23 ديسمبر، 2024 10:57 ص

عظمة الطابع الأدبي للمُخيّلةِ البدائية

عظمة الطابع الأدبي للمُخيّلةِ البدائية

في الروايات الشفاهية التي نقلها الجد عن الأجداد ، كانت لدى الإنسان قدرات سحرية ،
من بينها :
حين يمسك بشجرة ميتة
فأنها تعود الى الحياة ،
ومن يغضب عليه الرَّبُ
فأن عجلةً تدور فوق رأسه الى نهايات الأزمان ،
وجيء بالأسفار
إن الآلهة تحمل فأسا
لا لقطع رؤوس الناس
وإنما لمساعدة الإله لقطع الأشجار من الغابة وتدفئة الذُرية ومن هم في الطبقات السفلى من الأرض ،
ولكن الأشرار والسَّحرة وَلــِ إلحاق الأذى ببني آدم وضعوا عند قبر المتوفي حُراساً من الجن الماكر
وما أن ينهض الميّت من رقاده
حتى يُعاد مرة ثانية الى لِحده ،
وهو إبتكارٌ في القص الخيالي
لتعكير مِزاج الحياة الآخرة ، وتعكير مزاج الشهود من النباتات والحيوانات ، والإقرار بأن المحاكم للصالحين وليست للطالحين من بني البشر ،
ولعل البحث عن الحقيقة والقناعة بالخلود الأبدي جعل الملهم من البشرية أن يطرق أبواب البحث ويجول في الصحاري والبحار لشرب ماء النجاة أو العثور على عشبة الخلود ،
وهناك أشياء تعود للمرأة ما أن تمسك حتى يحل على ماسكها الهلاك ،
وكل ذلك دل على عظمة الطابع الأدبي لما تسرده المخيلة الأولى للإنسان البدائي ،
وتتعدد الصور حسب مواطنها وتنتقل من بيئة الى أخرى بواسطة المغنيين وجوالة البحار والمهاجرين ،
ورغم مايشوب تلك الحكايا من قلقٍ وأحيانا من قدرة الناقل لكنها تتسم بكليتها بالتنظيم والتسلسل ووجود القوى المؤثرة في تحريك المُخيّلة وإدامة زخم الخيال ،إن المعتقدات الأسطورية سرعان ما يضمحل دورها في الحياة الأدبية حين يأخذ الأدب دوره في إستكمال فاعليته ضمن المعارف الأخرى وضمن التطورات التي تطرأ على الحياة الأدبية لكن تبقى كل تلك الحكايا حكايات فاعلة في إعطاء الأدب بعده الموغل في قدم التاريخ وهو ما يفتح الطريق لإقتحام المجهول ومعرفة مكوناته ،
إن إدراك ماهية الجسد وماهية الروح عبر التشكيلات الخرافية التي إبتدعها الإنسان البدائي تعني أن الأنسان القديم تعامل مع موجودات الكون المؤثرة والتي لاتقع تحت الأبصار وهو ما يؤكد أن الحكايا القديمة لا تُحوِّر أشكالها بل تقدم إختراعاتها التصورية كمعتقد عن قدرة الكون على خلق الأشياء العجيبة التي تتحكم بطبيعة علاقة الفرد وبيئته وعلاقته مع العالم الآخر ،
[email protected]