب كرتي وينهرني عن اللعب في المنطقة لأني سأكون حينها هناك وألعب كما أريد من دون أن يتربص بي أحد لي وحين كانوا ينادونني لحضورالفاتحة ، كنت أحرك شفاهي دون أن أنطق بكلمة واجلس في آخر أركان البيت ولا أعلم كيف كانت تنهال دموعي ثم أهرب بعيداً !
كنت سعيدة لا أعرف الشيب والقوانين والجرائم والاغتيالات والنقد الأدبي والمجتمع المدني وكل هذا الهراء يراود ذاكرتي .
كنت أعتقد أني في يوم لن أكبر أبداً وأن الغد لن يأتي إطلاقاً
لأن عقارب ساعتي اليدوية التي رسمتها بأسناني لم تكن تتحرك في سكون مخيف
ترعبني دائماً حتى عندما كنت أضحك أشعر أنها تضحك معي أو تسخر مني
فأنا هنا والذين أحبهم هناك وبيننا وبينهم مسافة لا أدركها مهما ركضت ومشيت
ومهما صرخت ومهما تمنيت ….
ولحكاياتي معكم بقية