18 ديسمبر، 2024 8:01 م

عطلة للنساء بالدورة الشهرية

عطلة للنساء بالدورة الشهرية

بين فترة زمنية وأخرى نقرأ أو نسمع عن قرار مهم في دولة ما قد يتعلق بالإقتصاد أو المجتمع، فبعد تأمين اسكتلندا مستلزمات الحيض مجاناً جاء قرار أسبانيا بمنح النساء عطلة في فترة الدورة الشهرية، بالتأكيد هذا القرار لم يأتي غفلة بل جاء على قدر من المسؤولية والتفكير والشعور في وضع المرأة ومنحها دعم نفسي ومعنوي لأنه لايخفى عن أي رجل أو امرأة في العالم ماتشعر به النساء في هذه الفترة التي تقلبها مزاجياً وجسمانياً ونفسياً، لذا جاء القرار للنساء اللواتي يُعانينَ آلاماً حادة في هذه الفترة الصعبة .
وحسب ماقرأت فأن القرار يعد جزء من بنود قانون جديد يفترض أن يقره مجلس الوزراء قريباً كما أن العطلة تعتبر مبادرة وبند في مشروع قانون أكبر يهتم بقضية الإجهاض ويعزز حق المرأة في إنهاء حملها طوعاً، لا نستطيع هنا المقارنة بين المرأة في العراق مثلاً وبين أسبانيا فكما نعرف الفرق كبير جداً وليس هنالك مجال للحديث في الاختلافات الكبيرة كون المجتمعات في القارة الأوروبية تختلف في وجهات نظرها ومجتمعاتها وسلطاتها وهي تدعم المرأة بكل الأشكال ذلك لأن هذا الدعم يأتي من المعرفة في حقوق الإنسان والرغبة والإهتمام والتطلُّع في منح هذه الحقوق كما أن هنالك قيادات تطرح وتطالب وتنجز وقضاء عادل ينفذ ودولة تقدِّم الحقوق من أجل مواطنيها، وزيرة المساواة إيرين مونتيرو هي من قادة حزب بوديموس الإسباني اليساري المتطرف شريك الحزب الاشتراكي في حكومة بيدرو سانشيز ذكرت بأن قانون العطلة للنساء  “سيعترف بحق النساء في فترة الحيض بالحصول على عطلة من العمل خاصة تموّلها الدولة بدءاً من اليوم الأوَّل”، لأن “هنالك نساء لا يستطعن العمل والعيش بشكل طبيعي لمجموعة أيام خلال الشهر بسبب آلام حادة يعانينها خلال فترة الحيض”، بالتأكيد هكذا قرار يأتي بعد نقاشات انجبت التوصّل إلى اتفاق بشأن الأيام المحددة لـ “عطلة الدورة الشهرية” بعد تقديم مسودة مشروع القانون الذي أعدّته وزارة المساواة تتضمن إجازة لثلاثة أيام مع إمكانية تمديدها يومين إضافيين في حال ظهور أعراض حادة بالإستناد في ذلك إلى تقرير طبّي .
وبين مؤيد ومعارض وتخوف وحذر وإقرار أو تنفيذ أعتقد هكذا قوانين تعد غريبة بالنسبة للكثيرين بل وخطرة لكن أحياناً الخط الأحمر ليس أحمراً إلا لأننا قررنا ذلك فقد يكون لونه أزرق أو برتقالي!! وكثيرة الأشياء الخطيرة التي كانت في الماضي مجرد حبة صغيرة ثم صارت شجرة، من يزرع يحصد ولاشيء نجني منه ثماراً كالأفكار التي رافقت الإنسان منذ الأزل إلى يومنا هذا بأختلاف الحاجة لها ولولا ذلك لم كنا نعيش اليوم وسط الإختراعات التي هبطت من سماء عقل عبقري أو مفكر أراد خدمة الإنسان، نحن اليوم بحاجة شديدة إلى الإنسانية والقيادة والعدالة وخدمة تنبذ العنصرية والأنانية المفرطة .