منذ تولي العبادي الجديد مهامه الجديدة كرئيس للحكومة رُفعت العديد من الشعارات بين الاوساط السياسية كمحاربة الفساد والقضاء على الارهاب والبناء والاعمار والازدهار ولكن اهم مارُفع هو شعار (عفا الله عمّا سلف) !!!!
ان الداعين الى هذا الشعار يتحجّجون بالمصالحة الوطنية والحفاظ على اللحمة الوطنية والبدء بصفحة جديدة يعيشها العراق في ظل حكومة من المفترض ان تكون مختلفة التوجهات عمّن سبقها من حكومتين فاسدتين بكل معى الكلمة وعلى كل الاصعدة الامنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية بل وحتى الدينية … رفعوا هذا الشعار لتهيئة العامة من ابناء الشعب بانكم ان كنتم تبحثون عن الامن والامان والرخاء والنعم فعليكم ان لا تقلّبوا الماضي ودفاتره السوداء والحمراء ولاشان لكم بمن قُتل او شُرّد او هُجّر او نزح ولاي سبب كان !!! لانكم لو بحثتم عن الاسباب ستعود هذه الايام السوداء والحمراء من جديد، بل عليكم ان تنظروا للمستقبل الزاهر الموعودون به على ألسن رموز الحكومة الجديدة من رئيسها ووزراءها الحزبيين والميليشاويين والمنتفعين والسماسرة وعديمي الخبرة بكل شيء الا التوقيع على اوراق بيضاء قبل استيزارهم … هذا المستقبل الذي استقبلناه منذ تشكيل هذه الحكومة قبل عدة اسابيع الى اليوم بتوديع مالايقل عن 100 عراقي يوميا جراء العمليات الارهابية المتناسلة بشكل تصاعدي كمّاً ونوعا ناهيك عن ترعرع دولة داعش الارهابية المزعومة افقيا في احضان العراق وسوريا وعلى حساب الدم العراقي ايضا.
مايثير الضحك والسخرية هو ان يكون راعي الفساد والقتل والتهجير والتشريد والسرقة وعلى مدى سنوات في منصب رفيع المستوى في الحكومة الجديدة وتحول من (دولته) الى (فخامته) وكأن الارحام العراقية قد عُقمت ولم تنجب ولا يمكن لها ان تنجب رجالا على الاقل يكونوا عراقيي التوجة والاحساس والولاء … فخامته الذي تحول مابين ليلة وضحاها من متسكع في ازقة وحواري الشام الى مختارا للعصر وقائدا للضرورة وعاث في الارض فسادا واكل النسل والحرث معا واجهز على ماتركه سلفه من بقايا لبلد اسمه العراق ناهيك عن المليارات التي عمّدها في بنوك الغرب الكافر !!!!
ومادمتم ياساسة العراق قد أمنتم العقاب من شعبكم المدجّن وهو من يرفع من شانكم المخزي فلا ضير لكم ان ترفعوا شعارا جديدا يضاف الى سلسة شعاراتكم الفنطازية وهو شعار (عفا الله عمّن … لغف) لان العراق البلد الوحيد المنفرد في كل امم الارض وبلدانها يكرم فيه السارق والقاتل واللص والمزور والمحتال والنصاب والمرتشى وكل من يحمل ارذل واوضع الصفات البشرية وهنيئا لنا كشعب هؤلاء ليكونوا ولاة امرنا … و … كَـمَـا تَـكُـونُـوا يُـولَّـى عَـلَـيْـكُـم.