23 ديسمبر، 2024 12:14 ص

عطش البصرة وحياة العراق

عطش البصرة وحياة العراق

مدينة جُمعت بها خيرات الارض كلها، من النفط الى الموانىء بالاضافة الى خيرات الارض التي لا تنضب ولا تنتهي، الا ان اليوم تعيش هذه المدينة خراباً مدبراً مقصوداً بسبب مطالبة ابناءها بحقوقهم لا اكثر.

بداية الازمة كانت مطالبات شعبية بمظاهرات عفوية بحثاً عن خدمات اساسية لحياة الانسان في القرن الواحد والعشرون، مثل الوظائف والماء والكهرباء والصحة والخدمات الاخرى، الا ان رد الحكومة المحلية والمركزية كان مشرفاً بالماء الحار والرصاص المطاطي وبعض الاحيان الرصاص الحي، الاكثر ايلاماً هي تصريحات المسؤولين والقادة الناهبين لخيرات المدينة، تنوعت بين المندسين والمخربين وصولاً الى كونهم بعثيين..بعثين!! عجيب امرهم لا يخجلون من هذا الكلام فقد وضعوا البعث كشماعة يعلقون عليها اخطأهم، ويظهرون بمظهر الملائكة المنزلين اضف الى ذلك نظرتهم الى من ينادي بالوطنية وحب الوطن يتهم بأنه بعثي ايضاً، طيب اذا كنا نحن الشعب بعثية ومندسين ونعمل لجهات خارجية ومدعومين منها، من تكونون انتم؟ ايها العملاء الخونة، سارقي البلاد والعباد كل مرة تهتز كراسيكم او مصالحكم تعودون للعب على قضايا ضيقة طائفية تعكس ما بداخلكم من مخلفات اجتماعية مريضة كونكم لا توالون العراق ولا اهله، انتم هنا على خارطة العراق كأحجار الشطرنج تراعون مصالح المستعمر واعوانة لا تجمعكم اي صلة بالوطن الا الولادة.
بصرتنا بصرة الخير واهلها يبقون محبي للحياة ولا تنفع منكم هذه المحاولات لاسكات ابناءها، هذه حقوقهم ويجب ان يأخذوها عنوة منكم، انتم يا سياسين يا مخلفات حقب الجهل الا تخجلون من استيراد عمالة صينية من المسجونين واصحاب الماضي السيء للعمل وابن المدينة الشاب الواعي الدارس صاحب الشهادة والثقافة والوعي يبحث عن عمل اشبه بالعبودية بأجراً لا يكفيه لقوت يومه، وحينما يخرج محتجاً فهو بعثي او مندس، شكراً للزمن الاغبر الذي سلطكم على هذه الارض.
القضية الاخرى هي قضية انسانية بحته شعارها الماء، سيأتي عما قريب موسم الحزن في محرم ويصعد الخطباء ليذكرونا بعطش الحسين وال بيته عليهم السلام اجمعين، وعدد جنده الـ(73) رجلاً الذين قتلوا في كربلاء وكيف منعوا الماء عنه بني أمية وانتصر الحسين على امد الدهر وال أمية لهم الخزي والعار، بصرتنا اليوم هي كربلاء اخرى وانتم يا من تحسبون انفسكم موالين لآل البيت في الواقع انتم بنو أمية وأهلنا في البصرة هم المظلومين وسوف ينتصرون عاجلاً ام اجلاً، وان حالات التسمم بسبب تلوث المياه ما هي الا انجاز اخر لمجموعة من السراق جاءوا قبل خمس عشرة سنة وضعهم المحتل في المناصب وبدأوا بقتل الشعب من ايام الطائفية والحرب الاهلية وصولاً الى داعش واليوم مشكلة الماء، دون ان نذكر طبعاً الفساد المالي والاداري للاحزاب التي تدعي الاسلام.
الكلام هنا للعراقيين اخواني اصدقائي احبائي في كل مكان من هذه الارض ارجوكم واترجاكم البصرة بصرتنا جميعاً وخيرها للجميع وهي لم تبخل على احد ابداً والدليل ان 90‎%‎ من ميزانية البلد من هذه الواردات هذه المدينة، عليكم ان تعرفوا ان الذي يحدث اليوم في البصرة سيحدث غداً في بقية المحافظات والحكومة لا تعمل الا على تخدير المواطنين، بالوعود الكاذبة وان مدينة البصرة تشكر جهودكم العفوية لايصال الماء الصالح للشرب من كل نقطة في العراق وهذا دليل على اننا ابناء وطن واحد ولم يستطيع حفنة من السراق تفريقنا، الا ان ما اود ان اقوله هو فلتصبح جميع مدننا بصرة اخرى كي نسقط الشرعية عن الحكومة اللاشرعية، التي تتحكم بمصيرنا واخذت المناصب بتزوير الانتخابات ولا يهم ازلامها سوى المناصب والدليل امس حينما تصافح المتخاصمان الذين قتلوا ملايين من العراقيين بسببهم من اجل الكتلة الاكبر ونسوا ان بصرتنا تعيش الكارثة.