1 ــ ليس لدي موقف مسبق, من العقائد بذاتها, وانما من معتنقيها, إن كانوا يعانون عاهات اجتماعية, ينضحها السلوك اليومي, اضراراً بالأخر, كالتكفير والألغاء والكراهية, التي قد تؤدي الى ارتكاب جرائم, مادية ومعنوية, تلك العاهات تكون مدمرة, اذا ما اكتسبت قوة الأيمان المفتعل, اذا ما ارتبط بالمنافع الشخصية, كالأرتزاق المنفلت, وفي الحالات التي يبلغ فيها الولائي, حدود التبعية للآخر, على حساب المصالح العليا للشعب والوطن, والتي يطلق عليها في القانون الدولي “الخيانة العظمى”, يستحق عليها المتورط, الحكم بالأعدام او الرمي بالرصاص, في الواقع العراقي الشاذ, اخذت الخيانات الولائية, زخم الموجات الجماعية, ترتكبها احزاب وتيارات وائتلافات, واغلبية برلمانية احياناً, وفي اجواء شاذة ايضاً, تصبح الخيانة جهاداً, والخائن مجاهد عابر للحدود.
2 ــ في العراق يطلق على تلك الموجات الخيانية بـ “الولائيين الأيرانيين” تنجرف فيها احزاب وتيارات ومليشيات حشدية منفلتة, واحياناً حكومة اغلبية طائفية, مغموسة بائتلافات قومية, مثال تعاقب حكومات التوافق والتحاصص, بين ممثلي المكونات, التي لا يمكن لذيولها, الا ان تكون ممسوكة, بقبضة الولاء لأيران او لأمريكا”, حتى لأسرائيل حصتها المحترمة, من داخل السلطات الثلاثة والرئاسة, واقع مدمر على امتداد, الثمانية عشر عاماً الأخيرة, تسبب في تفكيك العراق دولة ومجتمعاً, واستنزاف ثروات وسفك دماء, واتساع مخيف, في مساحات الفقر والجهل والأذلال, كل هذا مقابل فضلات علف, تتلقاها اطراف كامل العملية السياسية.
3 ــ كان المفروض ان تكون, الخيانة الولائية تلك, مخجلة معيبة بالنسبة لمرتكبيها, بعكسه نرى الولائيين الجدد يمارسونها بأريحية فائقة, يتباهون بها ويعتبرونها شطارة, او جهاد غير كفائي, انها كارثة غير مسبوقة في التاريخ العراقي الحديث, ومن غير المألوف ان ادواتها, الثقافية والسياسية والأعلامية, تحاول الألتفاف على وعي الرأي العام العراقي, عبر دستور بأنياب وديمقراطية سامة, تمهدا للولائيين شرعنة “خياناتهم العظمى” وتسويقهم مجاهدين واصحاب قضايا وطنية وقومية ودينية, جميع قوى النكبة, وجدت لها من بين ذوي العاهات قاعدة, مجحهزة بعقائد وشرائع ونصوص قاتلة, تطلق عليهم ولائيي الثقافة, الخط (الصدامي) لمثقفي العملية السياسية, يتمتعون بخبرات في مجالات التشهير والتسقيط وفبركة الأشاعات, ذات الكيانات لا تجد ما يمنعها من تغيير جلد ولائها لأيران, الى ولاء لأمريكا واسرائيل, ما دام قطع الأرزاق, افضع من قطع الأعناق في نظرهم.
4 ــ الكاتب الولائي كالقناص الولائي, الأول يطلق الكلمة المسيئة, والأخر الرصاصة القاتلة, كلاهما يلتقون في مستنقع تكفير والغاء الآخر, وكما هو القناص وضيعاً, عندما يجعل رأس الضحية هدفاً لطلقته, فالكاتب الولائي اكثر وضاعة, عندما يجعل سمعة الضحية, هدفاً لنصوص مقالته, لا نعلم ان كان هناك, ثمة ضمير يلدغه, وهو يفبرك ثم يطلق التهم الشنيعة, بأتجاه غريمه المفترض, حتى ولو كان, يفوقه ثقافة وصدقاً ووطنية, الكاتب المبتل بالولاء لأيران, لا يخجل من رمي الأخرين بأوحاله, ولو وضع ماضيه, تحت مجهر المراجعة, لضهر حاضره, رقعة طائفية جديدة, في ثوب عروبي قديم, افتعال العداء لأمريكا وحده, لا يجعل من المرتزق مجاهد, والأحتيال على الأسماء المقدسة, لا تمنح الولائي القاتل “فوزاً عظيما”, او من عقائد وشرائع ذوي العاهات, طريقاً مستقيماً آمناً الى الله.
[email protected]