23 ديسمبر، 2024 9:51 ص

حجي هذا شنو اللي بالجيس
هاي اعظامي ابني ماخذه وياي للبيت

حجي اشلون اعرفت هاي اعظام ابنك

ما عرفت بوية بس ردت اسكت امه

اغلق المقاتل في السيطرة باب السيارة وهو يقول:.(( الله وياكم توصلون بالسلامة لاتنسونا من الدعاء رحم الله موتاكم)).
تملل السائق وهو يصرخ :. اوه ه ه وتاليها
بكى الشيخ الكبير وهو يحتضن كيس البلاستيك ويمسح دموعه بطرف كوفيته وهو يردد في نفس وتالييتها شنو يانعيمة. انتبه على صراخ احد الركاب بوجه السائق معاتبا إياه على تصرفه الفض مع الشيخ الكبير منذ لحظة ركوبه الباص بثيابه المتربة وكيس الجثة  لحرص السائق على نظافة السيارة وتشاؤمه من الجثة وتعجرفه وتكبره على فقر الشيخ ذوي الملابس الرثة  القادم من  مقابر سبايكر.

نعيمة تريد منك ياعليوي تراب من قبر ابنها تحمله في صدرها ما تبقى من حياتها و تريد ان يدفن معها في القبر وهي تقول حسن يمه تبقى بقلبي ما اعوفك وتبكي وهي تتذكر انها كلما اردت ان تذهب الى سوق العورة كي تعمل في بيع الخضرة كانت تهرب منه قبل ان ينهض من النوم لتوصي اخته الكبيرة به فهو  الوحيد والأصغر والمدلل وبز الكعدة  الذي فطته بصعوبة بالغة حين كان متعلقا بصدرها باقرب شيء الى قلبها . حتى عندما تعود يبدأ بالصراخ في وجهها امي لا اريد ان تتركني ابدا وهي تحتضنه وتحاول عبثا إقناعه انه قد كبر ولا يحتاج اليها.

وراح اعليوي يحدث نفسه لست ادري يانعيمة اين سندفن هذه العظام ولا ادري هي لمن ؟ كيف سنستخرج شهادة الوفاة ، يالله حيدر  ايدبرها ، زين اشلون باهل هذا الولد  خاف مو  حسن وراح  يشم تراب العظام  بعد ان فتح الكيس رغم انه راى الظام نيرانا تحرقه تحرق قلبه المتعب ويديه المرتاجفه لتسكب عينه دموعا من لهب  ثم عاتب نفسه بشدة  لاهو حسن الفانيلة والخاولي والجنسية التالفة التي فيها دائرة نفوس مدينة الصدر هي ما تبقى ولكن الكتابة غير واضحة والصورة تالفة ، عميت عينيك عليك حسن صوجي لازوجتك ولا فرحت بيك ولا شفت منك خيرك اعذرني بوية وابريء لي الذمة .لست ادري اين سادفنك وهل اجد لك مكانا في وادي السلام وهل اجد بعد موتي قبرا لي بقبرك .هل اجد مالا لاجدد قبرك قبل ان يسرقه الدفان ليدفن فوق جثتك غيرك. لقد مضى 21 عام  وبعد طول انتظار عندما سمعت  الجدة ام جاسم تقول لي كرت عينك اجاك ولد، والان ضاع  وانا ضعت أيضا امه أصبحت مجنونة تريد بس واحد يجذب عليها وايكلها اخباره .وانا الان بعيد جدا عن كل شيء ولا اعرف نهايتي ونهاية هذا الجنون العراقي ولا احد هنا ليجيبني لماذا يحصل كل هذا ؟واتى في خاطر اعليوي  كيف يصل الى البيت  وكيف يرى عظام ابنه تغور في أعماق الأرض وهو يخشى عليها من التفتت ،وكيف سيتلاشى حسن من الذاكرة ، ملامحه حتى اعليوي لم يتذكر الا ملامح حسن الصغير  لا الشاب  لم يعد يتذكرها جيدا، ولم يعد يتذكر صوته جيدا الا عيونه السوداء حين تذكرها اجهش اعليوي في البكاء واخرج من جيبه صورة ابنه معه ومع امه، لكنه لم يعد يتذكر بريقها فقد مضى زمن طويل ، لم تكن مجرد سنة الا انه عام بالف عام. هيجي اعليوي ياقليل الوفا يابذات بديت تنسى  والكبر ياخذك من يأخذك القبر ان شاء الله اعليوي لمن تعيش بعد الان ؟ هكذا خاطب الشيخ نفسه. كان صعبا على اعليوي ان يقبل بان حسن الكثير الحركة وعاشق الكرة اصبح عظام  جامدة  وتراب يابس. تذكر اعليوي اباه محسين عندما دفنه  واهالوا عليه التراب شق لحظة الصمت القاتلة صرخة نحيب  تعلو لتعلو أخرى لتشق عنان السماء وتقتل الصمت ومن نحيب الى اخر ومن خوف الى اخر لم يبق لي شيء ، أي شيء ليعود الصمت من جديد والخوف ورائحة الموت لتغطي السماء والأرض. صوت  مجروح أخذ يعلو خلفنا  وفوقنا يوم هنا وأخرى هناك  قدر وظلم مجنون قتلنا كما قتلكم  ولا احد يعينه أي شيء ولم يعد احد يبالي فلقد ادمنا الموت وتعودنا على ان نسرد النكات في مجالس عزائرنا وسراديق فواتحنا  ونتبادل التعازي والحزن ،حتى اصبحنا نهرب من الحزن والخوف والموت لكن الى اين . من سيساعدني على نعيمة  بل من سيساعدني ويساعد الظهر المقوس واليد المرتجف والرجل المتصلبة ، اه من الضغف  ومن قلة الحيلة من لي سواك يارب ، على الله وعليك يابا الحسن هذا ابني وديعة عندك قتله لانه يحبك. _ ألست تريد الانتقام؟ حدث نفسه  وأجاب مم وكيف ولم يعد هناك قوة ومن اجيب الحيل يابو سكينة .

في مجلس الفاتحة وقف كالمجنون المذهول ولم ينتبه الا حين دخل احد المقاتلين مع سلاحه  فراى في وجهه وجه حسن  فاحتضنه  واحتضن بند قيته قائلا له

– ابني أتعاهدني؟

–  ان شاء الله بخدمتك حجي تامر امر .