22 نوفمبر، 2024 7:57 م
Search
Close this search box.

عـــتـمـــة الــرؤيا لــصـنم الكــتــبة – 06 

عـــتـمـــة الــرؤيا لــصـنم الكــتــبة – 06 

لـقـطـة مشلولـة:
البعـض اعتقد بأن عـدم توالي النشر للموضوع أعـلاه ؛ تأكـيدا أن جهـدنا توقـف عـند حـده ؛ ولا يمكن له أن يستأنـف جـهده في مسايرة البحـث وتسليط الضوء على صنم الكتبة؟ هـذه لـقطة من لقـطات ما راج ويروج في عـدة فضاءات؛ لكن أفظع اللقطات؛ أن بعـضا من عناصر الكتبة؛ يمارسون لغة النميمة؛ ومنطق المناوشات؛ مع بعض الجهات لكي لا يتم النشـر؛ وفعلا استجاب لهم البعـض لأسباب تكشف عن السلوك اللاثقافي ؛ في النسيج الثقافي ؛ ومن هاته الزاوية نكشف ما لمسناه أو ما بلغنا ؛ وليست لنا نية الخصام أو الصراعات الجوفاء ؛ التي تعج بها الساحة ؛ ونسوق مثالا هاهنا: الأستاذ نجيب طلال شكرا للكتابة إلى “قاب قوسين “الثقافية.بما يتعلق بالحلقات حول اتحاد الكتاب، نكتفي بما تم نشره حتى الآن. مع التحية (1) يمكن لهاته المراسلة ، أن تقرأ من عـدة زوايا ، ولـكن ما لا يمكن أن يقـرأ بعـض المواقع التابعة شـكـلا أو جـوهـرا لشرذمة من بـعض الأحـزاب التي تسعـى لحجب الحـقائق وتعـتيم المعـطيات الكاشفـة عـن ممارسات لا ثقافـية ولا سياسية؛ ممـا تـقـوم بعملية رفـض الـنشـر؟ ولم تـكلـف نفـسها حـتى تقديم اعتذار من باب الأخلاقيات الثقافية ؟ وتلك عادتهم أيـام النشر الصحفي ! لأن تـفكير أسيادهم لازال تفكيرا ستا لينيا ؛ ولقد غيبوا من أذهـانهم أننا نعـيش زمن الانفتاح والإبحار المطلق؛ والأنكى في الموضوع ؛ بعض ممن يتمسحون في الصنم؛ طلبوا منا المقالات لتوسيع دائرة النشر؛ ولمناقشتها في الفروع ! لكن ما تم ذلك . فهل أرسلوها لجهات معينة؛ أم للمقايضة؟ الأمر مضحك؛ لأن المقالات منشورة في عدة مواقع ثقافية وأدبية؛ مما اضطرننا لاستفسارهم كموقع/ المظلة/ أسفي 24/ تغسالين/جماليا/ أورياآرت/ كيكا/ الشرقية 24/…/ ولكن من مظاهـر سلبية الفكر العربي ؛ لا يبالي بأخلاقية التراسل؛ ومحاولة الرد على كل مـا يتلاقاه انطلاقا من اضطراب الشخصية ؛ مما بادرنا كالعادة على رد اللامبالاة كالتالي:
تـــحـيـة طــبية ؛
من باب الأصول الثقافية؛ والأخلاق التي انعدمت ومنـعدمـة في قاموس الكتبة والمواقع المستبصرة ؛ وبحكم نزعة الفوبيا والسيكوباتية التي يصاب بها العديد ممن يتوهمون أنهم ( مثقفين)! لـم تستطيعون الرد على مراسلتنا؛ ولقد أرسلت المقالات لكم ؛ بناء على طلبكم . وتعلمون أنني لست وصوليا ولا انتهازيا؛ ولست خائفا من أي مواجهة أورد ؛وبصفتي ومنذ السبعينات وأنا أنشط في مجالي؛ والعـديد منكم لا زال تلميذا ؛ فـمن الطبيعي ان الأصول الثقافية تفرض النفاق التراسلي؛ وحـتى هـذا لم يتم ، لأن عـدم الرد في بـعـده الأعـم : ضعـف سيكولوجي وفكري (2 )
وعـليه فالعـديد من الملفات والقضايا والأحداث التي أمسـت تثار وتخرج من قـمم النسيان
ومن أرشيف اصحاب الحدث؛ لتكشف عن خـفايا وخبايا ؛ من الصعب مقاومتها أو تفـنيدها؛ ولكـن بعض المتوهمين؛ يحاولون محاربة أصحابها؛ بشتى الطرق وهـذا الوضع ليس في واقـع الأمـر سوى ملمح مـن ملامح الوضع الـعام للممارسات البائدة والتي كانت السائدة في شتى المجالات وبالتالي: لا يمكن فَـصل الإطار بأي حال من الأحوال ؛ عـن المشهـد العام للسياسة الثقافية وطبيعة توجهاتها الداخلية والخارجية والمهام المنوطة بها ، وهـذا لا يمكـن عـزله عـن السياق السياسي والاجتماعي ؛ لأن كل البنيات مترابطة كـشبكة محكمة العقدة ؛ وإن تبدو لنا متمفصلة ومتباعـدة؛ انطلاقا من قـصور الرؤية أوصعوبة التحـليل السياسي المعـقلن.
لـقطـة مـركـزة:
إذا ربطنا ما توقفنا عنده [ أن المرحوم الحـبابي هـو صاحب الفكرة الأساسية، ولكن التقينا حولها واجتمعنا وبدأنا العمل بعدما انضم إلينا بعض الأصدقاء الآخرين….. ولكن كانت فكرة الدكتور الحبابي رحمه الله، هي أن يكون الاتحاد قريبا من السلطة نظرا لضيق اليد ونظرا لرغبته في أن يضمن له مساعـدة من الدولة، وهو ما يعني بالنسبة لنا، جعل الاتحاد مؤسسة لا أقول قريبة من السلطة ولكن ليست بعيدة عنها، وهذه من نقط الخلاف التي كانت بينه وبيننا نحن مجموعة من الكتاب الشباب المتحـزبين خاصة الاتحاديين والاستقلاليين (3)
مبدئيا نجد كلاما منثورا على عواهنه ؛ بحكم أن صاحبه يتوفر على سلطة الكلام؛ والمجايليين له أو من عاشوا الأحداث؛ يلتزمون الصمت، رغم أنهم على قيد الحياة :لماذا؟ لأن الأغلبية أكلت من صحن واحد؛ ومن طباخ ومطبخ واحد؛ فمن الصعب أن ينفلت ما هو متعارف عليه؛ مما تجدهم ميالين للتعتيم وتمويه الحقائق حتى تنقطع عنك بوصلة الرؤيا ؛ لكي لا تخترق عمق ما تنبش فيه ؛ ولا تكاد كـذلك حتى تنخرط في متاهات تجعـلك من أهـل الإفـك والرياء ! وفي هـذا الإطار؛ نؤكد بأننا اتصلنا بالشاعر عـبد الكريم الطبال وكذا أحمد بنميمون؛ عبر المسـنجر لتحقيق التواصل أولا؛ ومناقشة اللحظات التاريخية التي عاشـوها وتعايشوا معها؛ فلم يستجيبا ثم انسحبا من فضاء التفاعل والافتراض؛ وفي نفس السياق مع القاص يوسف أو طه من خلال الفايس بوك ؛ ولكن ما إن شعـر بأنني أقترب من وضعيته التي كان فيها رئيس فرع مراكش لاتحاد صنم الكتبة ؛ شطب على الصداقة وانسحـب من الفضاء الأزرق ؛ وهنالك معطيات كثيرة جـدا في هـذا الصدد؛ وفي خضم كُـل هـذا هناك فراغات وهـنات وبياضات ومزايدات؛ لازالت سائدة ولم تجد من يقـدم الوجه الآخر؛ لردم الفراغات وإيقاف المزايدات ؛ وإن كان البعض يشيرويقرر بأن نتجاوز الماضي؛ وذاك البعض كان مساهما في ترك البياضات ! فهل هـذا الماضي غارق في الماضـوية؛ حتى يُنسى أو نَـتَـناساهُ ؟
وبناء على السؤال فعـقـد الستينات من القرن الماضي؛ لازال حـاضرا بكل تجلياته ؛ لأنه هـو الفاعل فينا لـحد الآن؛ في البنية المجتمعية، رغـم التطور التكنولوجي والتواصلي .
وهـذا ما يفـسر بأن جملة من المعطيات والحقائق مغيبة ومطمورة في دهاليز أصحابها؛ ولا وجـود لتوثيق ولا مراكز للتوثيق في المجال الثقافي والإبداعي ؛ فلو لأحد الكتبة الجرأة والشجاعة؛ فـليـصورذاك الركام من الملفات المبعثرة والممزقة والمتلاشيات في قـَبْو مركز اتحاد صنم الكـتبة ؟ بكل بساطة لن يستطيع ؛ ومن عـدم الاستطاعة ؛ فلم يستطع صاحب
الكلام؛ والولاية الرئاسية في الاتحاد بعد انقلاب على : إدراج الاختلاف حول قانونية المكتب؛ باعتبار أن بعض عناصره توفيت وبعضها غادره؛ وخاصة الأدباء الجزائريين الذين ساهموا في تأسيسه؛ ليأسـسوا اتحادهم: كـان ذلك ذات 28 أكتوبر 1963 اجتمع فيه كبارالأدب الجزائري بمكتبة النهضة وانتخبوا دون ضجيج غير ضجيج الثقافة وحفيف الأدب العالي، انتخبوا أول مكتب اتحاد الكتاب الجزائريين وقد كان متكونا من مولود معمري رئيسا وجان سيناك أمينا عاما وقدور محمصاجي مساعدا للأمين العام ومراد بوربون وأحمد صفطة والجنيدي خليفة ومفدي زكرياء؛وغيرهـم أعضاء.اجتمعوا ليؤسسوا جزائر الأدب والأدباء ولم
يكونوا على خط واحـد لكنهم كانوا جميعا في صالح دعـم حزب المبدعـين والإبداع ( 4) ورغم ذلك ظل إطار[ اتحاد كتاب المغرب العربي] كما هٌـو؛ ولم يقع جمع استثنائي لترميمه ؛ لتصبح له الشرعية ؛ بل ظل بثلاثة عـناصرأوأربع فقط ؛ وهـذا يحيلنا عـلى عـدم وجـود ولََـوْ لـِوَثيقة/ وثائق منشورة حول المكاتب / المكتب التنفيذي؛ ليتبين للأجيال الأسماء التي كانت وحملت مشعل الأدب والثقافة بالمغرب؛ وإن كان: المغرب لم يؤسس قط منظمة ثقافية تجمع تحت أجنحتها مختلف التيارات الثقافية، و لم يتمكن في تاريخه الطويل من دفع كتابه و مفكريه و مثقفيه للعمل جنبا إلى جنب، و وفق متطلبات الروح الجماعية.. صحيح أن المشهد الثقافي المغربي عرف منذ ستينيات القرن الماضي منظمة اسمها ” اتحاد كتاب المغرب “، لكنها لم تكن منظمة تنتمي للمجتمع المدني، و لم تكن تمثل سلطة بالمعنى الثقافي، و إنما كانت لونا من العمل السياسي، و إطارا حزبيا للصراع الإيديولوجي، و معارضة – بدون مشروع أو رؤية – للنظام السياسي (5) ففي ظل التقادم والنسيان؛ واختلاط الأوراق والتلاعب بها وممارسة الخنوع والتبعية والانبطاح ليس للسلطة ؛ بل لما يسمى القيادات الحـزبية ورؤساء الإتحاد لــصـنم الكــتــبة مركزيا وفرعـيا؛ لم ينتبه الكتبة لهاته الحقيقة؛ ولاسيما أن مسار الفعل السياسي المتداخـل بالثقافي ؛ والإنتهازي المتفاعل بالمصلحي؛ والمصلحي الراكب على الإصلاحي؛ والإصلاحي راكب على شرعية تاريخه ؛ فمن هـنا فمنطق الصراع ليس صراعـا حول الأفكار والمشاريع ؛ بقـدرما هـو ذاتي ونفسي وأسري حتى بين الأفراد ؛ وحينما تختلف الأهداف والغايات بين الأفراد؛ فثمة خلل في شرنقة العلائق الإجتماعية والثقافية ؛ لأن الإشكالية الثقافية صرَّح بها العديد من المغاربة؛ بأنه ليست هنالك ثـقافة ولا فـكر مغربي ! وفي هـذا الصدد نسوق مثالين متباعـدين من حيث التاريخ والممارسة: ومن عجب أن تعمد الإذاعة الوطنية للأمة ذاتها ـ وعهدنا بالإذاعات الوطنية أن تكون دائما للأمة لا عليها ـ إلى أن تذيع في برامجها شيئا ـ أي شيء ـ من هذا القبيل … هذا بالنسبة للخارج ، فقد حدث، ولا عجب ما دام سيادة مديرها الأستاذ قاسم الزهيري يعتقد في حديثه القيم عن أزمة الأدب في المغرب ، المذاع بالعدد الأول من مجال الأديب ـ إن المغرب «بلاد الأعاجيب» . أما كيف حدث هذا فإليكم البيان : في مساء يوم الاثنين 20 أكتوبر 1958 أذاع السيد محمد التازي حديثا عن اتجاهات الأدب العربي بالعدد الثالث من برنامج «مجال الأديب» تطرق فيه إلى الكلام عن الأدب المغربي المعاصر ، منكرا أن يوجد بالمغرب أدب ، فضلا عن أن توجد اتجاهات لهذا الأدب متسائلا : أين هو الأدب ؟ هل منه هذه البحوث التي نمسخ من الكتب مسخا ، وتنشر في المغرب على أنها أدب مغربي ؟ أمنه هذه المواعظ الدينية …ووصف جميع أدباء المغرب بـ «الناشئين إلخ (6) فـهذا المنقول؛ منقول عما ورد عبر الأثير؛ وللإذاعة في ذاك الوقت قوة حضور وحضوه لا توصف، مما استمع له عـدد من المستمعين
آنذاك؛ وهذا له تأثيره؛ الذي يعطينا المثال الثاني من قلب معمعان الفعل الأدبي والثقافي :: وعلى خلاف المتشددين فـى مقاييسهم والقائلين بعدم وجـود أدب مغربي حديث ؛ فإنني أرى أنه موجود؛ إلا أنه لم يرتق بعد إلى مستوى اللحظة التاريخية التي نعيشها؛ إن أدبنا لم يستطع بعـد أن يقيم علاقة مباشرة مع واقعنا الحياتي… وما تزال رؤيا ته وأشكاله محملة بآثار الوساطات المستمدة من أدب وأساليب نبتت في ظروف أخرى واكتملت في مناخ مغاير لمناخنا… ولكن الإشكالية الأساسية هي في بلورة الاتجاه وترسيخ جذوره وجعله مساوقا للحظة التاريخية التي يتشكل جنينها يوما بعد يوم؛ وتتجمع شـروطها الموضوعية؛ لتخلف لحظة ” الاختلال” وترسم الطريق للجماهـير المهـضومة الحـقـوق (7) فالمثالين أولهما أذيع وسمعـه العديد من المستمعين وقـتئذ ؛ والثاني مدون ورقيا واطلعت عـليه النخبة القارئة آنـذاك؛ ولا رد فـعـل يفند ذلك ؛ باستثناء ما أشرنا إليه في الإحالة ؛ وهـذا ليس حكم قيمـة؛ ولكن هنالك إثبـاتات منشورة ومدونة ؛ وأبعد من كل هاته الحيثيات؛ هناك ازمة قراءة : في المغرب أزمـة مستفحلة خانقة؛ لا تتحدث عنها الصحف؛ ولا تـفـكر فيها الحكومة؛ ولا يتناولها الناس في أحاديثهم وتعليقاتهم العابرة؛ كأنها غير موجـودة أصلا ، أو كأننا لا نحـس بها ولا نقدر خطورتها؛ ولا نهتم بالآثـار البعيدة المدى في السوء التي تـنتج عنها وتترتب عليها؛ هـذه الأزمـة؛ هي مــا يمكن لنا أن نسـميه ” أزمـة القراء” (8) ففي ظـل هـذا الوضع ؛ هل سيكون الإطار إطارا ديناميا؛ فـاعلا ومتفاعلا بمجتمعه أم مـجرد صـنم؟ بالتأكيد؛ صنم يتبرك بمسوحه وبركاته المنخـرطين . وهـو كذلك ؛ لأن لغة الافتراء تجعله صنما؛ ومنطلقات التجاذب المجاني لتحقيق الهيمنة الذاتية ؛ تحوله لـواهب البركات وصكوك النـجاة والوجود الثقافي . بمعنى : حينما يقول صاحب الكلام؛ بأنه صاحب فكرة تأسيس – اتحاد كتاب المغرب العربي- رفقة ع العزيز الحبابي؛ فهنا استحضار الذات وأناه بكل تلقائية . وكُـل القرائن تؤكد لا علاقة له بالموضوع : وكما أشرنا بأن فكرة تأسيس اتحاد كتاب المغاربيين؛ تولدت في إحدى مقاهي فاس بين (الحبابي ومعمري) وللعـلم فإن المقصود هاهـنا بمقهى ( النهضة) تعـد الأولى التي أنشئت في وسط المدينة الجديدة؛ والتي هي مفـتوحة في وجه المعمرين واليهود والمهاجرين من الجزائر وأعـيان المدينة؛ ولا حق للعديد من المغاربة الوصول إليها؛ لكن وجدنا نداء قبل هاته الواقعة؛ من جمعية الأديب في مراكش؛ ولم ينتج عنها ردود ايجابية أو استحباب للفكرة ؛ ربما لقـوة ومرام نداء التأسيس(9) ونضيف بأن الفكرة طرحت في 1935 من لدن الزعيم ع الخالق اطريس؛ ولكن لطبيعة الوضع السياسي بين الشمال والجنوب المغربي؛ الذي أحـدثة الاستعمارين [ الإسباني/ الفرنسي] أعاق تحقيق ذلك ؛ فمن هـنا نجد أثناء التأسيس؛ كانت أغلبية المثقفين من الشمال المغربي؛ وبوادر الانطلاقة من – تطوان- كما أشرنا سلفا . ولكن بعد التأسيس؛ تمظهرت طروحات ما كانت في وثائق التحضير للمؤتمر كالاستقلالية عن الحـزبية وعـن السلطة الحاكمة والسلطة التنفيذية ؛ والالتزام بروح الفكر الثقافي ليس إلا !! ولكن أثناء التوصيات دونت جملة من العبارات ؛ التي تحسم في أي صراع ؛ ورغم ذلك روجت أفكار بأن فكرة الحبابي رحمه الله ، هي أن يكون الاتحاد قريبا من السلطة ….. بالنسبة لنا قررنا منذ اليوم الأول، أن يكون هناك اتحاد كتاب حر ومستقل، عن السلطة والحكم، ومستقل عن التأييد المادي أو المعنوي لرجال السلطة (10) وهذه من نقط الخلاف التي كانت بينه وبيننا نحن مجموعة من الكتاب الشباب المتحزبين خاصة الاتحاديين والاستقلاليين.
لــقــطة الــعــمق:
مبدئيا؛ فالحبابي أمسى جزء من السلطة بشكـل أو آخر؛ بعدما عين عميدا للكلية؛ وفي نفس الوقت رئيسا للاتحاد؛ ولاسيما أن علاقته بعوالم السياسة كانت ملتبسة؛ بحكم أنه في فترة ما كان محسوبا على حزب الشورى. نظرا أن هذا الحزب يعـد طلائعيا من حيث الفكر ومتفتحا في طروحاته ؛ وكان يضم نخبة من المتنورين الذين لا يستهان بهم آنذاك؛ فلولا الهجمات الشرسة عليه؛ من لدن حزب الاستقلال؛ لكان له شأن آخر في المشهد الثقافي والسياسي؛ لكن ما تتوفر عليه الخزانة من وثائق حول الصراع؛ وحول توجهاته؛ ما نشره بعض عناصره: في حين يملك المخزن ومن يدور في فلكه؛ من اشخاص ومؤسسات ثقافة موروثة وأثرا مكتوبا، فهو ينتج وثائق رسمية ويدون علاقاته بالرعية؛ من وجهة نظره هـو، فيحتكر التوثيق في حين تغيب وجهة نظر العامة في كواليس الذاكرة فيأكلها النسيان والتقادم؛ إذا لم تجد من يهــتم بإحيائها(11) ولاسيما أن الوثيقة تعد المصدر الأساس ؛ الذي يساعد الباحث والمؤرخ في دعم منجزه ودراسته ؛ سواء منها السياسية أو الثقافية ؛ وعليها ترتكز الحقائق التي لا تترك مجالا للشك أو المزايدات ؛ فمن هاته الزاوية؛ سعينا للنبش والاستقراء؛ من خلال ما تناولته أيدينا؛ تجاه الإتحاد ! لكي نعيد على الأقـل ذاكرة من عـاش أطوار التأسيس والصراعات التي أنتجتها الظروف السياسية وليست الثقافية؛ لأن مشكـلة الصـنم تكـمن في منطلقاته ، والتي تتجلى في تعطيل المعـنى الثقافي ودوره الطلائعي بين شـرائح المجتمع ؛ وذلك نتيجـة الصراع .

فهل استطاعـت الصراعات ؛ بين التقـرب من السلطة نظرا لضيق اليد ولرغبته في أن يضمن له مساعـدة من الدولة ؟ وبين الابتعاد عنها ؛ لكي تكون للمثقف سلطته وحضوره؟ أن تحسم التصورين وتتحقق السيولة المالية ؛ لكي يسير الاتحاد قـدما في أنشطته ؟ كلا ! لأن المعارض ؛ وهاته اللفظة تحتاج لنقاشات عـميقة ومفصلة ؛ هـل كان – غلاب – فعلا ضد التقـرب للسلطة ؛ أم مناورة مدفـوعة الأجر للهيمنة ؛ بناء على الشعار المفعـل ضمنيا في دهاليز حزب الاستقلال ومفاده [ المغرب لنا ؛ ليس لغيرنا ] الذي رفعه عرب الأندلس مباشرة بعْـد المعاهدة السرية التي أبرموها مع فرنسا والمعروفة اكس ليبان. وفي سنة 1957 طرحها علال الفاسي في خطابه أمام قادة حزب الاستقلال ؛ مما كان هناك تصريح ناري من لدن: المحجوبي أحرضان أحد زعماء ومؤسسي الحركة قائلا: « نحن لم نكافح من أجل الاستقلال كي نفقد حريتنا » وذلك في معرض تعليقه على محاولة حزب الاستقلال الانفراد بالساحة السياسية المغربية(12) ومهما كان التأويل أو التحريف للشعار؛ فما هـو معروف ؛ كان ولازال هناك صراع على السلطة بمختلف مظاهرها؛ وهـذا اختيار استراتيجي لحزب الاستقلال كان يهدف من ورائه إقامة الحزب المهين والحزب الوحيد ! مـما لم تكن له نزعة ديمقراطية ؛ لأنه لم يكن قادرا على استيعاب التعددية ، الحزبية والتنظيمية لأن هناك تصريحات ذات ارتباط بخريف العمر؛ تذكي ذلك إما بالترميز أو التصريح [مثلا] وكان الدكتور الحبابي يرى أن الاتحاد يجب أن يضم في صفوفه ممثلي مختلف الحساسيات السياسية، ولكن من دون أن يكون ذيلا لحزب من الأحزاب؛ وفي المؤتمرين الثاني والثالث كان النقاش محتدما حول مفهومي السياسة والتحزب (13) وهاته الأيقونة لكافية عـن التعبير. وبالتالي إن كان هنالك صراع حول عدم التعامل أو التقرب للسلطة؛ فالتوصية المتعلقة بالملتمس المالي يشير: قررت اللجنة

المالية مشروع ميزانية سنوية للإتحاد لإنشاء مراكز ونواد في مختلف أقطار المغرب العربي؛ وإصدار مجلة؛ وإنشاء مكتبات وغير ذلك من المنجزات الضرورية للإتحاد. ووضعت اللجنة خطة للحصول على اعـتمادات هذه الميزانية سواء من الاشتراكات والتبرعات أو المساعـدات الحكومية (14) فهاته الأخيرة أليست أعلى سلطة أم هي شبح ؟ وإن كان حرف ( أو) يرتبط بالاختيار. فعمليا وبدون سفسطة القول (حرف اضطرار) أي كيف ؟: سافر وفد من اتحاد أدباء المغرب العربي مكون من السادة: الدكتور محمد عزيز الحبابي؛ ومولود معمري؛ ومحمد الصباغ ومحمد برادة ؛ إلى روما لتمثيل المغرب في مؤتمر أدبي هناك؛ عـقـد من 14 إلى 21 من أكتوبر؛ حضرته وفـود من جميع الأقطار العربية؛ وبعض الأقطار الأوربية؛ وكان موضوع المؤتمر (الثقافة العربية إزاء الحضارة الغربية) (15) وكيف ؟: قضى الأستاذ عبد الكريم غلاب عضو اتحاد كـتاب المغرب العربي أسبوعا بليبيا كان حافلا بالاتصالات والنشاط الثقافي ( سنعطي عنها ملخصا في العـدد القادم) (15) هـل بمالهم الخاص؟ أستبعد ذلك. أم بميزانية الإتحاد؟ فكم كان عـدد المنخرطين آنذاك؟ أم بدعم من الحكومة التي هي أصلا سلطة ؟ هـذا يحتاج للبحـث عـن التقرير المالي في ذاك الوقـت لكي نقبض على جواب السؤال؛ ولكن ما أراه أساسيا من خلال هـذا التصريح أو التوضيح؛ بأنه لاوجود للتقرير المالي أصلا؛ لأن ما تقدم لا يمكن تصديقه ؛ وما وراء الصورة يكشف عن أشياء وأشياء؛ تحتاج إلى ترتيب لفهم كيف كانت الحركية جوانية الصنم حينما يقول: المهم أن هذا الاتحاد بوسائله البسيطة وبإمكاناته اللامرئية نشيط دون تدخل الدولة ، ولا أحد يمنحه منحة، وكنا طبعا نتطلع إلى بعض المحسنين. وأذكر أني ذهبت أنا وصديقي الدكتور عباس الجراري عند رجل غني مشرف على الموت، وطلبنا منه إعانة للاتحاد، فامتنع بغضب، وخرجنا من عند هذا العجوز الذي ليس له أبناء لكن عنده أموال، غير نادمين، و اعتبرنا ذلك، محاولة لطلب الصدقة لاتحاد كتاب المغرب(16) إذن؛ فهاته الصورة إنها تـفند كل الأسئلة؛ وتفرض أسئلة أخرى ؛ ألم يكن عباس الجراري بورجوازيا حتى يلتجئ للاستعطاء؟ فإن كان العكس يبقى المجال مشرعا للتقرب للسلطة والتعامل معها؛ لأنها تتشكل من الأحزاب؛ والحزب المهيمن هو الذي كان في السلطة التنفيذية……..
الإحــــــالات
1) رسالة مـوجهة لبريدي الإلكـتروني بتــاريخ – 16/09/2015
2) رسائل إلكـترونية وجهتها في – 21/ 10/2015
3) ع الكريم غلاب: أتحسر على «كـسكس الأربعاء» الشرق الأوسط عدد 9586 في25 فبراير 2005
4) عن اتحاد كتاب الجزائر- الحلقة الرابعة من “الكتاب الأبيض للثقافة في الجزائر ركن أقـواس – في جـريدة الشروق – بتاريخ 25/ 03/ 2009
5) اتحاد كتاب المغرب أوالمؤسسة الوهمية : ليونس إمـغران – طنجة الأدبية بتاريخ 17/ 04/ 2012
6) في النقد الأدبي – مجال الأديب لعبد الواحد بناني مجلة دعوة الحق ص 69 ع3 /س 2 /1958
7) الأدب المغربي واللحظة التاريخية لمحمد برادة مجلة آفـاق – ص-7- ع 1/ يناير 1969
8) بيني وبينك – افتتاحية – مجلة دعـوة الـحق ع 12/ س2 /1958
9) انظرعـــتـمـــة الــرؤيا لــصـنم الكــتــبة 02 مـن هــذا المنــجـز
10) على هامش انعقاد مؤتمر اتحاد المغرب عبد الكريم غلاب ل»الاتحاد الاشتراكي
بتــاريخ – 24 / 03 / 2012
11) المخزن في الذاكرة الشعبية بقلم صالح شكاك مجلة وجهة نظر ص 31ع 38 /
2008 س 11
12) الملكية والنخبة السياسية، جون واترابوري ص 218-219 ط1/1982 دار
الوحدة الطباعة بيروت- لبنان
13) اتحاد كتاب المغرب .. السياسة والثقافة – لمحمد العربي المساري للشرق الاوسط / عدد 9586 بتاريخ :25 / فبراير/ 2005
14) انظر مجلة دعوة الحق ص 84 ع 9و10 س4/ يونيو / يوليوز-1961
15) انظر مجلة آفاق – نشاط اتحاد كتاب المغرب العربي – ص142 – عدد4 / 1963
16) على هامش انعقاد مؤتمر اتحاد المغرب عبد الكريم غلاب ل»الاتحاد الاشتراكي
بتــاريخ – 24 / 03 / 2012

أحدث المقالات