23 نوفمبر، 2024 5:56 ص
Search
Close this search box.

عـراقـيـون

ـــ عراقي انت قبل ان تكون سنياً ـــ وانا قبل ان اكون شيعياً ـــ كل منا مواطن عراقي وليس مواطن مكون ـــ جميعنا كنا قبل ان نكون.
الوطن اكثر عراقة من الطائفة والمذهب, الأرض مقدسنا والعراق القبلة  التي توحد قلوبنا, هم يمكن ان يكونوا ما يشاؤون, طائفيون قوميون فاسدون او ارهابيون ولا خيار لنا الا ان نخلعهم ونرتدي هوية الأنتماء والولاء, لنكن في البصرة او الموصل في بغداد او ميسان او الرمادي, فنحن لبعضنا ونكتمل في كلنا, الشقيق في اربيل اصابه الخلل القومي, دخل  تحت جلدنا واستطعم عافيتنا, لندعه وشأنه يرحل الى حيث يشاء بعد ان يخلع ثوب ضيافتنا ان لم يستحقنا.
العراق وكل ما على ارضه لنا, مقدساتنا معتقداتنا هويتنا وتاريخ مشتركاتنا لنا, نحن لسنا محميات وقد خُلقنا عراقيون, لنرفض من يقول عنا وعنكم مكون, نحن وانتم حقيقة عراقية واحدة وعلينا ان نبقى كما نحن.                         
في بيتكم دجال وآخر في بيتنا كلاهما شعوذوا قيمنا ومزقوا المشتركات, تخلوا عن زيتونكم ونرمي عمامتنا, بغداد لم تولد منقبة, كانت سافرة منذ طفولتها, انها ابنة الضوء, الوطنية العراقية ولدت في وضوح الأنتماء والولاء لا من عتمة الزيتوني ولا من تحت العمامة وخيمة النقاب ومن تغادره شمس الحقيقة يخنقه ضباب التخلف والأنحطاط, المقدس ان خرج عن صميم الحياة وهاجم الحريات  يصبح جائراً لايقدم شيئاً نافعاً.
الدواعش لا تحقق لكم مستقلاً ولا المليشيات لنا, كلاهما قراد يتطفل على خبزنا القليل, مراجعكم كما هم مراجعنا يجب ان ترتدي ثوب الوطنية العراقية لتكتسب دور العبادة هوية الأنتساب, ضيوفنا ليس منا ولهم فينا اكثر من سمسار وعلاس, الغزاة لا يجلبوا الراحة, ان لم نجتث الطائفية ونقتلع الطائفين من واقعنا سنبقى مكبات لسفلة المشاريع الدولية والأقليمية.
جميعنا عراقيون يجمعنا خبز الأرض والمشتركات الوطنية ووحدة المصير ولا يصح لنا ان نخطيء تجاه بعضنا لنغرق في مستنقع الفتنة, الطوائف والمذاهب والمعتقدات حق روحي ومعنوي للناس ويجب احترامها لكنها ليس الوطن, هناك في جسد العراق قطعة من الوباء الخبيث يطلق عليها واقعنا المرير “المنطقة الخضراء” حيث السفارة الأمريكية ومبغى العملية السياسية, ان لم نعِ واجبنا في استئصالها فحتفنا سيكون مشتركاً.
شقيقنا في الأقليم الشمالي, انتفخت اورامه القومية وتمدد فينا وانيابه تأكل من اكتافنا, علينا ان نتوحد من اجله واجلنا لنعيد اليه الرشد عله يشفى من ثقافة التثوير البرزاني, ان لم ينفع معه الصبر والتسامح لنساعده في استفتاء وطني للأنطواء داخل وهمه القومي, فأن توفق ــ خير على خيرــ وان فشل فالوطن مؤارب الأبواب لأستقباله شقيقاً تعلم الدرس, (الشقيق في اليوم الأسود خير من عدو في اليوم الأبيض).
شقيقي: ان تطرفت لسنيتك سأتطرف لشيعيتي ونخسر بعضنا والوطن, لا ضرر ان تكون لكل منا طائفة او مذهب او معتقد بهوية وطنية, بعكسه سنخسر والمعتقد معنا, ولا ننسى هناك في الوطن شريك لنا, عاصرنا واحياناً سبقنا في الأنتماء للأرض وترك بصماته على تاريخنا الحضاري هم الكلدو اشوريين (المسيحيون) والصابئة المندائيين واليهود, وهناك الفيليون ـــ اكراد تاريخ العراق ـــ والتركمان والأيزيديون والشبك والأرمن, جميعهم حقيقة تاريخية عراقية يجب فهمها واحترامها ومشاركتها في الوطن وفرص الحياة واعادة البناء.
الا نرتكب الفاحش من الأخطاء لمجرد التفكير في لوثة تعريب ارضهم او تكريدها, من يريد الأنفصال عربياً كان ام كردياً, عليه ان يحترم الحقائق التاريخية ويتجنب تجريدها من روحها, يستطيع ان ينكمش داخل اوهامه من خارج الجغرافية التاريخية للمكونات الحضارية, من يحاول ركوب بغلته معكوساً سيغادر التاريخ دخيلاً طارئاً فصدر الأمة العراقية سيضيق به, المكونات مجتمعة ستجد له في التاريخ مكاناً كان له, الفكر التوسعي منزلقاً لسقوط الذات, العراقيون الآن يعيدون تأثيث ذاكرتهم بحقائقهم التاريخية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات