18 نوفمبر، 2024 3:20 ص
Search
Close this search box.

عطّلت البوصلة وتاه الربّان !

عطّلت البوصلة وتاه الربّان !

ربّان سفينتنا تائه لايعلم أين يتّجه بينما استسلمت سفينته للموج العاتي الّذي لايرحم !
البوصلة تعطّلت ، والإعصار يتعاظم ، والبحر يزبد ويرعد، ونحن نرتعد خوفا من المجهول الّذي لانعرف إلى أين سينتهي بنا!
هذه هي باختصار أحوال العراقيين في ظلّ فوضى لاقرار لها!
مرّة سمعت أحد التجّار يتحدّث مع زميل له عن تقلّبات السّوق العراقيّة فردّ عليه الآخر قائلا : السّوق العراقيّة لم تعرف الاستقرار منذ ثلاثة عقود ،وليس ثمّة في الأفق مايوحي بأنّها ستستقر!
أراد ذلك التّاجر أن يقول إنّ حياة العراقيين مضطربة ، وأحوالهم متقلّبة ، وأيّامهم متشابهة في السّوء وإن اختلفت فإلى الأسوأ !
ربّما يتّهمني بعضكم بالسّوداويّة والتّشاؤم وأتمنّى أن أكون كذلك ، كما أتمنّى أن تكون الصّورة ورديّة لكنّنا ،بسبب عمى الألوان الّذي أصبنا به ، لم نعد نميّز الوردي من البمبي ولا بين الأبيض والأسود!
يئسنا من الأمن والأمان، وغسلنا أيدينا من الرّفاهيّة ، ولم يعد ثمّة بصيص من الأمل في أن نرى الفرقاء الغرماء موحّدين متصالحين متصافحين متسامحين !
السّفينة تتقاذفها الأمواج والربّان تائه والبوصلة معطّلة وليس أمامنا نحن ركّابها  إلا أن نتتظر ماتجلبه لنا الأقدار وأن نردّد قول الشّاعر:  
مشيناها خطى كُتبت علينا        ومن كُتبت عليه خطى مشاها
ومن كُتبت منيته بأرض          فليس يموت في أرض سواها
برغم كلّ ذلك يظلّ العراقيّون متسلّحين بالصّبر الجّميل ، يواسون بعضهم على الملمّات والمصائب بقولهم: لاتيأسوا من رحمة الله!
نعم لاتيأسوا.
[email protected]
* افتتاحية جريدة الناس

أحدث المقالات